في أحدث الهجمات الانتحارية ضد القوات الاجنبية في أفغانستان, انفجرت أمس سيارة ملغومة قرب مبني البرلمان الأفغاني مما تسبب في مقتل21 شخصا وإصابة48 آخرين من المدنيين علي الأقل من بينهم عدد من النساء والأطفال. وأعلنت القوات الدولية في بيان لها أن ستة من جنودها من بينهم خمسة امريكيين قد قتلوا في الانفجار, وأكدت وزارة الداخلية الافغانية أن الانفجار استهدف قافلة عسكرية لقوات حلف شمال الأطلنطي الناتو, وقال زيماراي بشاري المتحدث باسم الوزارة ان معظم الضحايا من المدنيين كانوا يستقلون حافلة للركاب كانت تمر بالمنطقة لحظة انفجار السيارة الملغومة. وتخضع تلك المنطقة لإجراءات أمنية مشددة لوقوعها قرب أحد مراكز التجنيد التابعة للجيش إضافة لمقر وزارة الماء والطاقة, ولاتبعد كثيرا عن مقر الجامعة الأمريكية في كابول,ويفصلها عن المتحف الوطني مائة متر فقط, كما تقع المنطقة قرب احدي المستشفيات التي يديرها أجانب. وأعلنت حركة طالبان مسئوليتها عن تدبير الهجوم, وقالت انه كان يستهدف قوات الناتو, واعلن زبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان أن أحدعناصرها هو الذي نفذ العملية بسيارة تحمل750 كيلوجراما من المتفجرات بالقرب من خمس سيارات عسكرية امريكية, وكانت الحركة قد توعدت باستهداف القوات الأجنبية, والمقاولين, والدبلوماسيين الأجانب, وأعضاء البرلمان الافغاني إبتداء من يوم10 مايو الجاري موعد بدء هجماتها في فصل الربيع. من جانبه أدان الرئيس الافغاني حامد كرزاي في مؤتمر صحفي في القصر الرئاسي الهجوم الانتحاري وعبر عن أمله في أن تتخلص بلاده من مثل هذه العمليات, كما أدان آندرس فوج راسموسين أمين عام الناتو بشدة العملية الإنتحارية التي استهدفت القوات الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان ايساف, وفي مؤتمر صحفي عقده ببروكسل قدم راسموسين تعازيه إلي عائلات القتلي, وعبر عن تمنياته بالشفاء السريع لجميع المصابين, مشيرا إلي إلتزام الحلف بمهمته في بتوفير الحماية للشعب الأفغاني وتدعيم القدرات الأفغانية علي محاربة الإرهاب. ومن ناحية اخري وصف المساعد السابق لممثل الاممالمتحدة في افغانستان بيتر جالبرايث امس في مؤتمر صحفي في واشنطن الرئيس الافغاني بأنه ابله,ودعا الي عدم إجراء الإنتخابات التشريعية المقبلة في هذا البلد, مؤكدا ان كرزاي, قد يسبب حربا اهلية, وتوقع جالبرايث وقوع عمليات تزوير يقوم بها معسكر الرئيس الافغاني قد تؤدي الي اضطرابات اثناء الانتخابات المقبلة في سبتمبر,مما قد يتسبب في حرب اهلية بين الباشتون ومجموعات عرقية اخري. وكان جالبرايث قد شكك مؤخرا فيالاتزان العقلي للرئيس الافغاني, كما اشار الي احتمال كونه مدمنا للمخدرات. وفي بيشاور لقي21 شخصا مصرعهم امس من بينهم مسئول أمني كبير, كما اصيب51 آخرون علي الأقل إثر وقوع إنفجار استهدف سيارة نائب قائد الشرطة إقبال خان بمنطقة كاتشي بيند خان ببلدة ديرة إسماعيل خان بإقليم خيبر بشمال غرب باكستان, وذكرت وسائل الإعلام الباكستانية أن المسئول الأمني قتل هو وحارساه وسائقه, وأن الإنفجار وقع بإستخدم جهاز للتحكم عن بعد فور مغادرة المسئول الأمني لمنزله قاصدا مكتبه,وكان قويا للدرجة التي تسببت في تحطم زجاج نوافذ المباني القريبة من موقع الحادث. وفي غضون ذلك اعلنت قناة أ.ج. نيوز المحلية الباكستانية الخاصة أن ليون بانيتا رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكيةسي آي ايه,وجيمس جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي قد وصلا امس الي إسلام اباد,وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد نقلت عن جونز,وبانيتا أنهما سيزوران باكستان هذا الأسبوع حيث يلتقيان القيادة السياسية والعسكرية في باكستان لمراجعة نتائج التحقيق في محاولة التفجير الفاشلة التي وقعت في ساحة تايمز سكوير في نيويورك مطلع الشهر الجاري, وأشارت الصحيفة إلي أنه من المقرر أن يلتقي جونز وبانيتا بالرئيس الباكستاني آصف علي زرداري, ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني, وقائد الجيش الجنرال أشفق برويز كياني, والجنرال أحمد شجاع باشا رئيس المخابرات الباكستانية. ومن ناحية اخري سلم القيادي البارز في حركة طالبان باكستان حنيف جبول نفسه إلي الشرطة الباكستانية في مدينة سرجودا بإقليم البنجاب الأوسط, وأوضحت الشرطة أن حنيف الشهير باسم معاوية والذي يعرف في أوساط المقاتلين بالكوماندر حنيف قائد الحركة في الشطر الجنوبي من الإقليم, وعرضت الشرطة أمس حنيف أمام وسائل الإعلام حيث اعترف بأنه تلقي تدريبه العسكري في أفغانستان وأماكن أخري في باكستان وتخطيطه للعديد من الهجمات الانتحارية التي استهدفت أهدافا أمنية وحكومية وعسكرية في الإقليم.