الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    الإخوان : وقف نزيف الحرب على غزة لن يمر عبر تل أبيب    سفير مصر باليونان: مشاركة المصريين فى انتخابات الشيوخ تعكس وعيهم بالواجب الوطنى    برئاسة الدكتورة جهاد عامر.. «الجبهة الوطنية» تعلن تشكيل الأمانة المركزية للتعليم الفني    رسميا الآن بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 2 أغسطس 2025    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية    روسيا ومدغشقر تبحثان إمكانية إطلاق رحلات جوية بمشاركة شركات طيران إقليمية    أخبار × 24 ساعة.. وظائف فى البوسنة والهرسك بمرتبات تصل ل50 ألف جنيه    ماسك يؤكد وجود شخصيات ديمقراطية بارزة في "قائمة إبستين"    كواليس من محاكمة صدام حسين.. ممثل الدفاع: طلب جورج بوش وتوني بلير لهذا السبب    عبدالمنعم سعيد: الدمار الممنهج في غزة يكشف عن نية واضحة لتغيير هوية القطاع    رسميًا.. لاعب الأهلي ينتقل إلى النجم الساحلي التونسي    الصفاقسي التونسي يكشف موعد الإعلان عن علي معلول وموقفهم من المثلوثي    نجم الزمالك السابق: فترة الإعداد «مثالية».. والصفقات جيدة وتحتاج إلى وقت    خناقة مرتقبة بين ممدوح عباس وجون إدوارد.. نجم الزمالك السابق يكشف    ستوري نجوم كرة القدم.. صلاح يودع لويس دياز.. ومحمد هاني يُشيد بأداء كريم فهمي    اتفاق مبدئي بين الزمالك وشارلروا البلجيكي لضم عدي الدباغ    بيراميدز يستهدف صفقة محلية سوبر (تفاصيل)    ارتفاع عدد مصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم شهير فى سوهاج إلى 12 شخصا (صور)    10 مصابين إثر انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج    زفاف إلى الجنة، عريس الحامول يلحق ب"عروسه" ووالدتها في حادث كفر الشيخ المروع    مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في سيوة    علا شوشة تكشف تفاصيل مشاجرة أم مكة بقناة الشمس    بالأسماء.. ننشر حركة مأموري الأقسام ومراكز الشرطة بالقليوبية    «الجو هيقلب».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار وانخفاض درجات الحرارة    عمرو دياب يفاجئ جمهوره بمدفع "تي شيرتات" فى ختام حفله بمهرجان العلمين.. صور    إسلام الكتاتني: الإخوان الإرهابية كتبت شهادة وفاتها بالتظاهر أمام سفارة مصر في تل أبيب    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    حدث بالفن| كارثة بسبب حفل محمد رمضان ومطرب يلغي حفله في الساحل حدادًا على المتوفي    "ظهور نجم الأهلي".. 10 صور من احتفال زوجة عماد متعب بعيد ميلاد ابنتهما    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    حسام موافي يوجه رسالة لشاب أدمن الحشيش بعد وفاة والده    وصول دفعة أطباء جديدة من عدة محافظات إلى مستشفى العريش العام    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    ترامب: نشرنا غواصتين نوويتين عقب تصريحات ميدفيديف "لإنقاذ الناس"    مركز رصد الزلازل الأوروبي: زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب شمال شرق أفغانستان    2 جنيه زيادة فى أسعار «كوكاكولا مصر».. وتجار: «بيعوضوا الخسائر»    منطقة بورسعيد تستضيف اختبارات المرحلة الثانية بمشروع تنمية المواهب "FIFA TDS"    تشييع جثمان فقيد القليوبية بعد مصرعه فى «حفل محمد رمضان»    الشيخ محمد أبو بكر بعد القبض على «أم مكة» و«أم سجدة»: ربنا استجاب دعائى    وزير النقل يتفقد مواقع الخط الأول للقطار الكهربائى السريع «السخنة- العلمين- مطروح»    انتخابات الشيوخ 2025| استمرار التصويت للمصريين بالخارج داخل 14 بلد وغلق الباب في باقي الدول    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد فعاليات اليوم العلمى ل«الفنية العسكرية»    محافظ الإسكندرية يتابع مؤشرات حملة 100 يوم صحة على نطاق الثغر    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    الأسهم الأوروبية تتكبد خسائر أسبوعية بعد أسوأ جلسة منذ أبريل    فريق بحثي بمركز بحوث الصحراء يتابع مشروع زراعة عباد الشمس الزيتي بطور سيناء    مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    إدارة مكافحة الآفات بالزراعة تنفذ 158 حملة مرور ميداني خلال يوليو    من تطوير الكوربة لافتتاح مجزر الحمام.. أبرز فعاليات التنمية المحلية في أسبوع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتخابات 2011 بلون الدم ورائحة البارود.. وكلمة السر «الدوائر الفردية».. أحداث العنف فى قنا وسوهاج والدقهلية وكفر الشيخ والإسكندرية.. بروفة استعراض النفوذ والقوى بين القبائل والعائلات
نشر في اليوم السابع يوم 12 - 11 - 2011


نقلاً عن العدد اليومى
تستعد الحلبة الانتخابية، فى ال 28 من نوفمبر الجارى، لاستقبال أول دفعة من المتنافسين فى المرحلة الأولى من انتخابات برلمان 2011 فى 9 محافظات هى «القاهرة، الإسكندرية، كفر الشيخ، دمياط، بورسعيد، الفيوم، أسيوط، البحر الأحمر، والأقصر»، هذا من واقع بيانات المجلس العسكرى واللجنة العليا للانتخابات، ولكن مع اندلاع موجات العنف بصورة غير مسبوقة، على مدار الأيام الماضية فى 5 محافظات على مستوى الجمهورية، وسقوط قتلى وجرحى، وفشل الأمن فى السيطرة على مجريات الأحداث، قفز سؤال الشارع: إذا كان هذا هو الوضع فى عمليات الإحماء، كيف ستجرى الأمور مع بدء ماراثون الانتخابات بمراحله الثلاث؟.
وفقا لحسابات المجلس العسكرى، واللجنة العليا للانتخابات، ووزارة الدخلية، لم يتبق سوى 18 يوما على بدء المرحلة الأولى، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا، هل هذه المدة كافية لبعث الطمأنينة والثقة فى صدر الناخب، ليخرج من منزله، ويذهب الى الصندوق ليدلى بصوته، أم سيكتفى فى هذا اليوم، بمتابعة التليفزيون، رافعا شعار «كفى الله المؤمنين شر القتال»
وعلى الرغم من بساطة السؤال وأهميتة فى الوقت نفسه، لم يخرج عضو بالمجلس العسكرى، أعلى سلطة فى البلاد، ليقول للناس هل الوضع آمن ومستقر لإجراء الانتخابات أم لا .
فإذا كانت الإجابة بنعم، فما هى الدلائل على ذلك، فما حدث مثلا فى سوهاج على مدار الأيام الماضية، وقيام قرية أولاد يحيى، بمحاصرة قرية أولاد خليفة لمدة 3 أيام، على مرأى ومسمع من أجهزة الأمن، أليس من الوارد أن يتكرر هذا المشهد أثناء العملية الانتخابية، فما المانع أن يحدث هذا طالما السلاح بمختلف أنواعه موجود فى يد الصغير والكبير، وطالما سار الحاكم العسكرى ومدير أمن سوهاج، والمحافظ على نفس النهج القديم، واستعانوا بجلسات الصلح العرفية، لفك الحصار عن قرية يسكنها 8 آلاف مواطن على أقل تقدير.
فيما يتعلق بهذا الجزء، يرى الدكتور قدرى حفنى أستاذ علم النفس السياسى بجامعة عين شمس، أن هذا المشهد سببه غياب القانون، لعدة اعتبارات معروفة للجميع، منها طبيعة تلك البلاد وتركيبتها القبيلة والعائلية، ولكنه يؤكد أن غياب القانون، قادر على إفراز العديد من أشكال العنف، سواء كان هذا العنف فرديا أو عنفا عائليا أو قبليا أو طائفيا ،إعمالا للحكمة الشهيرة «من أمن العقاب أساء الأدب»، على الرغم من أن المادة الأولى من قانون الطوارىء، تنص على أنه يطبق على من يعرض البلاد للخطر.
وبالعودة الى المشكلة والسؤال الرئيسى، المتعلق بخط سير العملية، الانتخابية فى مثل هذه الإجواء، يرى الدكتورقدرى حفنى، أنها لن تشهد عنفا كما هو متوقع، وإن كانت هذه الرؤية لا تنفى بشكل حاسم حدوث أعمال عنف، فى أى مرحلة من المراحل الانتخابية الثلاث.
وجهة نظر الدكتور حفنى، تعتمد فى المقام الأول، على اعتبار أن القوى السياسية الموجودة على الساحة، سواء كانت هذه القوى، ممثلة فى التيارات الإسلامية، أو فى الأحزاب القديمة، أو فى الأحزاب القادمة من رحم ثورة يناير، أو أعضاء الحزب الوطنى المنحل، من يطلق عليهم الفلول، أو ائتلافات الثورة، «فكل من هؤلاء حريص على نصيبه من «الكعكعة» بحسب تعبير - الدكتور قدرى حفنى - وكل من هؤلاء يعرف جيدا الطريقة التى سيأخذ بها نصيبه.. طرق الحصول على جزء من الكعكة، كما هى معروفة لها صور تقليدية، متمثلة فى 5 عناصر رئيسية «المال - والسلاح – والعائلة- والقبيلة ودعم السلطة الحاكمة».
وعلى ذكر السلطة، فإن شمس نظام مبارك غربت منذ شهور، وأخذت معها خبراء عمليات تزوير الانتخابات، ودخل على الخط لاعبون جدد، يمثلون التيارات الإسلامية، منها من يخوض انتخابات البرلمان للمرة الأولى، ومنها من يخوض الانتخابات دون قيد أو شرط، وهؤلاء اللاعبون الجدد لهم أساليب أخرى، غير لغة المال والسلاح، منها على سبيل المثال لا الحصر «الحشد» و«السمع والطاعة»، و«انصر أخاك»، و«التصويت فريضة شرعية»، وغيرها من طرق الحشد.
وعند هذه النقطة تحديدا، يتوقف المستشار زكريا عبدالعزيز، ليقول إن هذه الأساليب قد تكون مجدية فى نظام القوائم، ولكن تبقى الطرق التقليدية، بكل مخاطرها قائمة وحاضرة بقوة فى النظام الفردى.. أسباب عديدة ذكرها هنا المستشار عبدالعزيز، فى هذه الجزئية تحديدا.
ولكن قبل أن يطرح هذه الأسباب، كشف المستشار زكريا عبدالعزيز ل«اليوم السابع» عن أنه تقدم للمجلس العسكرى، منذ أن تم الإعلان عن النظام الانتخابى، باقتراح يتضمن إلغاء النظام الفردى، لثلاثة أسباب أو لثلاثة عوارات- بحسب تعبير- المستشار عبدالعزيز.
تضمن السبب الأول، أن الطبيعة القبيلة والعائلية فى بعض محافظات مصر، لن ترضى بأن يكون هناك برلمان، دون أن يضم ممثلا ل «الهوارة، ولا الأشراف ولا الجعافرة، والعبابدة فى جنوب مصر، وساق هنا المستشار زكريا عبدالعزيز، نموذجا لانتخابات عام 2000، وماحدث فى دوائر قنا، وخص بالذكر الإعلامى فهمى عمر، وبالمثل أيضا ما حدث فى انتخابات 2010 فعلى الرغم من القوة والبطش، اللذين كان يتمتع بهما الجهاز الأمنى، فإن هذا لم يمنع من سقوط قتلى ومصابين، سواء كان هذا فى شمال مصر أو جنوبها .
أما السبب الثانى، الذى قدمه المستشار عبدالعزيز للمجلس العسكرى، لإلغاء النظام الفردى، هو «البلطجية»، إذ أن هناك مرشحين لا ينتمون لعصبيات أو قبائل أو عائلات، ولكنهم يمتلكون من المال مايكفى ويفيض لتجنيد ميليشيات البلطجية والخارجين عن القانون، لإرهاب الناخبين، وشراء الأصوات، فالسلاح بأنواعه المختلفة فى متناول يد الجميع، والهاربون من السجون لايوجد لديهم شىء يبكون عليه.
السبب الثالث، والأهم فى سياق أحداث العنف، بحسب تأكيد، المستشار عبدالعزيز، هو أن إلغاء النظام الفردى، كان سيساهم بدرجة كبيرة فى خفض معدلات العنف المتوقع حدوثها فى العملية الانتخابية، على أقل تقدير بنسبة 80%، فمن ذا الذى، سيتبرع ويدفع أموالا لشراء أصوات لصالح قائمة تضم مجموعة من المرشحين، أومن هو المرشح الذى سيلجأ إلى الاستعانة بالبلطجية وأرباب السوابق لمنع الناخبين من الوصول الى اللجان الانتخابية، ويضيف إلى ذلك متسائلا: ما هى الجدوى التى ستعود على المرشح ضمن قائمة، فى أن يدفع ملايين الجنيهات لشراء أصوات ناخبين، فمن باب أولى يقوم بكل ذلك المرشح على نظام الفردى.
واكتفى المستشار زكريا عبدالعزيز، بما ذكر من أسباب عن المسمار الأول فى نعش البرلمان المقبل، والمتمثل فى النظام الفردى، أما عن رد المجلس العسكرى على الاقتراح بإلغاء النظام الفردى، والاعتماد على نظام القائمة فقط، رغم وجاهة الأسباب، قال المستشار عبدالعزيز، كان الرد ببساطة شديدة، ودون الخوض فى التفاصيل، كما يقول المثل الشعبى، «عمل ودن من طين وأخرى من عجين».
راجع خريطة أحداث العنف على مدار الأيام الماضية، فقد بدأت مع أول أيام عيد الأضحى، من سوهاج فى مواجهات عنيفة بين قرى ونجوع أولاد يحيى فى مواجهة قرية أولاد خلف، ثم انتقلت الشرارة الى محافظة قنا، وتحديدا بين السمطة والأشراف، ليتجه مؤشر العنف شمالا، ويستقر فى محافظة الدقهلية، لتخوض مديرية الأمن هناك، معركة ضارية ضد ميليشيات بلطجى، معروف لدى أجهزة الأمن، يدعى حمدينو المشاعلى، تمكن أعوانه من فرض حصار على قرية بأكملها، بعدما قاموا بإحراق نقطة شرطة، وبالتزامن مع هذا، شهدت كفر الشيخ أحداث عنف غير مبررة، دفعت اللواء أحمد زكى عابدين محافظ الإقليم للاستغاثة بالقوات المسلحة للسيطرة على الأحداث، التى أسفرت عن وفاة 3 أشخاص، وإصابة حوالى 55 شخصا بينهم رجال شرطة، مرورا بأحداث دمياط ومنطقة الدخيلة فى الإسكندرية.
مفتاح هذه الخريطة، من وجهة نظر المستشار زكريا عبدالعزيز، نطاق الدوائر الفردية، التى كانت بمثابة بوابة العبور، أو كلمة السر التى من خلالها وبالطبع إلى جانب التأخر المتعمد فى تطبيق قانون العزل السياسى، عاد الفلول مرة أخرى لصدارة المشهد.
حتى اللحظة، مر على ثورة 25 يناير، 10 أشهر، ومنذ إعلان المجلس العسكرى، خرج العديد من التصريحات، والوعود بمرور الانتخابات بسلام دون وقوع أى اشتباكات أو حوادث، إلا أن الشواهد تقول أن الأحداث الأخيرة من اقتحام مقار أقسام الشرطة، وتحول الصعيد إلى منطقة ملتهبة بالنزاعات، تؤكد أن الوضع القادم قد يكون أسوأ مما هو عليه الآن، لاسيما أن أسواق السلاح الليبى، والإسرائيلى، تشهد رواجا منقطع النظير، حتى الحملة التى أعلنت عنها منذ أشهر وزارة الداخلية لحائزى الأسلحة بتسليمها إلى الجهات المعنية، فشلت فى الحد من انتشار الأسلحة، خاصة مع حالة القلق والفزع التى تسيطر على الشعب المصرى حاليًا، بعد أن أحس بأن الاستقرار لم يتحقق حتى اليوم، ودخول البلطجية فى كل مفردات الحياة، ففى القريب وقع حادث تجمهر المئات من سكان منطقة البساتين أمام قسم الشرطة، محاولين اقتحام القسم، وذلك بسبب قيام الأجهزة الأمنية بالقبض على تاجر خردة، بتهم الاستيلاء على قطعتى أرض بالبساتين بمنطقة «ترب اليهود».
بعد هذا الحادث بأيام قليلة أشعل عدد كبير من البلطجية بقرية العزيزة مركز المنزلة بالدقهلية، النيران فى نقطة الشرطة، وقاموا باحتجاز الأفراد بداخلها ومفتش مباحث فرع شمال الدقهلية، وذلك انتقاماً من حملة أمنية تمكنت من إلقاء القبض على زعيمهم.
وفى سوهاج تحولت مدينة السلام إلى مدينة أشباح، بعد اشتباكات وقعت بين قبائل العرب والهوارى بسبب لعب القمار، وفرض حظر التجوال لمدة ساعات.
كل هذا ينم أن إجراء العملية الانتخابية القادمة، ستكون مستحيلة فى ظل التردى الأمنى الذى لا يستطيع حتى أن يحمى الأقسام التى يتواجد فيها، فضلاً عن مصادر أمنية رفيعة المستوى، أكدت دخول شحنة من الأسلحة النارية إلى محافظات الصعيد خلال الأيام الماضية، عبر المراكب الشراعية عبر بحيرة ناصر بأسوان.
وقال اللواء رفعت عبدالحميد أستاذ العلوم الجنائية والتأمين، إن الأوضاع التى تمر بها البلاد من وقوع حوادث متكررة بسبب أعمال البلطجة فى الشوارع قد تؤدى إلى صعوبة حماية العملية الانتخابية المقبلة، رغم أنه متفائل من قيام القوات المسلحة ووزارة الداخلية بشن الحملات المكبرة لضبط البلطجية والخارجين على القانون قبل العملية الانتخابية بأيام.
من ناحية أخرى، كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حذرت رعاياها المسافرين أو المقيمين فى مصر، من احتمالية وقوع اضطرابات قبل الانتخابات البرلمانية، وحثت وزارة الخارجية الأمريكية رعايا الولايات المتحدة المسافرين إلى القاهرة أو المقيمين فيها، تجنب أى مظاهرات، حتى السلمية منها التى يمكن أن تتحول بسرعة إلى مواجهات عنيفة، ويكون الأجانب فيها هدفاً للمضايقات، وقد تكون الولايات المتحدة جانبها بعض الصواب فيما قالت، خاصة مع حالة السائح الكندى جين فرانسواه (35 سنة)، الذى أصيب بطلق نارى أمس الأول أمام قرية السمطة شمال محافظة قنا، عندما تصادف مروره أثناء إطلاق أعيرة نارية فى مصادمات بين قبيلة الأشراف والسمطة، وفى هذا السياق أيضا أحداث العنف المريعة التى شهدتها كفر الشيخ، والبداية كانت مشاجرة فى حفل زفاف، ثم تصاعدت الأحداث وأصبحت مواجهات بين قرية سوق الثلاثاء، وبلطيم، وأسفرت هذه الأحداث عن مصرع 3 أشخاص، وإصابة 55 آخرين، حتى المباريات الرياضية، تحول تجمع جماهيرها فى المدرجات هاجسا يؤرق أجهزة الأمن.
من الممكن أن يكون هذا العنف، نوعا من أنواع استعراض القوة، والنفوذ العائلى أو القبلى، قبل بدء السباق الانتخابى، هذه رؤية الدكتور نبيل عبدالفتاح مدير مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية، لمجريات أحداث العنف على مدار الأيام الماضية، وفيما يتعلق بالمسار الفعلى للعملية الانتخابية بصفة عامة، وبمراحلها الثلاث بصفة خاصة، قال الدكتور عبدالفتاح، أعتقد إنهاستكون الأعنف فى تاريخ مصر، ففى ظل المعطيات الراهنة، هناك تدهور أمنى ملحوظ منذ ثورة يناير، ومؤشرات الخطر قائمة والأمن الاجتماعى فى أقل مستوى له، السلاح موجود على قارعة الطريق، والبلطجة موجودة والخروج عن القانون كذلك، وإن زاد على هذا المشهد فى الفترة الأخيرة، إن تلك الممارسات أصبحت شبه منظمة وعائلية، لأن السلطة الحاكمة للبلاد، بعد سقوط النظام السابق لم يكن لديها برنامج واضح ومحدد المعالم، هذا فى حال وجود برنامج من الأساس.
وفيما يتعلق بالمشهد الانتخابى، فى ظل النظام السابق، كان هناك مايشبه الاتفاق الضمنى، ينص على أن يكون هناك ممثل برلمانى لكل قبيلة أو عائلة كبرى، ولكن مع زوال النظام والحزب الوطنى، وظهور تيارات وقوى سياسية جديدة، تمتلك من «المال الأسود» ما يجعلها تنفق على المنتمين إليها والموالين لها بسخاء، دفع ممثلى ورموز الاتفاق الضمنى، للإعلان عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة.
ويطرح مدير مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية الدكتور نبيل عبدالفتاح، سؤالا حول الضمانات الأمنية للعملية الانتخابية، وماهو الموقف الذى أعدتة أجهزة الأمن، عقب انتهاء كل مرحلة من المراحل الثلاث.
هذا السؤال بدورنا طرحناه على اللواء أحمد جمال الدين مساعد وزير الداخلية، مدير الأمن العام، فقال ل «اليوم السابع»: هناك استعدادات جارية على قدم وساق، ونمتلك خطة تأمنية غير مسبوقة بالتعاون مع القوات المسلحة، لتأمين الناخبين والقضاة المشرفين على العملية الانتخابية، ولا يوجد مبرر للاحتكاك بين الناس، وإن كان هذا الأمر وارد حدوثه فى أى مرحلة.
وأضاف اللواء جمال الدين، كما هو معلن من قبل، فإن العملية الانتخابية، ستتم على ثلاث مراحل، وهذا الأمر بالطبع سيسهل من عملنا، ولكن يبقى تعاون الناس، مع أجهزة الأمن أثناء العملية الانتخابية بمراحلها الثلاث، هو الضمان الفعلى للعبور بسلام من هذه المرحلة، وأنا هنا لا أتحدث عن الجهاز الأمنى فقط، وإنما على المستوى العام، وعما إذا كان هناك سيناريوهات تم وضعها للمراحل الانتخابية الثلاث، قال مدير الأمن العام، بالطبع لدينا لكل سؤال إجابة، ولكن فى الوقت المناسب.
من بين العناصر التى ينبغى أخذها فى الاعتبار، ضمن إطار المشهد الانتخابى، هذا العنصر.. لا يتعلق بممارسات المرشحين وأنصارهم، وإنما يتعلق بثلاثة محاور، المحور الأول يمثله رجال الشرطة، ورجال القضاء، أو خروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة، ففى حال تكرار إضراب أمناء الشرطة مرة أخرى، واحتدام أزمة القضاة والمحامين، وخروج الأوضاع الأمنية عن نطاق السيطرة، ستكون الانتخابات البرلمانية نفسها قاب قوسين أو أدنى من التأجيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.