مرت علينا سنوات كثيرة من الظلم والاستبداد وكبت الحرية، ولاشك أن هذا الكبت حول الشعب المصرى إلى شعب يهوى الحرية، معبراً عن رأيه، مناضلا من أجل حقوقه وكرامته. فخرج من بين أبناء هذا الشعب شباب أوفياء قالوا الحق وتحدوا الظلم، ووقفوا ضد الطغيان، وسقط منهم شهيد وجريح، وتغيرت مصر بين يوم وآخر. وقف بجانبهم رجال عهدوا على أنفسهم حماية هذا الوطن والدفاع عنه حتى الموت ضد أى اعتداء من الخارج أو الداخل، فحقا شكرا لكم رجال قواتنا المسلحة العظيمة. ولكن عندما تتحول الحرية وما حدث من تغيير إلى مجموعة من الإضرابات التى تضر بمصلحة الوطن، وتحول بين أمنه واستقراره فلابد وأن نقف ونقول كفى. فقد تحولت الآراء، ووضح أمام الناس الفاسدين والمرتشين، ومن يحاول الوقيعة، وينصح بعدم الاستقرار، وهذا إما لمصلحة شخصية أو يهوى خراب الوطن. وللأسف يتجه الكثير من الشعب وراء هذه الآراء التى باتت تنكل بمصر وأمنها واستقرارها، وتحول شعبنا من شعب أحب الحرية إلى شعب يهوى المظاهرات ومهاجمة رجال الشرطة. وبات بين الحين والآخر ينتظر فرصة للانتقام من رجال الشرطة، ويفرح فرحة عارمة عندما ينقض على شرطى ويصيح لإخوانه قائلا "الحق فيه ثورة تانى". لقد انتهت الثورة وحان وقت البناء والتعمير، فإلى كل مصرى عاشق لوطنه حافظ على وطنك من الخراب والتدمير، وفكر مائة مرة قبل أن ترتكب أى شىء يعوق تقدم واستقرار هذا البلد، فإنك بفعل أى شىء لا تخدم نفسك ووطنك، بل تخدم مصالح آخرين مصلحتهم عدم الاستقرار، وأنت تنفذ خططهم دون أن تشعر. يا شباب مصر الأوفياء حافظوا على مصر وأمنها واستقرارها، وساعدوا كل شخص يريد ذلك الاستقرار، سواء من القوات المسلحة أو من رجال الشرطة، فهم إخواننا قبل طبيعة عملهم، وفكر قبل أن ترتكب أى شىء ضده أنك ترتكبه ضد نفسك. فكلنا يريد أن تعود مصر إلى قوتها وأمنها واستقرارها، ولن يحدث ذلك إلا بالمحافظة على الأرواح والممتلكات، ودعم الإنتاج بعيدا عن الإضرابات والمظاهرات، والتنكيل برجال الشرطة، والتشكيك فى رجال الجيش وعدم الثقة بالقضاء المصرى، فكل يوم يمر دون استقرار هو خطر على مستقبل مصر الاقتصادى والأمنى.