أعادت ليالي رمضان للأذهان ذكريات الماضي البعيد التي توارثتها الأجيال وتناقلتها كتب تاريخ بورسعيد عن قيام ¢عُمّال السخرة ¢ الذين دفع بهم الخديوي سعيد من قري ونجوع مصر لحفر القناة السويس. ببناء مسجد بقرية العرب عام 1860 أسفل شونة للغلال ورفعوا عليها مئذنة . إلي أن تم إنشاء مسجد خشبي ببورسعيد علي نفقة الحكومة المصرية في يونيو عام 1869. نظرا لصعوبة توافر مواد للبناء . ولم يصمد هذا المسجد المقام من الخشب طويلا بسبب مياه الأمطار والصرف الصحي. وفي أكتوبر عام 1877توفي إمام وخطيب المسجد و قام قاضي قضاة بورسعيد وعمد ووجهاء قرية العرب باختيار الشيخ عبد الرحمن أبي الحسن لهذه الوظيفة لما تميز به من سعة العلم وحسن الخلق وقدرته علي الخطابة وإرشاد المسلمين لأمور دينهم وأحكامه وقد تمت الموافقة علي هذا التعيين بعد وفاة إمام وخطيب المسجد. وفي عام 1881 أصدر الخديوي توفيق خلال زيارته للمدينة أمرا بإنشاء مسجد ملحق به مدرسة لتربية الأطفال . نظرا لاتساع قرية العرب وزيادة سكانها وسقوط المسجد الخشبي المقام. . حيث احتفل أبناء القرية في السابع من ديسمبر عام 1882 بوضع أساس ¢ المسجد التوفيقي¢ في موكب ضخم سار في أنحاء بورسعيد يتقدمه العلماء وعلي رأسهم الشيخ عبد الرحمن أبي الحسن شيخ علماء المسلمين ببورسعيد. والقاضي وأعيان المدينة وأرباب الطرق وإمامهم الموسيقي. وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ومع تزايد تعداد السكان . تم إنشاء المسجد العباسي عام 1904 ليكون ثاني مساجد المحافظة والذي يعد تحفة معمارية تاريخية. وخضع المسجد للعديد من التجديدات منذ نشأته. إلي أن تم تسجيل المسجد كأثر بعد مرور مائة عام علي إنشائه. ويتم أيضا الآن توسعات كبيرة بالمسجد دون المساس بالجزء الأثري المقام عليه منذ أكثر من مائة عام. وقد لعب المسجدان التوفيقي والعباسي بقلب حي العرب دورا رائدا في قيادة المقاومة الشعبية عام 1956 ضد العدوان الثلاثي علي ارض بورسعيد . شهد العديد من الاجتماعات واللقاءات السرية لقيادات وأعضاء المقاومة ببورسعيد. كما لعب المسجدان دورا رائدا في ثورتي 25 يناير و30 يونيو حيث تجمّع ثوار بورسعيد لأداء صلاة الجمعة بالمسجد التوفيقي ثم انطلقوا للمشاركة في ثورة 25 يناير.. كما تجمّع الآلاف منهم بجوار المسجد العباسي القريب من ميدان الشهداء للمشاركة في ثورة 30 يونيو التي انطلقت شرارتها الأولي من بورسعيد.