فى أول زيارة له للشمال عقب انفصال الجنوب أجرى رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت الذى وصل الخرطوم على رأس وفد رفيع المستوى ظهر أمس الأول السبت، مع نظيره السودانى عمر البشير، مباحثات مكثفة تناولت عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. من جانبه، قال الدكتور حيدر إبراهيم مدير مركز الدراسات السودانية، إن زيارة ميارديت للشمال تأتى امتداد لتطبيق اتفاقية السلام الشامل التى لم تكتمل حتى الآن بسبب القفز على معالجة مشاكل كبيرة وكثيرة يضاف إليها الآن الحرب الدائرة فى النيل الأزرق وجنوب كردفان وقضايا الاقتصاد خاصة النفط والتجارة وقطاع الشمال للحركة الشعبية الحاكمة فى الجنوب. واعتقد الخبير السودانى أن الزيارة التى فتحت عدد من القضايا الشائكة، تعد بمثابة بدء تطبيع العلاقات بين البلدين فى ظل معاناة الطرفان من أزمات كثيرة، مضيفا "كل من السودان وجنوب السودان ليست لديهما القدرة على التنازع وكل طرف يحتاج للآخر فهما الآن أصبحا شريكان فى الأزمات عوضا عن شراكتهما فى السلام الشامل". ورأى إبراهيم أن مشكلة قطاع الشمال بالحركة الشعبية يمكن أن يتم حلها سياسيا من خلال الاعتراف بها كحزب يتضح مصادر تمويله ويخضع لما ينص عليه قانون الأحزاب فى السودان، مشددا على أنه ليس من حق حزب المؤتمر الوطنى الحاكم أن منع أى شخص من ممارسة حقوقه. وأكد مدير مركز الدراسات السودانية ل"اليوم السابع" أنه لابد من وجود حل لجميع المشاكل العالقة بين البلدين، مشيرا إلى الجمود فى الحرب الدائرة فى جبال النوبة، وقاطعا بأن الحل العسكرى ليس واردا بالمرة، غير مستبعدا أن يعود الطرفان إلى الاتفاق الإطارى فى أديس أبابا الذى تنصل منه حزب المؤتمر. ولفت حيدر إبراهيم إلى أنه فى حالة فشل الطرفين فإنهما سيلجئون وكالعادة إلى الخارج كوسيط، غير مدركين أن الحل لابد أن ينبع منهما، حيث دخل الجانبان جولات عديدة من المباحثات بوساطة من الاتحاد الأفريقى قبل الانفصال الرسمى وبعده لإيجاد حلول لقضية منطقة أبيى والنفط والديون الخارجية لدولة السودان قبل انفصال الجنوب والبالغة 38 مليار دولار. تجدر الإشارة إلى أنه بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الانفصال لا تزال العلاقة بين الدولتين فاترة فى بعض المجالات كالتجارة ومشروطة فى مجالات أخرى كدخول المواطنين من البلدين إلى البلد الآخر، بعد أن توصلتا فى سبتمبر الماضى إلى اتفاق على إنشاء عشرة معابر لضبط الأمن على الشريط الحدودى بين البلدين. ولم تعين جنوب السودان حتى الآن سفيرا لها فى الخرطوم وكذلك فعلت الخرطوم رغم أنها سارعت بافتتاح أول سفارة هناك عشية إعلان الانفصال.