لقى أربعة وثلاثون شخصا حتفهم وأصيب نحو المائة فى انفجارين متعاقبين فى مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان اليوم الأحد فى واحدة من أعنف الهجمات منذ الغارة الأمريكية التى أدت إلى مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن الشهر الماضى، حسبما ذكر مسئولون. ووقع الانفجارين، أحدهما نفذه مفجر انتحارى، بعد منتصف الليل بقليل فى منطقة بالمدينة تضم مكاتب سياسية ومساكن للجيش ووقع الهجوم بينما كان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ليون بانيتا والرئيس الأفغانى حامد كرزاى يزوران إسلام آباد لإجراء محادثات منفصلة مع القيادة الباكستانية بشأن التعاون الاستخباراتى والتصالح مع طالبان. وكان الانفجار الأول صغير نسبيا واجتذب رجال الشرطة وفرق الإنقاذ إلى الموقع، حسبما ذكر دوست محمد، المسئول البارز بالشرطة المحلية. وبعد ذلك بدقائق قليلة هز المنطقة انفجار قوى ما أدى إلى سقوط القتلى وثمانية وتسعين جريحا، ثمانية عشر منهم حالتهم حرجة، حسبما ذكر رحيم جان الطبيب البارز فى المستشفى المحلى. ونجم الانفجار الثانى عن هجوم انتحارى بدراجة نارية ملغومة بعشرة كيلو جرامات من المتفجرات، حسبما ذكر إعجاز خان، المسئول البارز بالشرطة. ولم يستدل على مصدر الانفجار الأول. ولم تعلن أى جماعة مسئوليتها عن الهجوم إلا أن جماعة طالبان باكستان سبق وأن تعهدت بشن هجمات انتقاما لغارة القوات الخاصة الأمريكية التى قتلت بن لادن فى بلدة قرب إسلام آباد فى الثانى من مايو الماضى. ووقع هذا الهجوم فى الجهة المقابلة لمكاتب أكبر وكيل سياسى فى خيبر، وعلى بعد نحو مائة ياردة من وحدات سكنية تابعة للجيش. يذكر أن بيشاور تجاور المنطقة القبلية الخارجة عن القانون وكثيرا ما تعرضت لهجمات فى السنوات الأخيرة. ومن بين القتلى صحفى واحد على الأقل، حسبما ذكر محمد فاروق الطبيب بالمستشفى. وأصيب أربعة صحفيين آخرين وعشرة من رجال الشرطة على الأقل، حسبما ذكر فاروق. وكان العديد من القتلى مصابين بحروق شديدة ومن الصعب التعرف عليهم. وكان جمال خان، طالب 22 عاما، فى شقته عندما وقع الانفجار الأول، وهرع إلى موقع الحادث عقب الانفجار الثانى ما أدى إلى إصابة وجهه وذارعيه من الحطام المتطاير. وقال خان بينما كان يتعافى فى المستشفى " كان الانفجار شديدا ولن أنساه ما حييت ... لقد كان يصم الآذان وبعد ذلك كانت هناك سحابة من التراب والدخان، عندما استقر التراب وجدت أناسا يصرخون لطلب النجدة، وأشلاء متطايرة فى كل مكان". وجاءت الهجمات فى أعقاب اليوم الثانى من الاجتماعات الجارية بين مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومسئولين باكستانيين كبار. وتهدف المحادثات إلى التركيز على حجم ونطاق الأنشطة الاستخباراتية الأمريكية فى باكستان، حيث تعمل الدولتان على تحسين العلاقات التى عكرتها الغارة الأمريكية التى قتل خلالها زعيم القاعدة أسامة بن لادن، بحسب ما ذكره مسئول باكستانى رفض الكشف عن هويته.