خسائر كبيرة أصابت دور العرض السينمائية وموسم أفلام منتصف العام، حيث تصادف عرض تلك الأفلام مع انطلاق ثورة 25 يناير، ووجد نجوم السينما والمنتجون أنفسهم فى موقف لا يحسدون عليه، خصوصا مع إغلاق دور العرض تماما فى العديد من المناطق ومنها وسط البلد فى أيام الثورة، وأيضا إلغاء حفلات منتصف الليل حتى الآن والتى كانت تعد من أهم الحفلات بالنسبة لصناع السينما لما تشهده من إقبال كبير. وخابت توقعات شركات الإنتاج ورهانها على أفلامها لتحقيق نجاح جماهيرى كبير، والتى استندوا فيها إلى تميز أفلامهم المعروضة وعدم وجود تخمة وزحمة فى موسم أفلام منتصف العام، بل إن فيلم كريم عبدالعزيز «فاصل ونعود» كان يسير بخطى ثابتة فى البداية وحقق فى أسبوع واحد فقط قبل الثورة حوالى 4 ملايين جنيه، لكن توقفت إيرادات الفيلم بعد ذلك على مدار 18 يوما ولم تحقق سوى مليون واحد فقط، لتعود مرة أخرى الإيرادات لترتفع تدريجيا بعد تنحى الرئيس السابق، لكنها لم ترتق بعد إلى مستوى طموحات صناع السينما. وعلمت «اليوم السابع» أن بعض صناع ومنتجى السينما يفكرون فى عقد اجتماع فيما بينهم لحصر الخسائر التى أصابت السينما المصرية، وبحث سبل التقليل منها، نظرا لوجود تخوفات لدى بعض المنتجين من الدخول فى مشاريع سينمائية جديدة، خوفا من عدم استقرار السوق، وهو ما دفع بعض الفنانين والمنتجين الآخرين إلى محاولة تشجيع زملائهم لاستئناف العمل وعرض الأفلام فى دور العرض حتى تعود صناعة السينما المصرية من جديد. ورغم الإشادة النقدية التى حققها فيلم أحمد عز الجديد «365 يوم سعادة» والتوليفة الرومانسية الكوميدية التى صاغها مخرجه سعيد الماروق، فإنه تصادف طرح الفيلم بدور العرض يوم 26 يناير، وحقق فى ذلك اليوم إيرادات 800 ألف جنيه، وفى اليوم التالى حقق 400 ألف، ولكن بعد فرض حظر التجول لم يحقق الفيلم إيرادات تذكر، وعاد شباك التذاكر مرة أخرى ليجذب جمهور عز حيث يحقق الفيلم حاليا حوالى 200 ألف جنيه فى اليوم الواحد، مع ضرورة الوضع فى الاعتبار أن حفلات منتصف الليل تم إلغاؤها وهى تعد الكارثة الأكبر التى تصيب صناعة السينما حاليا. وقدر البعض خسائر موسم إجازة نصف العام بأكثر من 30 مليون جنيه، وهى مجمل الإيرادات التى كان من المتوقع أن تحققها تلك الأفلام السينمائية المميزة، ويؤكد عبدالجليل حسن المستشار الإعلامى للشركة العربية للإنتاج والتوزيع، أن الخسائر مازالت تلاحق السينما، خصوصا أن أهم 3 حفلات تم إلغاؤها لفرض حظر التجول وهى حفلات الساعة التاسعة والثانية عشرة وبعد منتصف الليل. ولا يتعلق الأمر بالأفلام العربية فقط، بل امتد الأمر إلى الأفلام الأجنبية التى تعرض فى مصر، مما اضطر شركة يونايتد موشن بيكتشرز لإعادة طرح أفلام عديدة فى مصر معظمها بأسلوب العرض الثلاثى المجسم 3D، وذلك عقب عودة دور العرض للعمل بعد فترة إغلاق تخطت الأسبوعين بأمر من غرفة صناعة السينما نظرًا للظروف الطارئة التى كانت تمر بها البلاد, أول هذه الأفلام هو الفيلم العائلى المجسم الدب يوجى Yogi Bear، والفيلم الثانى يحمل عنوان رحلات جيلفر Gullivers Travels الذى تدور أحداثه حول الكاتب الرحال ليمويل جيلفر الذى يذهب فى رحلة إلى منطقة برمودا، ليجد نفسه بعدها فجأة فى جزيرة ليليبت، حيث يكون عملاقًا بطول البرج بالنسبة لسكانها الذين فى حجم عقلة الإصبع، والفيلم الثالث هو فيلم المغامرات الفانتازى «نارنيا 3: رحلة السفينة الملكية» The Chronicles of Narnia The Voyage of the Dawn Treader.
