قال السفير محمد إسماعيل إن المشير أحمد إسماعيل كان بطلا بالفعل، مستشهدا بموقف حدث بينه وبين أبيه قائلا: "حين عين الرئيس السادات أبى وزيرا للحربية، عاد أبى للمنزل وتحدث لى ولأمى وعرض علينا الأمر ليأخذ رأينا، فوجدنى قلقا وغير موافق على قبوله المنصب نظرا لحالة اليأس التى كانت تملأ المصريين وقتها، فكان رده البسيط: "لماذا أنت قلق، فأنا أفضل الموت فى وسط عساكرى وأولادى عن الموت على سريرى". وأكد محمد إسماعيل أن والده كان متأكدا من النصر، برغم أنه كان مقتنعا بأن الجيش لم يأخذ حقه فى الاستعداد لإسرائيل، وإذا أخذ فرصة أكثر كان سيؤدى أداء أفضل وكان أصبح النصر مضاعفا، وقال: "تأكد أبى من النصر الذى كان نتيجة للإعداد الجيد والخطة السليمة والإيمان بالله". وعن مدى معرفة الأجيال الجديدة بالمشير أحمد إسماعيل قال المؤرخ محمد الجوادى، إن ذلك يعود لطبيعة الشخصية، فالإنسان نفسه هو الذى يخلق الصورة الذهنية والنمطية عنه وتظل باقية ومرتبطة به بعد مماته، هناك شخصيات تصنع مظاهر لترسيخ أنفسهم لدى الآخرين، لكن هناك عظمة أفضل من ذلك، وهى التى كان يتبعها المشير أحمد إسماعيل أن يقدم أفعالا وانتصارات دون عمل أى دعاية وشهرة لكن الشعوب لا تأخذ إلا بالمظاهر. وأَضاف الجوادى "أصدرت كتاب بعنوان "مايسترو العبور" عن المشير أحمد إسماعيل عام 1980، واقتبست كلمة مايسترو من الألفاظ الإنجليزية، لكن حين طبعت الطبعة الثالثة من الكتاب، أطلقت عليه "صانع النصر"، لأن كلمة مايسترو لا تليق بالمشير أحمد إسماعيل وبطولاته". وبالنسبة لثقة الرئيس السادات بالمشير إسماعيل وبعض الأقاويل التى تقول إنه لم يكن كفء واختياره لوزارة الحربية جاء بسبب علاقته الطبية مع السادات قال الجوادى "المشير أحمد إسماعيل كان على كفاءة وذكاء عال استمده من خلال عمله فى جهاز المخابرات، فاستطاع دراسة معلومات مهمة جدا وطرقا سرية جديدة، استغلها فى خدع الحرب، وتبنى ما كان يحدث فى المخابرات لتطبق فى ساحة المعركة، وهذا ما دفع الرئيس السادات لاختيار المشير إسماعيل للوزارة، لأنه يعلم ماذا سيفعل وما هى أفكاره وخطته بسبب عمله فى جهاز المخابرات قبل توليه وزارة الحربية، فالسادات لم يختر أحدا، نظرا لعلاقته به وقت الحرب، ربما يكون فعل ذلك قبل الحرب بسنوات أو بعدها، إنما فى أوقات الحرب العصيبة لم يفكر السادات إطلاقا فى العلاقات وكان هدفه الحرب والنصر بأى طريقة". وأضاف على ذلك نجل إسماعيل بأن والده كان يقول له دائما أنه رسخ فكرة هامة جدا بين قوات الجيش، وهى أنه حين تؤمر فقاتل دون أى نقاش أو مفاوضات، وكان يقول دائما لقوات الجيش يجب أن نحارب بما لدينا وفى إطار الحدود المتاحة والإمكانيات المحدودة، والنصر من عند الله، "فرسخ أبى مبدأ الطاعة دون مناقشة للوصول للنصر، وكانت فكرته أن نحارب بما هو متاح والنصر من الله". ثم تحدثت الدكتورة نرمين، نجلة المشير إسماعيل، حول فخرها واعتزازها بوالدها، قائلة: "والدى رجل عظيم فى كل شىء وعلى كل الاتجاهات كأب وكإنسان، وأشعر بالفخر دائما حين أكون فى مكان وأقول أنا ابنة المشير أحمد إسماعيل، ولكن ما يحزننى أن الأجيال الجديدة لا تعرف المشير أحمد إسماعيل فكثير منهم لا يعرف ماذا فعل، وذلك لسببين أولا لكونه صامتا يفعل دون أن يتحدث أو يظهر فى الإعلام، ثانيا وفاته بعد الحرب بعام واحد جعلت الأجيال تنسى المشير إسماعيل وبطولاته، فواجبنا تذكير الجميع به لأنه مثل أعلى يحتذى به فى كل شىء".