لتقوية التواصل الاجتماعي بين الأهل والأصدقاء كثيرا ما تقام الولائم التي لا تتسم بالبساطة بل وترهق ميزانية الأسرة المضيفة وهذا يناقض الهدف المنشود من جمع الأقارب في مناسبة كرمضان, والسؤال كيف يمكن لربة البيت تحقيق جمع شمل الأسرة في ظل ارتفاع الأسعار؟ الدكتور أحمد حسن أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة يقول: تعتبر تجمعات عدد من الأهل أو الأصدقاء ظاهرة اجتماعية صحية مهما كانت الظروف لما يشيعه التجمع من شعور بالحب والمؤانسة.. مشيرا إلي أن تكاثر الاعداد وظهور ثقافة الزحام أنبتت أشواك الجحود والانزواء بين الأفراد وأصبح كل فرد لا يهتم الا بنفسه فقط مما ابعد روح التراحم ولم تعد الأسرة تجتمع لا في أيام عادية ولا مناسبات وهي أمور قد نرجعها الي الضغوط الاقتصادية وما خلفته من أثار سيئة لكن ما يجب إصلاحه هو فكرة اللقاءات الحميمية الانسانية لتعميق الصلات وتقوية علاقات الأب بأخيه وعمه وخاله لاعطاء القدوة لأولاده.. وقد تكون المناسبات الدينية كرمضان مثلا فرصة لجمع الشمل دون مباهاة أو تفاخر لأن الهدف ليس إثارة النفوس بالغيرة والحقد إنما الأساس هو لقاء حب يجدد ويمحو ما في النفوس لتتواصل الحياة الاجتماعية والانسانية التي لا يشترط فيها اقامة الولائم.. فقد يغني اجتماع الأهل أو الأصدقاء عن قطعة حلوي أو طبق رمضاني بعد الافطار حيث يتبادل الجميع الأحاديث والضحكات ويتذكرون ما كان ويتطلعون الي المستقبل. الدكتورة آمنة عبد الهادي حسن أستاذ الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان تؤكد أن الوليمة التي تجمع عدد من الأهل لا يشترط لنجاحها انفاق ما يرهق الأسرة لأن اللحوم والفراخ بغض النظر عن ارتفاع أسعارها فإن الافراط في تناولها يسبب أضرارا عديدة علي صحة الانسان والقليل منها يكفي.. وربة البيت يمكنها استخدام اللحم المفروم في اعداد أصناف عديدة كالجلاش أو الرقاق والكفتة وحشو البطاطس وعمل صواني الكوسة أو المكرونة بالبشاميل وهي أطباق خفيفة ومحببة للكل ولا ننسي أن نتخذ من الأخوة المسيحيين قدوة في أن صيامهم يخلو من اللحوم والأسماك وبرغم ذلك يقيمون الولائم أثناء صيامهم.. لأن دعوة الأقارب في أحد أيام رمضان لا يعني إرهاق ربة المنزل بالمجهود والإنفاق الكثير.. وانما بإستقبال الضيوف وإحساسهم بالحب والترحيب..خاصة أن الصيام في شهور الصيف يجعل الكثيرين يمتنعون عن تناول الوجبة الدسمة.. ويمكن للمرأة إستبدال العصائر المعلبة المضرة بسبب المواد الحافظة بالكركديه والخروب وعصير العنب واستخدام السوداني وجوز الهند في اعداد صواني الكنافة والبقلاوة والقطايف.. وعلي ربة الأسرة تحديد عدد الضيوف وتقديم قطع اللحم بعددهم أو تقطيع أجزاء الفرخة دون تقديمها كاملة وتزينها بالبطاطس المحمرة أو اضافة ثمرات الفلفل الملونة والاكتفاء بنوع واحد كاللحم أو الفراخ أو أي نوع طيور مع إضافة المحاشي لقلة تكلفتها وتزيين السفرة بها بطبقين في أول المائدة وأخرها والاهتمام بالسلطات وتنوعها وإعداد نوع شوربة محبب للجميع والأستفادة من سلق اللحوم والفراخ وشوربتها وحفظها في الفريزر للاستعانة بها في اعداد الأرز والأستغناء بها عن الزيت والسمن وأضافت د. آمنة أن احساس الضيوف بإرهاق ربة الأسرة يحملهم عبئا نفسيا قد يزهدهم في الطعام وقد تبالغ المرأة في عرض إمكاناتها مما يوغر نفوس من استضافتهم فتؤدي الوليمة لعكس هدفها بل وإنها تجعل من دعتهم يخافون من دعوتها وأسرتها في أحد أيام رمضان لعدم استطاعتهم تقديم ما قدمته أو أستعرضته أمامهم.. نصيحة أخيرة: الذكاء الأنثوي يلعب دورا مهما في استقبال الضيوف وإعداد الأصناف التي تقدم لهم علي المائدة والجلسة الناعمة الباسمة بين المدعوين وتنسيق شكل البيت وترتيبه فكل هذه العناصر لها أثر أعمق بكثير من الطعام.