أوصى المؤتمر الدولى الرابع للسياحة المسئولة فى الوجهات السياحية الذى استضافته عُمان أخيراً بوضع الأطر القانونية وتفعيل تطبيقها ومراقبة الالتزام بها لضمان حماية الإرث الطبيعى والثقافى مع العمل على ترشيد استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه والوقود الأحفورى والعمل على توفير بدائل أنظف باقتصاديات مناسبة. وأكد المؤتمر الذى حمل شعار «المناطق الطبيعية فى سلطنة عمان» ضرورة تفهم واحترام وتقدير التراث المادى وغير المادى وعادات المجتمعات المحلية والتراث الثقافى لها، وأن يتم الاهتمام بهذا التراث وتسويقه بمسئولية، إضافة إلى ضرورة تشجيع جميع الجهات المعنية والأخذ فى الاعتبار أهمية الإدارة المستنيرة للموارد المحلية كأداة لتوسيع نطاق استفادة المجتمع المحلى من السياحة. وأوصى المؤتمر بعد ثلاثة أيام من تقديم عشرات أوراق العمل على أهمية التسويق والإدارة المسئولة بالوجهات السياحية والتأكيد على استخدام التسويق بالنمط الذى يضمن استقطاب السياح الذين يقدرون ويحترمون المجتمعات المحلية والإرث الطبيعى والثقافى وأهمية قيام مؤسسات الإدارة بالعمل على تحقيق ما تم تسويقه. ومن بين أوراق العمل المقدمة فى اليوم الأخير من المؤتمر ورقة قدمها لويد جى كابرينى من منظمة السياحة العالمية بحثت فى العلاقة بين السياحة والبيئة. وقدم دافيد أوين من برنامج الأممالمتحدة للبيئة ورقة عن برنامج الشراكة نحو السياحة المستدامة، فى حين ركزت ورقة أخرى على الرؤية المستقبلية للسياحة فى ظل تناقص إنتاج النفط، وبحثت ورقة هنرى فيرهار من شركة فيليبس العالمية فى دور التكنولوجيا فى الحفاظ على الطاقة وتوفيرها. كما تناولت مجموعة من أوراق العمل عدداً من الموضوعات من بينها دور السياحة فى الحفاظ على التنوع الإحيائى، وأهم المعطيات لتحقيق التنافسية فى الوجهات السياحية، والسياحة الإيكولوجية كنموذج لتحقيق السياحة المستدامة، ودور الحكومة فى تحقيق السياحة المسئولة، وتجربة السياحة البيئية فى رأس الجنز. أشار المدير الإقليمى للشرق الأوسط لمنظمة السياحة العالمية عمرو عبد الغفار إلى أن الحركة السياحية بالمنطقة تشهد نمواً إيجابياً خلال الفترة المقبلة خصوصاً فى بعض المقاصد السياحية التى تعتمد على السياحة الأوروبية، مشيراً إلى أن هذا النمو قد يصل بمعدلات عشرية خلال العام الحالى والعام المقبل. وشدد عبد الغفار على أن السياحة المستدامة تواجه العديد من التحديات منها التخطيط السليم للتنمية السياحية لضمان استدامتها خصوصاً موضوع الموارد البشرية كون السياحة مصدر عمل وصناعة خدمات، وبالتالى يجب الاهتمام بالعامل البشرى.