أجمل حاجة فى رمضان تجمع الأهل والأحباب بغض النظر عن أنهم يدوب بيسلموا على بعض من العيد للعيد، لكن وقت رمضان بتكون فرصة يشوفوا بعض كذا مرة، حيث تتبارى صاحبات الأيدى الناعمة من حفيدات أمنا حواء فى إثبات قدرتها ونفسها الذى لا يعلى عليه فى المحمر والمشمر والحلويات والمشروبات وغيرها من خيرات الرحمن التى لا تعد ولا تحصى على السفرة الدايمة التى تبدو أمام الجميع وكأنها المائدة الأخيرة فى حياتهم التى ستراها أعينهم. فلا بد من وجود اللحمة والفرخة والبطة والمكرونة البشاميل وصوابع المحشى والملوخية ولسان العصفور.. والطبق اللى هناك.. ده متشكر.. لافينى منه بقى جوز الحمام.. اتفضل.. تسلم.. بالهنا والشفا.. ودايما عامر. وحيث إن الشهر الكريم يشهد فيضانات من المسلسلات والبرامج التى تلاحقك فى كل وقت وحين من الصباحية للمسائية وعلى الفطار والسحور وبين التراويح وقبلها وبعدها، باختصار أنت محاصر يا ولدى وطريقك كله مفروش بالممثلين والممثلات والمذيعين والمذيعات والإعلانات وإدينى وقتك وعينك واتفرج يا سلام. ويومها عبد الشكور عزم صاحبه خميس على الفطار وقاله .. شوف يا سيدى أنت والمدام والعيال هتشرفونا يوم 3 من رمضان ع الفطار.. وربنا يخليك يا عبد الشكور وكل سنة وأنت طيب.. وأنت بالصحة والسلامة.. دايما سباق بالخير.. وبعودة الأيام. واتجمعوا الحبايب من عائلة الأستاذ خميس عند سعيد صاحب أشهر محلات الحلويات وعلى الميزان عنده طبق الكنافة والبسبوسة ومشكل كده من اللى قلبك يحبه. وطول السكة الأستاذ خميس نازل شخط فى المدام والعيال وماشى بسرعة الصاروخ.. ويللا هنتأخر لازم نلحق نروح بدرى.. يا ابنى تعالى هنا.. رايح تتفرج على إيه؟.. آه يا حبيبى.. دى اسمها "تونافة".. يوه خليتنا أنطق زيك يا مفعوص.. آه كنافة الراجل يقعد يلف بإيده داير ما يدور وتطلع بالشكل ده. يا هانم امسكى البنت فى إيدك مش عايزين نقضى الخروجة فى المستشفى.. التكاتك ربنا يزيد ويبارك فيها مش مخلية سكة لحد.. ومش ناقصين البنت تاخد خبطة تجيب أجلها.. يا راجل فال الله ولا فالك.. الملافظ سعد يا أبو العيال.. حاضر يا ستى بس شهلى ومدى شوية عشان نلحق. حرم الأستاذ خميس ماشية تضرب أخماس فى أسداس ومستغربة الراجل مستعجل ليه يعنى المدفع فاضل عليه 12 ساعة وبعدين هو احنا هنطب ع الناس من صباحية ربنا كده؟ معاها حق تستغرب منى كده.. فعلا يا أم العيال الفطار لسه بدرى عليه.. لكن النور مقطوع فى بيتنا وأديكى شايفة الحر وقد إيه غرقنا فى بحر عرقنا وياعالم النور هيجى امتى فى الأيام المفترجة دى؟.. يعنى من الآخر لو وصلنا لبيت عبد الشكور صاحبى وحبيبى هنترحم من جهنم أغسطس. ولأن خميس كان على أحر من الجمر لأجل خاطر الذهاب بسرعة البرق لصديق عمره عبد الشكور فقرر أن يركب التاكسى الأبيض حتى يحاسب السواق بما يرضى الله وزى ما العداد بيقول.. ووصلت العائلة الكريمة بالسلامة.. وعيب يا ولد.. بس يا بنت.. ما تخبطوش ع الباب بالشكل ده. وانفتح الباب ليعلن عن ظهور عبد الشكور وحرمه لاستقبال عائلة خميس السعيدة النميسة.. وطرقعة القبلات ترن على خدود الهوانم.. وشرفتونا وآنستونا.. والبيت نوّر.. وإحنا زارنا النبى. لكن الجو حر نار "ولعة".. هو فين التكييف يا عبد الشكور؟ .. وإزاى مستحمل الجو ده يا راجل.. وبعدين الشقة مضلمة كده ليه؟.. آه نور ربنا لا يعلى عليه.. لكن ليه مقفلة كده يا أخى. وبعد اعتذارات ورجاء بالسماح من عبد الشكور بسبب انقطاع الكهرباء لديه هو أيضا، تقبل خميس الأمر وفى نفسه حسرة بسبب التاكسى الذى دفع فيه دم قلبه حتى يصل سريعا لبيت صديقه الذى طمأنه بضرورة قيام شركة الكهرباء بإصلاح هذا العطل تيسيرا على الناس خصوصا إننا فى صيام. المهم إن النور جاء بعد انتهاء بث محاكمة مبارك على الهواء فقط وحصريا على التليفزيون المصرى وله فى ذلك حكم وكل سنة وأنتم طيبين.