بوتين: محطة الضبعة النووية تلبي احتياجات الاقتصاد المصري المتنامي    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    لن نبكي على ضعف الدولار    الزراعة: أكثر من مليون شتلة فراولة تم تصديرها خلال أكتوبر    محافظ الجيزة يتفقد مشروعات تطوير الطرق.. ويؤكد: تحسين كفاءة المحاور أولوية    وزير الزراعة يعقد اجتماعاً موسعاً لمديري المديريات ومسئولي حماية الأراضي بالمحافظات    البيئة تنظم مؤتمر الصناعة الخضراء الأحد المقبل بالعاصمة الإدارية الجديدة    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    مجلس الشيوخ الأمريكى يوافق على مشروع قانون للإفراج عن ملفات إبستين    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية لدعم اللاجئين: وجود ما يزيد على مليون لاجئ وطالب لجوء مسجّلين في مصر حتى منتصف عام 2025    تأهل منتخبا 3×3 إلى نصف نهائي دورة ألعاب التضامن الإسلامي    دوري أبطال إفريقيا.. 30 ألف متفرج في مباراة الأهلي وشبيبة القبائل الجزائري    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    محافظ قنا يكرم مسعفا وسائقا أعادا 115 ألف جنيه وهاتف لصاحبهما    حسين فهمى يكرم محمد قبلاوي.. والمخرج يهدى التكريم لأطفال غزة    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد الجوية تحذر من تغير حالة الطقس    سرايا القدس تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي بعبوة ناسفة في جنين    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    تامر حسني يكشف تفاصيل أزمته الصحية بعد خضوعه لجراحة دقيقة في ألمانيا    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    هيئة الرعاية الصحية تُطلق عيادة متخصصة لأمراض الكُلى للأطفال بمركز 30 يونيو الدولي    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    الصحة: 5 مستشفيات تحصل على الاعتماد الدولي في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    بسبب تراجع الانتاج المحلى…ارتفاع جديد فى أسعار اللحوم بالأسواق والكيلو يتجاوز ال 500 جنيه    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    وزير الإسكان يستقبل محافظ بورسعيد لبحث استعدادت التعامل مع الأمطار    القادسية الكويتي: كهربا مستمر مع الفريق حتى نهاية الموسم    الزمالك يستقر على موعد سفر فريق الكرة لجنوب أفريقيا    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت البنية التحتية للطاقة والسكك الحديدية التي تستخدمها القوات الأوكرانية    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جويدة‏:‏ أحب قصائدي لم أكتبها بعد

بدأ حياته الصحفية وهو طالب في مجلة روز اليوسف‏,‏ وبسبب إثارته لقضايا فساد واختلاس أموال في شركات القطاع العام استدعاه سامي شرف بأمر من الرئيس عبدالناصر للتحقيق معه‏. بعدها بدأت علاقته بالصحافة الاقتصادية ثم انتقل إلي الأهرام بعد مشاجرة عنيفة مع الشيوعيين عقب النكسة اضطر معها لترك مجلة روز اليوسف‏.‏
فاروق جويدة فارس القصيدة العربية يري أن الشعوب هي التي تصنع الطغاة‏,‏ وأن الحجاج نموذج للديكتاتور العربي في كل زمان ومكان‏,‏ ويعتبر نفسه في خصومة مع قصيدة النثر ويراها بلا أب شرعي‏,‏ وليس لها شهادة ميلاد‏..‏ أما قلبه فحزين علي واقع الثقافة الحالي ولا يري مبررا لبقاء فاروق حسني طوال‏25‏ عاما علي سدة وزارة الثفافة‏.‏
مع فاروق جويدة ركبنا سفينته لنخترق بها عباب الأمواج الهائجة في بحوره ومحيطاته التي هي بلا شطآن‏,‏ وكانت تلك هي البداية‏:‏
أين كانت بداية الطريق‏..‏ روز اليوسف أم الأهرام؟
‏‏ قبل أن أعمل بالأهرام عملت في مجلة روز اليوسف وكنت وقتها طالبا بالجامعة وظللت أعمل بها دون أجر ثلاث سنوات حتي عام‏1967‏ وتركتها بعد النكسة مباشرة‏,‏ وخلال هذه الفترة كشفت عن قضايا فساد وتهريب لأموال القطاع العام واختلاس للمال العام فاستدعاني مكتب سامي شرف بناء علي طلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد سلسلة مقالات في روز اليوسف عن اختلاس مبلغ‏142‏ ألف جنيه وتم إرسالي للتحقيق معي لمدة شهر وكنت أذهب إلي المحقق يوميا‏,‏ وكونت صداقة مع الشباب الموجودين في إدارة التفتيش التي تتولي الرقابة علي القطاع العام وكانوا يكتبون تقارير عن مصائب هذا القطاع‏,‏ فتم نقلها من مصادرهم‏!‏
وفي تلك الفترة جمعت تقارير خطيرة جدا عن القطاع العام لكني لم أتمكن من نشرها إلا في عام‏1975‏ في مقالات بعنوان أموال مصر‏..‏ كيف تهرب؟‏.‏
وكانت آخر ليلة لي في روز اليوسف هي ليلة النكسة فلم أكن أصدق أننا هزمنا فانفلتت الأعصاب وتشاجرت مع فتحي خليل والصحفيين المنتمين للتيار الشيوعي‏,‏ وبعد ذلك سألني الدكتور خليل صابات أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة إن كنت أرغب في العمل كمعيد بالجامعة أم أذهب للعمل في الأهرام فاخترت الأهرام‏,‏ وقابلت الأستاذ ممدوح طه الذي قدمني فيما بعد للأستاذ محمد حسنين هيكل وبعد ستة أشهر من العمل بدأت أعمل محررا اقتصاديا مع الأستاذ إبراهيم نافع وكان ذلك في يونيو‏1968,‏ وبعد عامين سافر نافع للعمل في البنك الدولي فتوليت رئاسة القسم الاقتصادي لمدة ثلاث سنوات‏,‏ ثم عملت مع الأستاذ يوسف السباعي سكرتير تحرير مركزي‏,‏ وكانت هذه نقلة كبيرة جدا‏,‏ وانضممت بعدها إلي عضوية مجلس التحرير‏.‏
‏وماذا عن فترة الأستاذ هيكل؟
‏ اختلفت معه سياسيا ومازلت لكنه من الناحية المهنية نموذج للصحفي المحترم المؤثر بفضل علاقته مع السلطة‏,‏ كما أنه أرسي دعائم هيبة الصحافة خاصة الصحفيين بالأهرام‏.‏وأذكر أنني شاركت بعد النكسة في مؤتمر لاتحاد العمال العرب وكان يحضره ممثلون عن الدول العربية وكانوا يزايدون علي مصر بعد النكسة‏,‏ وكنت أحضر جلسات اللجنة السياسية التي كانت أهم اللجان‏,‏ وكان محظورا نشر ما يجري فيها فكتبت عن الخلافات والمشكلات والشتائم‏,‏ فاكتشفوا أنني صحفي‏,‏ وفوجئت بالشرطة تقبض علي والتحقيق معي وبمطالبتي بتسليم المادة التي كتبتها فاتصلت بالأستاذ ممدوح طه الذي أبلغ هيكل الذي تحدث مع علي صبري فتم الإفراج عني وفي ثاني يوم نشرت الموضوع علي صفحة كاملة في الأهرام‏.‏
الحرب الأهلية
‏وما أهم سبق صحفي انفردت به في الأهرام؟
‏بعد تعييني بستة أشهر قامت الحرب الأهلية في نيجيريا فسافرت إليها علي مركب تابع لشركة النصر للتصدير والاستيراد وكان المركب مليئا بالثعابين والفئران‏,‏ وظللت في نيجيريا ثلاثة أشهر غطيت فيها أحداث الحرب والتقيت مع الرئيس يعقوب جون وأجريت معه حوارا نشر في الأهرام علي صفحة كاملة‏,‏ وكان أول موضوع ينشر لي بعد تعييني بالأهرام‏.‏
الصفحة الثقافية
‏وكيف اتجهت إلي الثقافة؟
‏في أكتوبر‏1978‏ طلب مني الأستاذ علي حمدي الجمال إعداد صفحة ثقافية وكانت الأولي من نوعها في الصحافة العربية كلها‏,‏ وكنت أعدها يوميا بمفردي حتي تم تشكيل مجموعة عمل برئاسة الأديب الكبير توفيق الحكيم وعضوية الأساتذة حسين فوزي ولويس عوض وثروت أباظة والفنان صلاح طاهر وعقدنا أول اجتماع لتنظيم عمل الصفحة ولم يعقد بعدها أي اجتماع فسألني الجمال‏:‏ ماذا فعلت؟ فقلت له ما حدث فطلب مني عمل الصفحة‏,‏ ثم قدمت له تصورا أعجبه وبعد شهرين قدمت له‏30‏ صفحة كاملة بالعناوين أولاها كانت مع توفيق الحكيم والثانية مع الدكتور حسين فوزي والثالثة مع الموسيقار محمد عبدالوهاب‏,‏ وهكذا بدأت الصفحة قوية فنشر لها الجمال إشارة بالصفحة الأولي‏,‏ واستطعت إدخال جيل من الكتاب لم يكن يكتب من قبل ل الأهرام مثل د‏.‏ سمير سرحان ومحمد عناني وعبدالعزيز حمودة وخيري شلبي ومجيد طوبيا وجمال الغيطاني وصبري موسي‏.‏
الشعر
‏وأين الشعر من كل هذا؟
‏في ذلك الوقت نشرت ديوانين أحدهما بعنوان أوراق من حديقة أكتوبر قدمني فيه الأديب الراحل توفيق الحكيم‏,‏ ولم أحصل من الناشر علي أي أموال لكني حصلت علي‏200‏ نسخة وزعتها علي المعارف والأصدقاء والقراء‏,‏ ووزع الناشر‏700‏ نسخة‏.‏
‏وهل هذا الرقم كان مقبولا في التوزيع وقتها؟
نعم خاصة أنني كنت جديدا علي الوسط الثقافي‏,‏ وبعدها نشرت لي قصائد في بعض المجلات ومنها الهلال حيث كنت علي صلة وثيقة مع الشاعر صالح جودت‏,‏ ووقتها نشر في الأهرام إعلان عن مجلة الهلال وبه إشارة إلي اسمي ضمن عنوان‏:‏ اقرأ لهؤلاء الشعراء‏..‏ فسألني الأستاذ هيكل عن شاعر بنفس اسمي يكتب في الهلال‏,‏ فأنكرت أنني أعرفه‏,‏ ثم دخلت إليه بعد ذلك بديواني الذي قدمه توفيق الحكيم واعترفت له بأنني نفس الشاعر الذي يكتب في الهلال‏,‏ فقال لي إنه يشعر تجاهي بالذنب‏,‏ وأنه أخطأ عندما جعلني أعمل في الصفحة الاقتصادية لأن ذلك كان علي غير رغبتي‏,‏ لكن الحقيقة أن هذه الفترة أكسبتني خبرة كبيرة وأضافت لشعري بطريقة غير مباشرة‏,‏ وجعلتني أقرب للناس ومشكلاتهم وحياتهم الواقعية‏.‏
عصر العمالقة
‏وكيف كانت علاقتك بالأدباء الكبار في ذلك الوقت؟
‏كنت أذهب إلي توفيق الحكيم في مكتبه بالأهرام فيمليني مقاله لأنني لم أكن أنتظر حتي يكتبه بنفسه‏,‏ وكنت ألتقي في الدور السادس بالأهرام مع كوكبة من نجوم الأدب‏,‏ ومنهم يوسف إدريس وحسين فوزي وإحسان عبدالقدوس ومصطفي بهجت بدوي‏,‏ كما التقيت مع الدكتور عبدالعزيز حجازي وغيره من العمالقة في كل المجالات وحتي في الفن كان لي أصدقاء مثل محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وعبدالحليم حافظ‏.‏
‏18‏ ديوانا
‏وكم بلغ رصيدك من دواوين الشعر حتي الآن؟
أصدرت‏18‏ ديوانا وثلاث مسرحيات والرابعة كانت عن سقوط بغداد وهي إسقاط معاصر عن دخول هولاكو لعاصمة الخلافة العباسية في‏24‏ ساعة وحرق مكتبة بغداد‏,‏ والخيانة‏.‏
صدام حسين
‏حزنك علي سقوط بغداد هل يعني أنك كنت تحب صدام حسين؟
‏حزنت علي سقوط بغداد برغم أنني لم أذهب إليها مطلقا حتي إنني رفضت الذهاب إلي مهرجان شعري بدعوة من عدي صدام حسين برغم أنه كرر دعوته سبع أو ثماني مرات‏.‏
‏ ولماذا اتخذت هذا الموقف؟
‏لأنني كنت أرفض الحرب العراقية الإيرانية‏,‏ وكان هذا موقفا أساسيا لأنني أعتقد أن هذه الحرب كانت لحساب أمريكا وليس للعراق أو إيران‏,‏ وكنت أيضا أرفض أسلوب صدام حسين في التصفيات الجسدية فكتبت دماء علي ستار الكعبة فهاجمتني الصحف العراقية لأنني قدمت الحجاج بن يوسف الثقفي كنموذج للطاغية‏,‏ فقالوا إنني أقصد به صدام حسين‏,‏ والحقيقة أنني لم أقصد به صدام وحده وإنما قصدت به كل الطغاة العرب‏,‏ وجسدت نموذج الديكتاتور العربي‏,‏ وقلت إن الشعوب هي التي تصنع الطغاة‏,‏ وحزني علي سقوط بغداد لأنها تمثل زخما ثقافيا كما أنها ظلت نحو‏500‏ سنة عاصمة للخلافة العباسية‏.‏
الأقرب لقلبي
‏ما أقرب قصائدك إلي قلبك؟
الأقرب هي التي لم أكتبها بعد‏..‏ وللعلم فإنني لا أقرأ أي ديوان قديم لي لأنني مهموم بالمستقبل أكثر من الماضي‏..‏ وفرحتي بالقصيدة الجديدة أكبر من إضافة مائة مليون جنيه إلي رصيدي‏.‏
أنا ونزار
‏وهل الشعر الآن يدر دخلا؟
‏نعم‏!‏ وأنا ونزار وآخرون أعطانا الشعر كما أعطيناه‏,‏ وفي رأيي الشعر أعطاني الكثير أكثر من الصحافة‏.‏
‏وهل الصحافة أسهمت في نجاحك كشاعر؟
‏‏ ربما يكون شعري هو الذي روج لي كصحفي‏,‏ الحقيقة لا أعرف أيهما الذي روج للآخر‏,‏ لكن الصحافة كانت بمثابة نافذة‏,‏ ونافذة مهمة وضرورية‏.‏
الانبهار الأعمي
‏وكيف تري حالة الشعر العربي الآن؟
‏يمر بمحنة‏!‏ فعملية التغريب والنقل من الغرب ومن الثقافات الأخري لابد أن تكون بحساب‏,‏ فأنا ضد أن تأكل الثقافات بعضها بعضا‏,‏ وهذه كارثة العولمة‏,‏ لأن الثقافات الكبري تلتهم الثقافات الأصغر حجما منها تماما مثل مملكة السمك‏.‏وما حدث لدينا هو أن البعض انبهر بالغرب‏,‏ وهو انبهار أعمي يختلف عن الانبهار الواعي الذي يوضح لك الطريق ويحدد لك الرؤية وليس الانبهار الذي يحجب عنك الرؤية والذي تجسد في أمرين أولهما عملية النقل الأعمي للنموذج الغربي في قصيدة النثر‏,‏ والثاني رفض البعض لمنظومة الأديان فهم يهاجمون الدين بالحق والباطل ويهاجمونه في جوهره‏,‏ بينما لا يهاجمون المتطرف أو المتجاوز في طقوسه أو المظهرية والشكلية في الدين‏,‏ فالدين الصحيح واضح‏,‏ والدين الفاسد واضح أيضا‏.‏
مولود أنابيب‏!‏
ما رأيك في قصيدة النثر؟
‏أعتبرها مولود أنابيب‏,‏ وكانت أول محطة تغزوها هي لبنان ومنها انتقلت للشعر العربي‏,‏ ولكن هناك فرقا بين الشعر المصري والشعر اللبناني‏,‏ فأنت تتكلم عن قصيدة مصرية تجسد وطنا محافظا تحكمه تقاليد وأعراف‏..‏ وتتحدث عن شخصية مصرية تراكمية مرت بعصور مختلفة ونهلت من ثقافات كثيرة متنوعة‏.‏أما القصيدة اللبنانية فتجسد مجتمعا مفتوحا أكثر حرية‏,‏ والشخصية اللبنانية شخصية شاطئ‏,‏ وقصيدة النثر كانت ضد القومية العربية‏,‏ ضد العروبة‏,‏ وكان لها بعد سياسي وقد نشأت في منظومة خارج السياق‏,‏ لذا اتسمت بالتمرد علي الإيقاع وتقاليد الشعر العربي‏,‏ والتمرد علي منظومة الثقافة العربية‏.‏
التمرد والشر
‏وهل تري أن التمرد كله شر؟
بالعكس‏,‏ هناك نماذج أعتقد أنها حققت نجاحا وتكاد مواصفاتها تكون أقرب إلي ذوق القارئ العربي فهي ليست صادمة ولا تستخدم رمزا دينيا بصورة سيئة تحت مسمي الإبداع ولا تنتهك حرمة المتلقي‏.‏
هل أنت محارب أم شاعر؟
‏أنا مهمتي كشاعر أن أسعي للجمال والعدل وكل شيء جميل‏,‏ وقد كنت أقرب لقضايا الناس‏,‏ ولا أكتب من خلال سلطة‏.‏
‏متي أحسست برغبة في كتابة مقالات صحفية بشكل مستمر؟
بعد فترة السبعينيات‏.‏
‏ومتي انتقلت من القضايا الثقافية إلي القضايا العامة؟
في السنوات الخمس عشرة الأخيرة وحتي شعري بدأ يمتزج بالسياسة وابتعدت عن الرومانسيات‏,‏ وأنا من الذين كتبوا شعرا سياسيا عن القضية الفلسطينية وحرب الخليج وغزة‏.‏
غضب المسئولين
‏وهل تسبب مقالاتك مشكلات لك؟
‏ نعم‏,‏ أغضبت مسئولين كثيرين‏,‏ وكان يمكن أن تكون علاقتي بالسلطة أفضل لو لم أكن أكتب بهذه الطريقة‏.‏
‏هل أنت نادم علي ذلك؟
لست نادما‏,‏ لأنهم يكتشفون أنني علي حق بمجرد تقويمهم للأمور‏,‏ كما أنني أري أن هناك جدوي وصدي لما أكتبه‏..‏ وعلي الأقل يكفيني أن ضميري مستريح‏!‏
حالة انفلات
‏ما تقويمك لحرية الصحافة الآن؟
‏هناك حالة انفلات في الإعلام بكل وسائله‏,‏ فلا يوجد شيء اسمه حرية مطلقة فالكاتب هو الذي يصنعها‏,‏ ولا تمنح له‏.‏
‏وكيف تختل هذه المنظومة؟
‏عندما لا يوجد هدف‏,‏ وإذا دخلت الحسابات بين الكاتب وقلمه‏,‏ وأنا أقول إن مصر اخترقت إعلاميا‏,‏ والخطأ الأساسي أن الدولة تعلم وتسكت‏,‏ فهي تعلم مصادر التمويل الخارجي والداخلي‏,‏ وذات مرت قلت لأحد الوزراء إن الوزراء أفسدوا عددا كبيرا من الصحفيين‏!‏ فهناك إفساد داخلي من السلطة والإعلام مستهدف لأنه هو القوة الفاعلة وليس الأحزاب أو السلطة أو الثقافة‏.‏كما أن هناك إفسادا من رجال الأعمال ومن الأجهزة المختلفة‏,‏ وفي ظل هذه المنظومة لم يكتف البعض فبدأ يمد يده لعروض أكثر ثراء من الخارج‏.‏أنا مع حرية الصحافة لكنني كاتب لي موقف ولا يمكن أن نقبل التجاوزات في البيت الصحفي‏.‏
الفضائيات
‏لماذا رفضت تقديم برنامج في التليفزيون المصري واتجهت إلي الفضائيات؟
‏هذه ليست المرة الأولي التي يعرض علي فيها تقديم برنامج سواء من التليفزيون المصري أو الفضائيات‏,‏ ولا يعنيني الأجر المعروض‏,‏ وحتي الآن التجربة مجدية ولها تأثير خاصة بعد حلقة العلاج علي نفقة الدولة‏,‏ فالحشد القوي نجح في توصيل الفكرة وتحقيق نتائج أفضل‏,‏ كما أنني أريد أن أقدم في برنامجي نموذج الحوار المتوازن‏,‏ فبعد أحداث مباراة الجزائر اتخذت موقفا ولو كان هناك برنامج أقدمه وقتها لتغير الوضع وسط هذه المهزلة‏,‏ لكنني قدمت موقفي من خلال الشعر‏.‏
تفسير القرآن
‏ما حكاية تفسيرك للقرآن الكريم؟
ليس تفسيرا للقرآن‏,‏ لكنني تمنيت تقديم تفسير جمالي لقراءة القرآن وبعض الآيات الكريمة بها إعجاز لغوي وجمالي‏.‏
‏وهل أنت خائف من هذه التجربة؟
نعم‏,‏ فمنذ عشرين عاما فكرت في كتابة قصيدة تصورت فيها عودة ثلاثة أنبياء إلي الدنيا هم موسي وعيسي ومحمد عليهم السلام‏,‏ وأنهم يرون ما فعله أقوامهم‏,‏ وبدأت كتابة أربعة أو خمسة أبيات ثم ارتبكت‏,‏ ولم أستكملها إلا بعد سنة‏.‏
‏هل تتمني أن تكون وزير ثقافة؟
‏ أتمني أن أظل فاروق جويدة‏!‏
‏هل تري أنه يجب اختيار وزراء الثقافة من الوسط الثقافي؟‏!‏
بالطبع فهناك وزراء أمثال عبدالمنعم الصاوي ويوسف السباعي وثروت عكاشة‏,‏ لكن لم يبق وزير في منصبه دون مبرر‏25‏ سنة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.