العيون واسعة سعة أفق لا أعرف مداه عسلية اللون مقتحمة، لكن بخفر ودلال .. أهداب كمظلة تقى من أفاعيل الفصول.. أنفها كأنف نفرتيتى لا فرق ..الشعر متماوج كموج بحر يتهادى بانسياب، لكن لونه قريب من وهج النار.. الصوت هامس همس النسيم وهو يتخلل أغصان الشجر.. طويلة القامة مشدودة القوام ..لاشىء فيها ليس فى موضعه .. فاتنة دون إعلان.. دون صخب .. لم أرها قط فى حياتى ولو صدفة .. معى هى الآن ولا أعرف كيف !.. أبوح لها بالمكنون ..تسألنى وأجيب .. يلامس كتفى كتفها سهواً فأشعر أن دماءنا واحدة ..الوقت لا أشعر به ..لا أنظر ولا أفكر إن كنا صباحاً فأتى المساء أم كنا مساء فغمرنا الصباح ..أرى نفسى فى عيونها الجميلة أختبئ و أغزو وأسافر وأرتاح ..اكتمال لا يترجم.. فلا أود غير أن تبقى معى ولا أفعل شيئا سوى أن أرانى فى عيونها ..قلبى يموج لها بحب كبير نقى ملأ الجوانح فاهتزت له أرجاء نفسى المتمردة وأعلنت التسليم .. من متى؟ كيف أتى ؟ نشوة لا توصف ..وهى كذلك .. أنظر ..أتأمل .. أهيم .. سعيدة هى بى .. وأنا بالطبع أكثر.. صفاؤها صفاء در فى الأصداف ..عبيرها يلفنى .. يغمرنى بما لا يمكن حصره .. وصفه.. دنوت لأرى شامة عند زاوية شفتيها الجميلة كانت بالضبط كما قال الشاعر نقطة عنبر فى بحر مرمر..هممت بلمسها .. تلاشت .. لم أجدها...المكان خال ..لا أحد ..أين هى ؟!..تبددت ؟ أطارت شعاعا ؟ بحثت كالمجنون الثمل ..أحلما كان ؟ ماله كالحقيقة ؟! لكن كيف وأنا أتذكر ملامح وجهها ..نظرة الحب فى عينيها ..ملامسة كتفى لها.. ابتسامة ثغرها .. بياض أسنانها.. صدى همسها وحديثها.. خصلة الشعر الهاوية على جانب وجهها.. حلاوة أنفاسها.. لون ردائها.. هى ..ليست معى.. ليست بشراً!