«سهير ليالى ياما لفيت وشوفت.. وف يوم رجعت ف ضلام قمت شوفت.. الخوف كأنه كلب سد الطريق.. وكنت عايز أقتله.. بس خفت» هكذا رسم العبقرى صلاح جاهين وجه الخوف فكيف يراه المثقفون والشعراء والمبدعون. الخوف سيد الموقف فى الحياة المصرية، كما يقول الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، الذى يستعيد خوف الطفولة: أكثر ما كان يثير خوفى وأنا صغير هو الموت، كنت أخاف على الموتى حينما يذهبون بهم إلى الصحراء ليدفنوهم بلا أنيس لوحدتهم، الصحراء كانت تصيبنى بالهلع، تمنيت ألا أموت ليلا، وألا أدفن فى الصحراء، ويضيف أبو سنة: اكتمل خوفى بالصورة التى كان يرسمها خطباء المساجد للجحيم، ولما كبرت قليلا أصبحت أخشى سلطة المجتمع، وبعد أن تحررت من هذه المخاوف أصبحت أخشى السلطة السياسية، بعد «المرض والفقر»، ولكثرة السلطات الباطشة أصبحنا نخاف من المستقبل والحرمان من الأولاد ولقمة العيش، وبعد أن كنا نخاف الموت أصبحنا نخاف الحياة. أكثر ما أخشاه حاليا «الحياة، والكراهية، والغدر» وأكثر ما أخاف عليه هو الشعر. الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان وقال بتلقائية: أخاف بشكل مرضى وبلا حدود من الموت وكنت أعتقد أنه لا يوجد إنسان يخاف من الموت أكثر منى إلى أن قابلت شاعرا هنديا كان يخاف من الموت لدرجة أن جسده كان يظهر عليه أعراض المرض، أما سبب خوفى من الموت فكانت الأزمة القلبية التى أصابتنى عام 1998 ونجوت منها، وبعيدا عن الخوف من الموت هناك هاجس دائم «أخاف المشى على الرصيف وأعتقد أننى سأقع وتصدمنى سيارة فأموت»، وتفزعنى الأحلام والكوابيس، وكثيرا ما توقظنى زوجتى وأنا أصرخ. بعيدا عن هاجس الموت يقول رمضان: أخاف من الحرمان من متعة الكتابة، «أخاف من المرايا».. هكذا يلخص الروائى شحاتة العريان مخاوفه والسبب: أخاف من رؤية وجهى فى أى شىء يرتبط بفكرة السراب واللاوجود، كما أخاف على عينى، فأنا قد أحتمل المرض حتى الجنون، لكن فكرة عدم الرؤية تجعلنى أموت من الخوف، أخاف من الأماكن المغلقة كالأسانسير مثلا. «العريان» يقول: جميع المصريين يخافون الغيب والمجهول واللامرئى.