عقد أول أمس السبت بدار الكتب والوثائق الرسمية، حفل تكريم للشاعر حسن طلب ولمسيرته الشعرية، وقدم الدكتور صابر عرب درع الدار تكريماً للشاعر، وذلك فى حضور عدد كبير من المثقفين والشعراء، منهم أحمد عبد المعطى حجازى والدكتور عبد المنعم تليمة وبهاء جاهين وجمال الشاعر وعبد المنعم رمضان والفنان خليل مرسى، كما أصدرت دار الكتب "مختارت من أعمال الشاعر" تحمل عنوان "نزهة فى ظلام الضوء". الدكتور عبد المعم تليمة قال إنه لا مكان لشاعر فى النهضة العربية إلا إذا كان مجدداً، ولكن إذا قلنا إن حسن طلب مجرد مجدد أو صوت متميز فما جئنا بشىء جديد، وإنما يتميز طلب أنه صاحب وجهة ورؤية فى الشعر. تليمة أضاف أن طلب استطاعت موهبته الفردية أن تعصمه من مأزقين، الأول أن عمود الشعر العربى، وهو يجدد نفسه، لا يزال يفرض قاموسه القديم، ولكن طلب بمنتهى الوعى يفتش عن هذا القاموس، ويقدم مفرداته فى علاقات جديدة، فهو يصفى المعجم القديم ليقدم لنا من المألوف غير المألوف، ومن التقريرى التصويرى. وفى توضيحه لمسألة القديم والجديد، قال تليمة "أنا لا أعرف قديماً وجديداً فى الفن، لأن الفن يتطور ولا يتقدم، فمثلاً قصيدة لحجازى لا تنفى امرئ القيس، والعكس صحيح. تليمة أضاف أن المأزق الثانى الذى نجا منه طلب، هو أن كثيراً من الشعراء يسقطون فى مأزق لمباشرة والعنف، إلا أن طلب استطاع بموهبته اللافتة أن ينجو من ذلك، كما فى قصيدته "رجع الصدى" التى يتناول خلالها الأحداث فى بيروت والعراق وأفغانستان، ولكن يطلع بقصيته إلى قضية الخير والشر. تليمة أشار إلى أن طلب يحول الشعر من مناسبة إلى قصائد إنسانية، وأنه ينطلق فى رؤيته من الذى تراه كل عين إلى الذى لا تراه إلا عين الفنان، وهذا هو حسن طلب وهذه هى موهبته. الفنان خليل مرسى قرأ من أعمال الشاعر المكرم قصيدتى "ارسم صليباً كالهلال" و"ولادة"، بينما قرأ الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة "القصيدة البنفسجية"، وقال إن طلب تفرد بالتعامل الجاد والعنيف مع اللغة وكأنه يصارعها، وهو دائما يغوص فى أعماق التراث ولكن يقدم لنا كلمات ورؤية خالدة تشكل أفقاً من الدلالات والمعانى والخيالات. الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى قرأ لحسن طلب قصيدة "القصيدة السوداء" المهداة إلى نصر حامد أبو زيد وإلى ضحايا الظلام، وقال حجازى عن طلب: كلما أستمع إليه، أشعر أننى أستمع الشعر لأول مرة، وأقرأ قصيدة لأول مرة، وأدين له بهذه المتعة التى لا أعرفها فى غير شعره.