رأس البر هى درة دمياط وجوهرتها التى تتباهى بها أمام محافظات الجمهورية باعتبارها مصيفًا يجمع أبناء الذوات والبسطاء بعكس باقى المدن الساحلية الأخرى. رأس البر عانت على مدار السنوات الماضية من العديد من المشكلات؛ أبرزها نقص مياه الشرب والصرف الصحى وعدم دخول الغاز الطبيعى إليها على الرغم من أن خدمة توصيل الغاز الطبيعى للمنازل شملت كافة مدن ومراكز دمياط باستثناء رأس البر .
وظلت العشوائيات التى تحيط بمدينة رأس البر أحد السلبيات التى عانت منها المدينة منذ عقود وبخاصة منطقة قرية الصيادين شرق المدينة ومنطقة الجبل بالامتداد العمرانى جنوبالمدينة.
وأخيرًا لحقت منطقة قرية الصيادين بقطار تطوير العشوائيات لتنتهى فصول أزمنة صعبة عاشتها أكثر من 200 أسرة، داخل هذا المكان غير الآدمى، وذلك بعد أن وقع محافظ دمياط بروتوكولاً مع صندوق تطوير العشوائيات بمجلس الوزراء، ومن المقرر أن يبدأ بدء العمارات السكنية عقب الانتهاء من هدم العشش لتنتهى مخاطر هذه المنطقة غير الآمنة للأبد.
ظهرت قرية الصيادين بمنطقة الجربى عقب العدوان نكسة 67، حيث توافد عليها المئات من المهجرين وبخاصة من مدينتى السويس وبورسعيد وأغلبهم من الصيادين واستوطنوا تلك المنطقة ببناء منازل من العشش والغاب والبوص على ضفاف النيل ثم بدأ المشردين والبسطاء ممن لا يمتلكون أى مأوى بالانضمام إليهم، ونفس الحال لسكان الضفة الأخرى من النيل من قريتى الشيخ درغام وكفر حميدو وعزبة البرج الذين يقاموا ببناء مبانى بالطوب الخرسانى على مقربة منهم لتظهر أكبر بؤرة عشوائية بمدينة رأس البر وانتشر بها الخارجين عن القانون من تجار المخدرات والسلاح وصارت تلك المنطقة قاعدة لانطلاق المتسولين والباعة الجائلين بالمصيف وهى الظواهر السلبية التى اشتكى منها رواد المدينة من المصيفين، لتبدأ الدولة التفكير فى تطوير تلك المنطقة.
وقال الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط، أنه سيتم إنشاء عشر عمارات سكنية تضم 200 وحدة سكنية، بمساحة 68 مترا للوحدة، بارتفاع خمسة أدوار، مضيفًا أن التكلفة الفعلية للمشروع تبلغ 35 مليون جنيه، بخلاف قيمة الأرض والتى تشارك بها المحافظة، وتبلغ قيمتها نحو 43 مليون جنيه، بإجمالى 78 مليون جنيه، ومدة تنفيذ المشروع نحو 11 شهرًا.
وأوضح أنه سيتم إنشاء عمارات جديدة على نفس الطراز المعماري لمدينة رأس البر وطبقًا للمخطط الاستراتيجى للمدينة شاملة منطقة ترفيهية، وسيتم تخصيص وحدة سكنية داخل العمارات لكل مواطن قام بإنهاء إجراءات تسليم مكان إقامته الحالى، مضيفًا أنه بعد الانتهاء من أعمال الإنشاء تصبح محافظة دمياط خالية من العشوائيات.
وأضاف محافظ دمياط، أنه بتطوير قرية الصيادين ستنتهى العشوائيات بالمدينة للأبد، ليمتد كورنيش النيل من منطقة الجربى إلى اللسان لتمتلك رأس البر 2 كورنيش إحدهما على البحر والثانى على النيل لتكون بذلك مدينة متفردة.
وأكد محافظ دمياط، أن الغاز الطبيعى سيدخل المدينة العام المقبل ليتم بذلك حل مشكلة الغاز لتكون خدمة نظيفة ورخيصة، وتنتهى عمليات إزعاج المصيفين الذين اشتكوا مرارا وتكرارا من إزعاج باعة أنابيب البوتاجاز لهم، والتى كانت توزع على عربات كارو.
وأوضح محافظ دمياط، أنه تجرى حاليا أعمال مقايسات لإدخال الغاز الطبيعى لفندق اللسان، حيث سيكون أول مكان يصله الغاز الطبيعى بمدينة رأس البر. من جانبه قال اللواء مجدى أبوالعز مدير أمن دمياط، أنه تم تنفيذ القرارات الصادرة بإزالة المنطقة العشوائية بقرية الصيادين بمنطقة الجربى برأس البر بإجمالى 183 قرار "عشش منازل" بعدد 219 أسرة، حيث تم تعيين القوات اللازمة لتأمين الجهة الإدارية أثناء التنفيذ وبالتنسيق مع قطاع الأمن المركزى . وأوضح أبو العز، أنه تم إزالة 23 منزلاً مقامًا من الطوب والخرسانة "طابق - طابقين - ثلاث طوابق"، بإجمالى 48 أسرة وإزالة 70 عشة مقامة من السدة والكيب والصاج بإجمالى 70 أسرة .
