على ما يبدو أن برامج المقالب وصلت إلى درجة كبيرة من الإفلاس بعد أن أصبحت تلجأ إلى أرخص الوسائل لشحذ القليل من الضحكات من المشاهد خصوصا بعد أن باتت تلك البرامج مستنسخة وتعتمد على مقالب مفتعله حسبما يتردد فى كواليس هذه البرامج، والتى يؤكد بعض العاملين فيها أن معظم البرامج مفبركة ومدفوعة الأجر، ولم يكتف صناع البرامج بحالة الفبركة بل وصل الأمر ببعضها إلى "الاستظراف" على المواطن المصرى البسيط ليصبح مادة للضحك والسخرية منه، خصوصا المواطنين البسطاء الغير معتادين على ألاعيب البرامج فى استغلال ردود أفعالهم العفوية للتهكم عليهم تحت ذريعة "بنهزر معاك" أو "بنعمل فيك مقلب". وتأتى على رأس تلك القنوات "القاهرة والناس" التى يبدو وكأنها تخصصت فى السخرية من المواطن المصرى والسخرية ، بدءا من بروموهات القناة والتى تظهر المصريين وهم داخل ميدان التحرير يرقصون كالغوغاء غير محترما قيمة ورمزية ميدان التحرير. وفى البرامج يتخصص برنامج "زى العسل" فى السخرية من المواطنين باستضافة بعضهم فى الأستديو ويقنعهم أن البرنامج توك شو ويبدأ فى طرح الأسئلة عليهم فى استخدام جمل ومصطلحات سياسية معقده ، والمدهش أن مذيع البرنامج قد يكون هو نفسه أصلا لا يعرف تلك المصطلحات كما أن عملية مونتاج البرنامج تشير إلى أنه من الممكن أن الحوار الذى نسمعه تم اجتزائه من سياقه الأصلى ليظهر الضيف كأنه جاهل لا يعرف معنى الديمقراطية أو المواطنة أو الانتخابات بالقائمة. وعلى نفس الشاشة برنامج "هو فيه كده" وهو برنامج من نوعية المقالب من خلال أحد المواطنين يفتح باب الأسانسير فيفاجأ بأمور غريبة داخل الأسانسير تارة يجد نادى مساج وآخر يجد شخصا مريضا عقليا ثم نسمع الضحك فى الخلفية، هذا البرنامج واحد من بين 4 برامج تقوم على فكرة مقالب الأسانسير هذا العام استكمالا لنفس منهج الافلاس وهى "الأسانسير" و"بين السما والأرض" و"رامز قلب الأسد". ونفس الفكرة يقوم عليها برنامج "أرجوك ماتفتيش" والذى يذاع على قناة مودرن وتقوم مقدمته بالاستظراف على المواطنين البسطاء الذين يفهمون السياسة بطريقتهم وليس من خلال مصطلحات المتحذلقين ،والتى تصر المذيعة على طرحها عليهم. ولم تكن السياسة الوسيلة الوحيدة لجعل المواطنين مادة للضحك بل أيضا التلاعب بأحلامهم وآمالهم واستغلال احتياجهم المادى وجدتها بعض البرامج وسيلة جيدة للضحك عليهم مثل برنامج "كاستينج وبس" الذى يستغل بساطة بعض المواطنين ومعظمهم من الأقاليم وحلمهم فى التمثيل للاستهزاء بهم والسخرية من هذا الحلم المشروع حتى لو لم يمتلكوا الموهبة الفذة حيث يدعى شخصاً ما ضمن فريق البرنامج أنه مخرج مكتشف للمواهب ويطالب الضحايا بالقيام بأدوار سمجة تقليداً لمقاطع من أفلام ،بالإضافة إلى مطالبتهم بتمثيل تعبيرات بلهاء. أما "المعجبين وعمايلهم" فهو يحمل إهانة صريحة للمواطن المصرى فترى على مدار 25 دقيقة أحد الفنانين وهو يتحدث بتهكم وسخرية عن "عمايل المعجبين" وعن مضايقاتهم له وكيف يتخلص منهم، رغم انه من المفترض أن الفنان يحترم معجبيه ويسعد بهم، ولا ينزعج منهم، ولا يجب أن يصنع منهم مادة للسخرية. ومن المؤسف أن هذه البرامج تذاع على التلفزيون المصرى، وكأنه يوافق على السخرية من المصريين.