3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    الدولار ب50.56 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 16-6-2025    خلال عودته من الديوان العام للاستراحة.. المحافظ يتجول بدراجة هوائية بشوارع قنا    ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين بعد انتشال جثتين من موقع سقوط صاروخ إيراني بمدينة بات يام    الأمن الإيراني يطارد سيارة تابعة للموساد الإسرائيلي وسط إطلاق نار| فيديو    الآن.. ارتفاع عدد القتلى في إسرائيل بعد الهجوم الإيراني الجديد    بعد نهاية الجولة الأولى| ترتيب مجموعة الأهلي بكأس العالم للأندية    مفاجآت في تشكيل السعودية ضد هايتي بكأس كونكاكاف الذهبية 2025    لحظة انتشال الضحايا من أسفل مدخنة مصنع طوب بالصف (فيديو)    ننشر حالة الطقس اليوم الاثنين ودرجات الحرارة المتوقعة بالمحافظات    مراجعة اللغة الفرنسية الصف الثالث الثانوي 2025 الجزء الثاني «PDF»    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    مجموعة الأهلي - بورتو وبالميراس يتعادلان في مباراة رائعة    "بعد لقطة إنتر ميامي".. هل يلقى حسين الشحات نفس مصير محمد شريف مع الأهلي؟    كأس العالم للأندية.. الأهلي يحافظ على الصدارة بعد تعادل بورتو أمام بالميراس    أحمد سعد يشعل حفل الجامعة الأمريكية، ويحيي الأوائل    ترامب: سنواصل دعم إسرائيل للدفاع عن نفسها    زيادة جديدة ب 400 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الإثنين بالصاغة وعيار 21 الآن بالمصنعية    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأثنين 16 يونيو 2025    صرف الخبز البلدي المدعم للمصطافين في عدد من المحافظات    الأكل بايت من الفرح.. إصابة سيدة وأبنائها الثلاثة بتسمم غذائي في قنا    وفاة تلميذ متأثرًا بإصابته بلدغة ثعبان في قنا    إيران.. الدفاعات الجوية تسقط مسيرات إسرائيلية في مناطق مختلفة من البلاد    نشوة البداية وخيبة النهاية.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستعاني منه تل أبيب إذا نفذت إيران خطتها    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    رجال الأعمال المصريين الأفارقة تطلق أكبر خريطة استثمارية شاملة لدعم التعاون الاقتصادي مع إفريقيا    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني محافظة القاهرة.. فور ظهورها    رصاص في قلب الليل.. أسرار مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    ملخص وأهداف مباراة بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد فى كأس العالم للأندية    مباريات كأس العالم للأندية اليوم الإثنين والقنوات الناقلة    وزير الثقافة يشيد ب"كارمن": معالجة جريئة ورؤية فنية راقية    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    يسرا: «فراق أمي قاطع فيّا لحد النهارده».. وزوجها يبكي صالح سليم (فيديو)    علاقة مهمة ستنشئ قريبًا.. توقعات برج العقرب اليوم 16 يونيو    حدث بالفن | وفاة نجل صلاح الشرنوبي وموقف محرج ل باسكال مشعلاني والفنانين في مباراة الأهلي    رياضة ½ الليل| الأهلي يفسخ عقد لاعبه.. غرامة تريزيجيه.. عودة إمام عاشور.. والاستعانة بخبير أجنبي    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    غرفة الصناعات المعدنية: من الوارد خفض إمدادات الغاز لمصانع الحديد (فيديو)    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشير أبوغزالة هدد بتنفيذ انقلاب عسكري علي السادات ثم تراجع في اللحظة الأخيرة
أيمن شرف يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 16 - 12 - 2009

· أسرار علاقة الأردني سالم رحال برجال السادات التي أزعجت أمن الدولة وصادرت مذكرات القاضي عبدالغفار
· السادات أطاح بالفريق سعد الدين الشاذلي عندما استمع إلي شريط تنصت قال فيه: علينا أن نسجنه حتي تنتهي المعركة
· سامي شرف قدم شهادة بأن أبو غزالة هدد بالانقلاب علي السادات.. فلماذا سكت الرئيس.. بل وعينه وزيرا للدفاع قبل اغتياله بعام واحد
· الرئيس مبارك أرسل برقية تعزية لأسرة القاضي عبدالغفار.. وبعد ساعات كانت قوة من أمن الدولة تقتحم منزله وتصادر جميع أورقه
ليس السؤال من قتل السادات في 6 أكتوبر 1981، فالجناة معروفون.. اعتقلوا وحوكموا ونفذت فيهم الأحكام.. إنما السؤال عن الشبهات التي مازالت قائمة إلي اليوم.. لم يبددها أحد. السؤال عن التقصير والإهمال في حماية الرئيس الراحل.. وعن تحميل المسئولية للمقصرين ومعاقبتهم.. وعن المستفيدين من الاغتيال.. مازالت الأسئلة حتي اليوم مشرعة في الهواء، لا تنتظر مؤرخا يجمع الوثائق والأوراق المبعثرة ليعيد ترتيبها فيحل اللغز، بل تنتظر توضيحات ممن تحوم حولهم الشبهات!
المشهد الأول
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر كان لدي بعض عناصر النخبة السياسية الحاكمة وقتها تحفظات علي اختيار نائبه أنور السادات رئيسا، تحدث عنها سامي شرف وزير شئون الرئاسة أو مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في كتابه (سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر) - الفصل الرابع عشر "الرحيل وترتيبات الخلافة"، واقترح بعضهم أن يتولي السادات ما تبقي من فترة رئاسة عبد الناصر كرئيس مؤقت، وتمخض الجدل في النهاية عن ترجيح كفة ما سموه "الشرعية".. إجراء استفتاء علي اسم نائب الرئيس محمد أنور السادات لتولي المنصب، حتي يكون رئيسا كامل الصلاحيات قائدا أعلي للقوات المسلحة قادرا علي اتخاذ قرار الحرب حسب تعبير الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية وقتها، لكن الملفت في عرض سامي شرف لتلك القضية هو ما أورده في صفحة 688 من كتابه، يقول: "في 29 سبتمبر 1970 حوالي الساعة الثامنة مساء دخل إلي مكتبي محمد المصري وأحمد شهيب وأبلغاني أن بدر حميد بدر - أحد الضباط الأحرار في سلاح المدفعية - قد أبلغ أحمد شهيب رسالة نقلا عن العقيد محمد عبدالحليم أبوغزالة رئيس أركان المدفعية لتبلغ إلي سامي شرف، وكان مفاد الرسالة أنه إذا تم اختيار أنور السادات رئيسا للجمهورية سيقوم بعمل انقلاب.. وكان ردي علي هذه الرسالة أن الشرعية هي التي ستسود، وأن علي القوات المسلحة واجبات أخري عليها أن تهتم بها وتترك الأمور السياسية للمؤسسات المعنية المسئولة، ولم يصلني أي تعقيب علي ردي هذا بعد ذلك".
الكتاب نشر في 2006، ولم يتوقف أحد - علي حد علمي عند تلك العبارة - فلماذا تأخرت كل تلك السنوات؟ وعندما ظهرت لماذا لم يتوقف أحد ليتثبت من مدي صحتها، فالرسالة - إن صحت - تعني أن العقيد محمد عبد الحليم أبوغزالة - الذي عينه السادات وزيرا للدفاع عام 1981 ثم رقي لاحقا إلي رتبة المشير بعد الاغتيال عام 1982 - كان يرفض جملة وتفصيلا تولي السادات رئاسة مصر، وربما أنه لم يكن وحده الذي يكن هذا الرفض.
والمعلومة لم تصل بالتأكيد إلي السادات، وإلا ما عين أبو غزالة وزيرا للدفاع، فالسادات - علي سبيل المثال- قرر إعفاء الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة من منصبه أثناء حرب أكتوبر، وتسفيره بالسيارة إلي ليبيا في 12 ديسمبر 1973، ومنها إلي لندن بالطائرة ليعين سفيرا لمصر لدي بريطانيا، عندما علم بحوار تليفوني بين سعد الدين الشاذلي ووزير الدفاع وقتها المشير أحمد إسماعيل حول الثغرة قال فيه الشاذلي: "هذا الرجل - يقصد السادات - ليس عسكريا محترفا، وسيفسد علينا الحرب، علينا أن نحبسه عدة أيام ننهي فيها المعركة، وبعدها نخرجه"، لكن محتوي الحوار بلغ السادات.
تري هل ظل هذا الرفض كما هو أم تغير؟ أم أن أبوغزالة ازداد حنقا علي السادات في مرحلة التفاوض بعد الحرب واتفاقية السلام مع إسرائيل؟
المشهد الثاني
أثناء مفاوضات فض الاشتباك بين القوات المصرية والإسرائيلية في سيناء في نوفمبر 1973 ورد للمرة الأولي حديث عن إمكانية اغتيال السادات.. حسب مذكرات وزير الخارجية الأمريكي وقتها هنري كيسنجر.. تساءلت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير: ماذا يضمن لي الوضع لو أن الرئيس السادات اغتيل برصاصة؟، وبسرعة رد كيسنجر: نحن لا نتحدث عن مجرد فصل للقوات، وإنما نحن بصدد استراتيجية واسعة للسلام، وخروج السوفييت من المنطقة، ودخول الأمريكان إلي مصر، سيكون الأمريكان علي الأرض، السادات سيتبع سياسة منفتحة علي الغرب، وستكون مهمتنا إعداد طبقة سياسية واقتصادية في مصر ترتبط مصالحها بنا تماما.
ربما كان تساؤل جولدا مائير عفو الخاطر، أو نابعا من إحساس دفين بأن السادات قد يتعرض لمحاولة اغتيال إن هو قدم تنازلات لا يرضي عنها العسكريون، أو حتي مجتمعه المصري، وهو ما حدث بالفعل، فقد لقيت اتفاقية السلام فيما بعد معارضة شرسة من النخبة السياسية المصرية، داخل النظام وخارجه، واستقال وزيرا خارجية، وأخفي الفريق عبد الغني الجمسي غضبه ودموعه حين وافق السادات علي وجود عدد محدود للغاية من الدبابات والأسلحة الثقيلة في سيناء.
المشهد الثالث
د. محمود جامع أحد المقربين من الرئيس الراحل أنور السادات تحدث عن خلاف شديد بين السادات ونائبه مبارك قبل اغتيال السادات بأيام، وصفه مستخدما تعبير "خناقة" عقب عودة مبارك من زيارة لأمريكا في أول أكتوبر 1973، يقول عنها أشرف غربال سفير مصر في واشنطن وقتها أنه حضر جميع مقابلاتها عدا مقابلة المخابرات المركزية..
محمود جامع أرجع الخلاف إلي "تعيين السادات لمنصور حسن وزير دولة لشئون الرئاسة بالقرار رقم 119 والذي يقضي بعرض كل الأوراق الرسمية الخاصة برئاسة الجمهورية علي منصور حسن" بما يعني انتقاصا من مهام النائب، و"في البداية رفض اللواء مهندس سعد شعبان سكرتير مبارك ذلك، لكن مبارك اضطر للرضوخ في النهاية.. وتم تغييبه عمدا عن جميع المقابلات الرسمية التي كان يحضرها منصور حسن في بيت السادات".
ويواصل محمود جامع شهادته "نشرت صحف أمريكية ولبنانية تحقيقات عن أن منصور حسن هو الرجل القادم، وعندما التقي السادات بقيادات الجيش واجه غضبا شديدا ولوما لأنه استبعد مبارك، فاضطر إلي إعادته وذهب له في بيته لكي يطيب خاطره، بعد أن ترك مبارك مكتبه واعتكف في منزله، وأصر علي ألا يعود إلا بعد إقالة منصور حسن فأقاله السادات في نفس الجلسة".
أي أن السادات - والكلام مازال لمحمود جامع - "أعاد مبارك واسترضاه خوفا من الجيش لأن مبارك كان الرجل الذي انفرد بالترقيات والعلاوات وصنع لنفسه رجالا وخلصاء داخله.. لكن السادات جهز قبل العرض العسكري بثلاثة أيام قرار إقالة مبارك وتعيين كمال حسن علي بدلا منه، عقب عودة مبارك من واشنطن والخناقة بينه وبين السادات".
المشهد الرابع
عقب اغتيال السادات حرص ابن أخيه عصمت السادات علي الحصول علي أشرطة الفيديو التي تصور مقابلات السادات في الفترة السابقة لاغتياله، وأعطته همت مصطفي عددا منها، لكنها - حسب عصمت السادات- رفضت أن تعطيه شريط الفيديو الخاص بلقاء السادات مع مبارك بعد عودته من أمريكا.. وقالت "ابعد عني انت هتتسبب في أذيتي".. وهنا يشير عصمت إلي ما ذكره محمود جامع عن "الخناقة" بين مبارك والسادات، ويؤكد أن المسئولين المباشرين عن التقصير في حماية الرئيس السادات من الاغتيال لم يحاسبوا، "فالجناة اعترفوا أن الذي أعطاهم إبر ضرب النار هو اللواء (كان وقتها برتبة مقدم) ممدوح أبوجبل، أي أنه أصلا متهم لكنه أصبح شاهد إثبات وجاء في حراسة المخابرات ومشي واختفي ولا أحد يعرف أين ذهب"، بالإضافة إلي "قائد الحرس الخاص للسادات الذي أصبح لاحقا عضوا بمجلس الشوري.. وقائد الحرس الجمهوري الذي عين مديرا للكلية الحربية.. وقائد طابور عرض المدفعية وقائد المنطقة المركزية ومدير المخابرات ثم وزير الدفاع الذي رقي لاحقا إلي درجة مشير".
وأخيرا يشدد عصمت السادات علي ما تعنيه عبارة وردت في التحقيقات منسوبة إلي القاتل خالد الإسلامبولي.. يقول لمبارك "إحنا مش عاوزينك انت.. إحنا عاوزينه هوه".
المشهد الخامس والأحدث
توفي مؤخرا المستشار عبد الغفار محمد قاضي قضية تنظيم "الجهاد الكبري" ، وأثار الحوار - الذي أجرته معه المصري اليوم عام 2007 ولم تنشره إلا بعد وفاته - كثيرا من علامات الاستفهام، لكن ما حدث بعد نشر الحوار بساعات كان أكثر إثارة..
في أول أيام العيد الجمعة 27 نوفمبر وقبل توزيع الصحيفة في اليوم التالي ألقت مباحث أمن الدولة القبض علي المهندس محمد عبدالغفار نجل المستشار الوحيد وصادرت مكتبة والده بالكامل، وبعد عرض الأوراق والكتب والملفات علي لجنة فنية استمرت في فحص الكتب والأوراق والملفات 24 ساعة، اكتشفت أن مذكرات المستشار غير موجودة ضمن المضبوطات، ولاحظت اللجنة أن المستشار الراحل وضع علامات علي بعض الأوراق للاستشهاد بها في توثيق معلومات حول جماعة الجهاد، فعاودت قوة من مباحث أمن الدولة تفتيش المنزل يوم الإثنين 30 نوفمبر، وأخيرا تم الإفصاح عن مكانها وتسليمها إلي قوة التفتيش.. ملف يحتوي علي مذكرات المستشار تحوي 1300 صفحة بالإضافة إلي عدد من المستندات والوثائق المدعمة والدالة علي المذكرات وعددها 2720 وثيقة. وأفرجت مباحث أمن الدولة عن المهندس محمد عبد الغفار بعد التنبيه عليه بعدم التحدث عن أي من أسرار والده لوسائل الإعلام.
فماذا كان في تلك المذكرات، وما وجه الخطورة فيها إلي حد أن تسارع مباحث أمن الدولة بمصادرتها، المذكرات شملت عدة فصول أهمها - حسب مصادر خاصة - هي الفصل الثالث وعنوانه "بداية تنظيم الجهاد في مصر"، تحدث فيه المستشار عبد الغفار محمد عن تاريخ التنظيم منذ نشأته في مصر عام 1979 علي يد محمد سالم رحال القادم من الأردن، وعن الجهات والدول الممولة للتنظيم منذ البداية، وفقا لاعترافات سالم رحال أمام النيابة، واعترافات محمد عبد السلام فرج رئيس التنظيم واللذين نشرا فكر الجهاد في مصر حتي اغتيال السادات في أكتوبر 1981، ويشير كاتب المذكرات إلي أن تعاون جهات حكومية وشخصيات علي مستوي رفيع مع رحال - سواء بقصد أو بدون قصد - ساهم في نجاح خطته، وهو ما ورد أيضا في أوراق التحقيقات أمام النيابة، وتشير المذكرات إلي أن سالم رحال تلقي ما بين عامي 1979 و1980 نحو 25 مليون جنيه من إحدي الدول العربية، أنفقها علي تنظيم لا يتعدي عدد أفراده ثلاثة آلاف شخص وعلي المساعدين والموالين من الحكومة وعلي جمع السلاح والذي كان جزء كبير منه مهربا من الجيش والشرطة، بمساعدة موظفين كبار، وساعد سخاء سالم رحال المالي محمد عبد السلام فرج علي استقطاب عدد كبير من الشباب في وقت قياسي واستقطاب موظفين كبار كانوا يمدونهم بالمعلومات التي كانوا يحتاجونها، وأيضا كانت هذه الشخصيات الكبيرة ترعاهم من بعيد وتحذرهم وقت الخطر.
الفصل السادس "الجماعة والتنظيم والقوي الخارجية" تحدث خلاله المستشار عن دور بعض الدول العربية في دعم التنظيم ماديا ومعنويا وفكريا وإمداده بالسلاح لتنفيذ مخطط وضع خارج الحدود، وشهادات عدد كبير من أفراد التنظيم حول دور هذه الدول في نجاح مخطط الجماعة باغتيال الرئيس السادات وأيضا شهادات أفراد التنظيم التي تم حجبها أثناء التحقيقات حول تورط شخصيات كبيرة في الدولة في مساعدة التنظيم وأيضا سفراء دولتين عربيتين كان لهم دور ملحوظ في دعم الجماعة ودور إسرائيل منفردا في إسقاط الجماعة عقب عملية الإغتيال وإعدامهم.
في الفصل السابع "أحكام القضاء وقضاء القدر" تحدث فيه عن الأحكام التي صدرت عقب خروجه للمعاش ضد أعضاء التنظيمات والجماعات الإسلامية وما حملته من قسوة في التنفيذ وفساد في الاستدلال والتحقيقات وطمس للحقائق وعن إعدام خالد الإسلامبولي ودور دول عربية وإسرائيل في إصدار الحكم ضده ومن معه والإشراف بشكل مباشر علي تنفيذه إلي أن تم ما أرادوا.
وفي الفصل الثامن "خلط الحقائق للوصول إلي المشانق" تحدث المستشار عن تعمد مباحث أمن الدولة خلط الأوراق وطمس الحقائق واختلاق الأحداث وإخفاء الجرائم الكبري والفساد الإداري والذي هو أهم بكثير من التفاصيل التي جاءت وعرضت في القضايا التي تم نظرها أمام القضاء، وأيضا الأحكام القضائية التي شابها الفساد وصدرت من رأس جهة ما داخل الدولة دون تحقيق أو محاكمة عادلة وتنفيذ هذه الأحكام ببشاعة، وعن فترة اعتقال أعضاء التنظيم وما صاحبها من ممارسات تعذيبية مثبتة من خلال شهادات الشهود في أوراق القضايا.
هامش من التساؤلات
أرسل الرئيس مبارك برقية تعازي لأسرة المستشار الراحل عقب وفاته، وأرسلت رئاسة الجمهورية برقية التعزية إلي منزل القاضي عقب نشر الأسرة نبأ الوفاة في وفيات الأهرام، وبعد نشر الحوار وقبل توزيعه اقتحمت قوة أمن الدولة منزله وصادرت مذكراته وأوراقه..
في الحوار أشار القاضي عبد الغفار محمد إشارة إيجابية إلي موقف الرئيس من القضية أكثر من مرة، وقال "لم تحدث تدخلات من أي جهة، حتي أن الرئيس مبارك كان في ألمانيا أثناء نظر القضية، وعند سؤاله حول عدم إيفاد مبعوث من رئاسة الجمهورية لاستقبالي بعد عودتي من رحلة العلاج في لندن، رد قائلاً: "لم أبعث بأحد حتي لا يقال إن هناك تدخلاً مني في أي شيء".. وبعد صدور الأحكام، اعترضت وزارة الداخلية، وطالبت باعتقال المتهمين، لكن الرئيس مبارك رفض ذلك، وأمر بتنفيذ الحكم وبالفعل نفذ وتم ترحيل المتهمين إلي سجون في أماكن إقامتهم".
عملية الاقتحام التي شاركت فيها قوة أمنية كبيرة مدعمة بالمدرعات توحي بتساؤلات، حتي أن عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق يؤكد أن مسئولين حاليين وسابقين يريدون إخفاء أي معلومات قد تدينهم في قضية اغتيال السادات سواء بالتوافق أو بالتقصير في حماية الرئيس الراحل، وأن المذكرات التي سعي الأمن لمصادرتها تتضمن في الأغلب أمورا تتعلق بهوية قاتلي السادات، وهل هم من أركان نظامه أم تورطت أجهزة استخبارات دولية مثل المخابرات الأمريكية أو "الموساد" الإسرائيلي في تصفيته.. فضلا عن الإجابة علي تساؤل مهم حول طبيعة الإجراءات الأمنية التي صاحبت حضور الرئيس الراحل للاستعراض العسكري في ذكري انتصارات أكتوبر، وكيفية اختراق خالد الاسلامبولي، منفذ العملية بالدخول ساحة العرض دون أن يعترضه الأمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.