قال فاروق حسنى وزير الثقافة، "إن أحد الصحفيين سألنى منذ فترة لو تركت الوزارة فأين تحب أن تذهب؟ فقلت له لن أذهب لمكان، فسألنى الصحفى مرة أخرى، لو فرض عليك العمل فأين ستعمل؟ فكانت إجابتى أريد العمل رئيسا لقصر ثقافة"، مؤكداً على فخره بأنه بدأ حياته العملية فى وزارة الثقافة كرئيس لقصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر أدباء مصر فى دورته الخامسة والعشرين، والذى أقيم صباح اليوم، الثلاثاء، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وافتتحه بجانب الوزير، كل من الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور أحمد زايد رئيس المؤتمر، وجمال التلاوى أمين عام المؤتمر، وحضره عدد كبير من قيادات الوزارة، منهم الدكتور عماد أبو غازى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا المصرية. وعبر الوزير فى كلمته عن سعادته بانعقاد المؤتمر فى يوبيله الفضى بالقاهرة، مؤكداً أن القاهرة عاصمة كل الأدباء، داعياً كل الأدباء المشاركين فى المؤتمر لزيارة بينالى القاهرة الدولى المقام حالياً بقصر الفنون، كما دعاهم لزيارة الأماكن الأثرية والثقافية بالقاهرة. وأضاف حسنى، أن هذا المؤتمر شديد الخصوصية، وأنه يؤكد على وجود المثقفين الحقيقيين فى كل ارجاء مصر، مضيفاً أن من يعتقد أنه لا يوجد فى مصر مثقفون ولا ثقافة هو غير مهتم بالشأن الثقافى، ويجلس فى أبراج عاجية وينظر من أعلى، لكن من ينظر للمشهد الثقافى من داخله ويهتم بهذا المشهد سيدرك أن مصر تمتلك ذخيرة ثقافية، خاصة أمام هذا الحشد الكبير من المثقفين "الذى أشعر أمامه أنى وزير ثقافة وطن بأكمله"، على حد قوله. وفى كلمته، استعرض الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، نشاطات الهيئة خلال العام الماضى، من نوادى أدب، والملفات الرئيسية التى عملت عليها الهيئة، وأهم الكتب التى نشلات بالهيئة، والسلاسل الجديدة التى ستصدرها الهيئة، مؤكداً أن الهيئة استطاعت أن تصدر أربعة كتب من كل إقليم، بعد أن كانت تطبع كتابين فقط، كما أن هذه الكتب تم تحميلها على الموقع الإلكترونى للهيئة ويمكن تحميلها، هى وكل إصدارات الهيئة من على هذا الموقع، كما توجه مجاهد بالشكر لوزير الثقافة لأنه وافق على شراء 5 سيارات خاصة للهيئة بمبلغ مليون جنيه، وهو المبلغ الذى كانت تدفعه الهيئة كل سنه لتأجير السيارات، كما أعلن عن البدء فى تنفيذ مشروع مجمع السامر للثقافة أول يوليو المقبل. من جانبه، قال جمال التلاوى أمين عام المؤتمر، إن أمانة المؤتمر استطاعت ترجمة عدد من الأعمال لأدباء الأقاليم وكان اعتماد الأمانة فى الاختيار على نوادى الأدب، وسيتم توزيع هذه الكتب بشكل بدئى يدوى عن طريق قطاع العلاقات الثقافية الخارجية والسفارات المصرية فى الخارج، مطالبا من فاروق حسنى تبنى هذا المشروع والإتصال بدور النشر الأجنبية لترجمة هذه الأعمال وتوزيعها فى الخارج، كما طلب من الوزير أن يسافر الأدباء للاكاديمية المصرية للفنون بروما مثلما يسافر الفنانين. وطلب التلاوى أيضاً أن يدعم وزير الثقافة مجلة القصة الصادرة عن الهيئة بحيث تصدر كل شهر، بدلا من صدروها كل 3 أشهر، وطلب أيضا أن يكون للأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر الحق فى ترشيح الأدباء لجوائز الدولة. وعن علاقة الدكتور أحمد مجاهد بقرارات الأمانة العامة للمؤتمر قال التلاوى، إن مجاهد لم يتدخل مطلقاً، وأنه كان يحضر الاجتماعات بناء على طلبهم. بعدها بدأ الوزير يستمع لأسئلة الحضور ومداخلتهم التى كان من بينها تحويل المؤتمر لمؤسسة رسمية، والتركيز على موضوعات الوحدة الوطنية ونشر الثقافة بين المصريين خاصة فى الإقاليم، والتدخل لمنح جوائز الدولة بشفافية، والتصدى للكتب السلفية، وهو ما تناوله الوزير بالكامل، وكذلك مشكلة علاج الأدباء. ورحب حسنى بفكرة سفر الأدباء إلى الأكاديمية المصرية للفنون قائلا أنه سيجعل كل أديب يسافر لمدة شهر إلى روما للإطلاع على الفنون المختلفة، كما رحب بفكرة ترجمة الإبداع المصرى للغات المختلفة، مؤكداً أنه سيدعم الفكرة وسيحولها لسلسلة، موضحا أن الأمر يحتاج للاتفاق مع دور النشر الأجنبية حتى تتم الترجمة بمهنية، وطالب مجاهد باستحداث منصب لوكيل وزارة بالهيئة تكون مسئوليته مؤتمر الأدباء فقط. وعن جوائز الدولة، قال حسنى إن هذه الجوائز تعبر عن شرف المجلس الأعلى للثقافة وأمينه العام شخصياً، مؤكداً أنه لا يسمح لأحد التدخل فى قرارات اللجان، وأن الجوائز تمنح بشفافية مطلقة. وعن علاج الأدباء قال حسنى، إنه لا يتهاون فى حق أى أديب، مؤكداً أن أى طلب يصله من أديب مريض يريد العلاج، يسهل له الاستجابة لطلبه عن طريق اتصاله بالوزراء المعنيين شخصياً، وعلى الفور يصدر القرار بالعلاج على نفقة الدولة، مؤكداً أن هذه الأزمة ستنتهى بمجرد أن يتم تطبيق نظام التأمين الصحى الذى تعد له الدولة حاليا لكل المصريين. من جانب آخر، كرّم حسنى خلال المؤتمر، كل من الكاتبة فوزية مهران، وطلعت الشايب، ومحمد فريد أبو سعدة، والناقد شاكر عبد الحميد الذى تسلم الجائزة عنه لتواجده خارج مصر الشاعر عبد الستار سليم، كماكرم الوزير أسم الشاعر الراحل محمد صالح، وعن أدباء وجه قبلى تم تكريم يوسف أبو القاسم الشريف، وعن وجه بحرى كرم محمد الدسوقى، وعن الإعلاميين أحمد المريخى. وتم أيضاً تكريم الباحثين الذى حصلوا على جوائز المؤتمر، وهم الناقد سيد الوكيل، ومحمد الراوى، ومحمد السلامونى، وسمير الفيل. فاروق حسنى لحظة وصوله للمؤتمر مع عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا أثناء المؤتمر مجاهد يلقى كلمته تكريم الشاعر محمد فريد أبو سعدة تكريم الدكتور أحمد زايد رئيس المؤتمر