المسجد العباسى بمئذنته الشهيرة شاهد على تاريخ بورسعيد المسجد العباسي في بورسعيد،هو واحد من أشهر وأقدم المساجد بالمدينة،كما أنه المقر الرسمي للاحتفالات الدينية،ودار المناسبات الأولي لصلوات الجنازة لدي المواطنين،ويحتل موقعا استراتيجيا،حيث تم اختيار موقعه وقت اقامته منذ أكثر من قرن من الزمان،ليقع تماما في وسط المدينة، ويعتبر الحد الفاصل بين قرية العرب أو ما يطلق عليه الأن حي العرب،الذي يضم السكان من أبناء بورسعيد والمحافظات،وبين حي الأفرنج أو «الشرق» حاليا، والذي كانت تسكنه الجاليات الأجنبية وكان عددهم يمثل نصف سكان بورسعيد تقريبا في ذلك الوقت. كان لإنشاء المسجد قصة طريفة يرويها لنا ضياء القاضي المؤرخ البورسعيدي الشهير،فقد كان الأهالي يصلون في المسجد التوفيقي، الذي عجز مع زيادة السكان عن أستيعاب المصلين،وقررت الأوقاف إقامة مسجد آخر،وعندما تأخر البناء،تم رفع الأمر إلي الخديوي عباس حلمي الثاني الذي أصدر أوامره لديوان الأوقاف بانشاء المسجد،و تم افتتاحه في يوليو عام 1905 وحمل اسم «المسجد العباسي»، نسبة للخديوي عباس حلمي، وكان أول إمام له هو الشيخ عبد الفتاح الجمل، وأصبح منذ ذلك الوقت المسجد الرسمي للمحافظة،كما أصبح شاهدا علي جميع المعارك التي عاشتها بورسعيد،وسقط أمام فنائه 6 شهداء في ثورة 19 وتحول في معركة العدوان الثلاثي عام 1956،ليصبح بمثابة غرفة عمليات سرية يأوي إليه الفدائيون وأبطال المقاومة لتخزين السلاح وتخطيط العمليات الفدائية ضد قوات العدوان الثلاثي،وتكررنفس الأمر الشيء خلال عدوان 1967. وقد قامت وزارة الآثار بضمه للآثار الإسلامية ورفضت هدم المسجد أو الاقتراب من مئذنته التاريخية،وذلك عندما تقرر استرداد المساحة الكاملة المخصصة للمسجد منذ أكثر من 112 عاما وهي 4 آلاف متر، وتبرع معظم أهالي بورسعيد لإقامة هذه التوسعات ليعود المسجد العباسي كما كان مخططا له،أكبر مساجد بورسعيد من حيث المساحة لخدمة الأعداد المتزايدة من المصلين،بعد أن أصبح المسجد العباسي هو قبلتهم الأولي بين مساجد بورسعيد حتي لو تباعدت المسافات بين مقر إقامتهم وموقع المسجد.