الخرطوم بكين أ.ش.أ: بدأت في مدينة جوبا أمس المباحثات بين الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. وقد استقبل البشير, الذي وصل في وقت سابق الي جوبا في زيارة لجنوب السودان تستغرق يوما واحدا, بترحيب بالغ من قبل المسئولين ومواطني الجنوب, كونه من حقق السلام الذي يتمتع به السودان كله الان خاصة بين الشمال والجنوب بعد فترة من الحرب امتدت لعقدين من الزمن قبل توقيع اتفاقية السلام عام2005. حضر المباحثات أعضاء حكومة الجنوب والسلطة التنفيذية من شمال وجنوب السودان وممثلون عن برلمانات الولايات ورئيس المحكمة العليا وقيادات دينية وممثلون عن منظمات المجتمع المدني. وأعرب سلفاكير في كلمة له في بداية المباحثات عن ترحيبه بالرئيس البشير في مدينة جوبا, وأكد من حق الرئيس زيارة الجنوب في أي وقت حتي بعد الاستفتاء اذا قرر الجنوبيون فيه اختيار الانفصال, فيما جدد الرئيس السوداني في كلمة مماثلة أن حل مشاكل السودان يستلزم استمرار السلام كهدف استراتيجي أول بين الشمال والجنوب, وأن يكون هناك برنامج واضح للسلام. فيما وصف البشير المرحلة التي تمر بها بلاده بالمهمة جدا, مؤكدا قناعته بالوحدة لان فيها مصلحة وقوة وأمنا وتطورا لكل أهل السودان, مشيرا إلي حجم الروابط والتداخل والمصالح الموجودة بين الشمال والجنوب التي تستدعي الوحدة والتعاون والسلام, حتي في حال قيام دولتين, وأكد مجددا إحترامه لاختيار أهل الجنوب وقبول نتيجة الاستفتاء المقبل أيا كانت وحدة أو انفصالا. وأكد البشير أن الخلاف لايزال قائما بين شمال السودان وجنوبه حول منطقة' ابيي', ولكنه أعرب عن قناعته بأن الحوار يمكن أن يحل أي خلاف.جاء ذلك خلال لقائه أمس ممثلي منظمات المجتمع المدني بمدينة جوبا, في إطار زيارته الحالية لجنوب السودان. وفيما يتعلق بموضوع ترسيم الحدود, قال البشير إنه تم الاتفاق علي ترسيم ما نسبته80% منها ولم يتبق سوي20%, معربا عن أمله في أن يتم ذلك بحلول التاسع من يوليو القادم وفقا للبروتوكولات المكملة لاتفاقية السلام الشامل والموقعة مع الحركة الشعبية عام2005. وأوضح البشير أن حركة المواطنين عبر الحدود ستكون عادية حيث لا يمكن منع حركتهم, حتي في حالة انفصال الجنوب, بالنظر إلي الوشائج والترابط وصلات القربي والمصالح المشتركة بين المواطنين من الجانبين. وحول موضوع' المشورة الشعبية'.. أوضح البشير أن الأمر بشأنها تأخر بسبب مقاطعة الحركة في جنوب كردفان للحوار. وتعهد البشير بحماية أرواح وممتلكات الجنوبيين في الشمال, ودعا نائبه الأول سلفاكير ميارديت بحماية أرواح وممتلكات الشماليين في الجنوب. ورحب بالمراقبين المحليين والدوليين, والإعلاميين الذين سيقومون بمراقبة ومتابعة عملية الاستفتاء الذي سيجري يوم الأحد المقبل. ووصف البشير زيارته الي جوبا, بأنها رسالة الي العالم تؤكد أن أهل السودان قد اتفقوا ونفذوا بنود اتفاق السلام الشامل بكاملها وأن ما تبقي قليل. مؤكدا قبل مغادرته جوبا إن الحرب أصبحت من الماضي وأن الشعب السوداني ورغم ما واجهه من مرارات الحرب الا أن رباط الاخاء أصبح يربطه ببعضه. بينما أعلن السكرتير التنفيذي لمنظمة' الإيجاد' محبوب معلم, أن خمسة وخمسين مراقبا من المنظمة سيشاركون في مراقبة الاستفتاء. في الوقت نفسه أكد الدكتور ربيع عبد العاطي مستشار وزير الإعلام السوداني أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لجنوب السودان تأتي في اطار ابراز حسن النوايا مع دولة قد تصبح من دول الجوار. واضاف ان الرئيس البشير له الحق في زيارة جنوب السوان باعتباره رئيسا لكل السودان شمالا وجنوبا مما يعطيه الحق في مراقبة كافة الترتيبات وكل الخطوات التي تسبق الاستفتاء. من ناحيتها عززت السلطات في جنوب السودان إجراءاتها الأمنية في جميع مدن الجنوب وقراه, فيما تم استعراض10 آلاف عنصر من الشرطة بالخرطوم, ونشرت السلطات هناك قرابة6 آلاف شرطي إضافيين, بينهم حوالي ألفين في عاصمة الإقليم جوبا, مسيرين دوريات مكثفة بشوارعها تحسبا لأي طاريء أمني. وقال وزير الشئون الداخلية بالجنوب جير شوانج الونج إن تأمين الاستفتاء المقرر يوم الأحد المقبل مهمة كبيرة, وإن زيادة عدد القوات هدفها إنجاز المهمة.