قبيل حلول شهر رمضان المبارك من كل عام، يستعد "المسجد العباسى" ثانى مسجد تم بناؤه فى بورسعيد، كغيره من مساجد المحافظة لاستقبال الآلاف من المصلين ورواد المسجد لأداء صلاة التراويح، بالإضافة إلى الصلوات الخمس فيه، ويتزين بأجمل المصابيح مع نفحات الشهر المعظم.
لم يكن "المسجد العباسى" مجرد مسجد ببورسعيد، ولا يعتبره أهالى المحافظة مسجداً وحسب، بل هو علامة مميزة للمغتربين عنها أيضاً، ومركزاً للتجمعات إما للصلوات والعبادة، أو للانطلاق بشتى الأحياء والأماكن الحيوية فى المحافظة، يعتز بتواجدهم فى داخله، ويحرصون على صلاتهم فيه من هم فى مواليد الأربعينات.
وتُقام ب"المسجد العباسى"، كافة المحافل الدينية بكل المناسبات، من المولد النبوى الشريف، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وغيرها من المناسبات الدينية التى تقيمها المحافظة، ومديرية الأوقاف، والأزهر الشريف، بحضور المحافظ والقيادات التنفيذية بالمحافظة.
ومن جانبه ، قال أحمد رجب يوسف، مفتش آثار بوزارة الدولة لشئون الآثار، وباحث فى الآثار الإسلامية والقبطية، ل"اليوم السابع"، أنه قد أصدر الخديوى عباس حلمى الثانى، أوامره إلى ديوان الأوقاف، ببناء المسجد عام 1904 ميلادياً والموافق 1322 هجرياً؛ وتخصيص 4000 متر لبنائه، وتم إرسال المهندسين من قبل الأوقاف الذين قاموا ببنائه على عشر المساحة المخصصة؛ ليكون المسجد الثانى ببورسعيد بعد إنشاء المسجد التوفيقى "أقدم مساجد المحافظة".
وأضاف "رجب"، أن المسجد العباسى يقع فى حى العرب "أحد أقدم أحياء بورسعيد"، والذى شهد ملاحم وبطولات للمقاومة الشعبية بالمدينة الباسلة، ويطل من واجهته الجنوبية الشرقية على شارع محمد على احد أشهر شوارع بورسعيد، والذى يربط مدخل المدينة الجنوبى بشاطئ البحر المتوسط مروراً بوسط المدينة" .
وأكد باحث الآثار الإسلامية والقبطية، أنه تم افتتاح المسجد عام 1905 بحضور مدير الأوقاف، ومحافظ القنال، محمد محب باشا، وقاضى بورسعيد الشرعى، وكبار رجال الإدارة والأعيان، وبعض ممثلى قناصل الدول، وعين الخديوى الشيخ عبد الفتاح الجمل إماماً للمسجد، وألقى خطبة الافتتاح.
وأشار، إلى أن المسجد يحتفظ بمعظم عناصره المعمارية والزخرفية التى بنى عليها، على الرغم مما تعرض له من تجديدات، وهو عبارة عن مستطيل الشكل تبلغ مساحته 766 متر مربع؛ فقد حلى النقش الكتابى في كل ركن من أركانه بزخرفة نباتية بسيطة من طراز الأرابيسك داخل تكوين هندسى بشكل محور .
وأوضح المؤرخ البورسعيدى محمد بيوض، أن المسجد العباسى كان شاهداً على تاريخ بورسعيد؛ حيث كان مكاناً لتجمع المجموعات الفدائية وأبطال المقاومة الشعبية فى التصدى للعدوان الثلاثى حتى الجلاء في 23 ديسمبر 1956 .
ولفت "بيوض" إلى أن المسجد العباسى كان المسجد الرسمى الذى يقيم فيه جمال عبد الناصر الصلاة عند زيارته لبورسعيد بأعياد النصر، وكان يحتمى فيه الأهالى والفدائيين أيام العدوان الثلاثى .
وأشار بيوض، إلى أن المنطقة المحيطة بالمسجد العباسى بل الحى بالكامل، قد تعرض للدمار والهدم بدبابات وطائرات العدو، وظل هذا المسجد البناء الوحيد المكتمل بالمنطقة، فاتحاً أبوابه ليحتمى فيه الجميع.
ويبلغ المسجد العباسى من العمر 112 عاماً، ويمثل حقبة تاريخية معمارية مميزة، حيث أقامه الخديوى عباس ضمن 102 مسجد على هذا الطراز فى مختلف المحافظات، وقد خضع المسجد للعديد من التجديدات منذ نشأته بواسطة وزارة الأوقاف التى يتبعها المسجد، كان آخرها عام 2000، بالإضافة إلى افتتاح الملحق الخاص به بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، والدكتور على جمعة، مفتيا الجمهورية الحالى والسابق، ولفيف من القيادات التنفيذية والتشريعة بالدولة .
الملحق الجديد للمسجد العباسى ببورسعيد منبر الملحق الجديد للمسجد العباسى ببورسعيد أسقف الملحق الجديد للمسجد العباسى ببورسعيد أحمد رجب باحث فى شئون الآثار إسلامية والقبطية المسجد العباسى قديما من واجهة شارع محمد على المسجد العباسى قديما منذ افتتاحه مراسم افتتاح الملحق الجديد للمسجد بحضور وزير الأوقاف وزير الأوقاف ومفتيا الجمهورية السابق والحالى ووكيل البرلمان فى افتتاح الملحق نجل الرئيس جمال عبدالناصر يؤدى الصلاة فى المسجد العباسي المؤرخ البورسعيدى محمد بيوض الملحق الجديد حال البناء والتجديدات
