اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بلقاء الرئيس مبارك بنظيره الإسرائيلى شيمون بيريز أمس الخميس، وأبرزت صحيفتا يديعوت أحرونوت وهاآرتس تصريحات مبارك، التى أكد فيها "أن مصر غير مسئولة بالمرة عن تأخر إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى المختطف جلعاد شاليط". وأوضحت الصحيفتان أن مبارك أبلغ نظيره الإسرائيلى خلال اللقاء الذى جمع بينهما فى مدينة شرم الشيخ، عن الجهود التى تبذلها مصر لإطلاق سراح شاليط بأسرع وقت، مع تأكيد مبارك على أن مصر ستواصل المزيد من الجهود للإفراج عن شاليط. ونوهت الصحيفتان إلى أن مبارك ألقى باللوم على الأطراف المسئولة عن فشل مفاوضات تحرير شاليط، حيث أشار مبارك تحديداً إلى رفض حركة حماس الإفراج عن شاليط إلا مقابل عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بجانب مطالبة حماس لمصر بالإفراج عن د. أيمن نوفل، القيادى فى حماس المعتقل فى مصر، مقابل تحرير شاليط، مع تأكيد حماس أنها ستجمد إطلاق سراح شاليط إلى أكبر فترة زمنية ممكنة إذا لم تفرج السلطات المصرية عن أيمن نوفل. صحيفة يديعوت أحرونوت تطرقت من جهتها، إلى الانتقادات التى وجهها الرئيس المصرى إلى إسرائيل بسبب استمرارها فى بناء المستوطنات، حيث قال مبارك إن "النشاط الاستيطانى فى القدس والضفة الغربية وبجوار المسجد الأقصى له تأثير سلبى على علاقاتنا وعلى الجهود المبذولة لدفع عملية السلام فى المنطقة"، مشيراً إلى أن المبادرة السعودية لإحلال السلام بالشرق الأوسط لا تقبل التفاوض من قبل إسرائيل. كما قال مبارك فى مؤتمر صحفى أعقب لقاءه مع بيريز "ناقشنا سبل دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ومواصلة تحقيق الاستقرار فى قطاع غزة عن طريق رفع الحصار المفروض على سكان قطاع غزة"، مؤكداً أن مصر تريد أن تكمل الحكومة الإسرائيلية الجديدة المفاوضات مع الفلسطينيين، لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل فى سلام وأمن. وأكد مبارك أن مصر ترفض إقامة تطبيع كامل للدول العربية مع إسرائيل قبل أن تحل إسرائيل خلافاتها مع الفلسطينيين، كما رفض مبارك الإجابة عن أسئلة حول اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، واعتداء اليهود على عرب عكا، وعن إغلاق إسرائيل للضفة والقدس، مشيراً إلى أن بيريز أقدر على إجابة هذه التساؤلات. من ناحية أخرى، اهتمت صحف إسرائيل أيضاً بدعوة الزيارة التى وجهها مبارك إلى تسيبى ليفنى وزيرة الخارجية الإسرائيلية، والمكلفة بتشكيل الحكومة الجديدة، ودعوة مبارك إلى تطبيق مبادرة السلام بين إسرائيل والدول العربية، وهى المبادرة التى رحبت بها إسرائيل. مبارك دعا أيضاً فى خطابه إلى شرق أوسط يخلو من الأزمات، وذلك بعد ما أكد مبارك أن الشرق الأوسط يعانى من مشكلات مختلفة لا يمكن السكوت عليها. من جهته، أيد بيريز خطة السعودية للمبادرة العربية للسلام فى الشرق الأوسط، ودعا العاهل السعودى إلى بذل المزيد من الجهود لدعم مبادرته، ولكنه أوضح أن المبادرة تحتاج إلى بعض المفاوضات، كما وعد بيريز بأن إسرائيل ستعمل على إخلاء المستوطنات فى الضفة الغربية، مشيراً إلى أن الحكومة أزالت 5 مستوطنات مؤخراً لأن إسرائيل ترغب فى التوصل إلى علاقات جيدة وثقة كاملة بينها وبين دول الجوار. بيريز وصف محادثة مبارك بالجيدة الشاملة، مؤكداً أنه لا يوجد شخص آخر أسهم فى تحقيق المزيد من جهود السلام أكثر من مبارك.
