اهتمت صحيفة "الإندبندنت" بتداعيات الكارثة النووية التى تهدد اليابان فى أعقاب الانفجاريات المتوالية، التى ضربت مفاعلاتها النووية، وقالت على صدر صفحتها الرئيسية، إن عاصفة من عدم الثقة النووية تنتشر حول العالم، فبعد عقود من الأكاذيب، لا تجد التطمينات النووية الآن آذاناً صاغية. وتوضح الصحيفة أنه من غير المسبوق، أن تواجه أربعة مفاعلات نووية مشكلات خطيرة مرة واحدة، ثلاثة منها مهددة بالانهيار، أما الرابع تشتعل النيران فى خزان الوقود المشع، وأشارت إلى أن الأنباء على مدار أمس، استمرت حول ما يحدث فى مفاعل فوكوشيما النووى، الذى واجه كارثة بعد أن أثرت موجات تسونامى التى أعقبت زلزال يوم، الجمعة، الماضية على أجهزة التبريد. بعض هذه الأنباء كانت كاذبة، فتحدث بعضها على سبيل المثال عن أن الإشعاع المتسرب من المفاعل قد ينتشر فى جميع أنحاء آسيا، فى حين كانت هناك تقارير أخرى صحيحة، وتشير إلى ارتفاع مستويات الإشعاع عشرين مرة فوق المستويات الطبيعية فى طوكيو. وربما كان الأمر الأكثر خطورة هو، كما تقول الصحيفة، إنه على الرغم من دعوة رئيس الوزراء اليابانى ناوتو كان للتهدئة، فإن هناك الكثيرين داخل اليابان وخارجها غير مستعدين لكى يتم طمأنتهم. وترى الإندبندنت أن حجم الخطر كبير بالفعل، والدليل على ذلك رد فعل العالم على ما يحدث فى اليابان، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فرضت وقفاً على الطاقة النووية، وفى فرنسا هناك دعوات لإجراء استفتاء، كما أن ما يحدث فى اليابان قد احتلت العناوين الرئيسية على الصفحات الأولى للجرائد. ومن الواضح أن القلق العام إزاء الأمن النووى، بالشكل الذى أثبتته حالة الطوارئ فى فوكوشيما، من السهل أن يزداد، والذى أصبح من الصعب تهدئته، وهو ما اكتشفته السلطات اليابانية.