كتبت سلمى الدمرداش - تصوير حازم عبد الصمد تعددت الآراء وتفرقت الأقاويل لكنها تجمعت حول حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها أن إدمان الموبايل أصبح أكثر أنواع الإدمان شيوعاً وانتشاراً، قد يكون الأكثر خطورة على المصريين لأنه لم يفرق بين طفل وشيخ، فالجميع ينظر إلى شاشات الموبايل فى ثبات خال من التوازن الوجدانى والعقلى، فقد زاد الكلام وقل الحديث زادت الوجوه الضاحكة وقلت القلوب الضاحكة.
لحظات كثيرة قد تكون شديدة الخصوصية لكن معظمنا لا يجد نفسه مستأنسا بأحد إلا بالموبايل، استشرى إدمان الموبايل ونخر فى عقولنا حتى أصبحنا مسخرين يسيرنا جهاز إلكترونى، نجرى خلف جرعته المتسربة من بطارية الشحن خوفاً من أن يفصل فجأة، وتجد نفسك وحيداً دونه فاقداً للسيطرة على أعصابك وقواك الذهنية.
وفى جولة بعدسة اليوم السابع داخل المنازل والشوارع والأماكن العامة بمصر، وفى صورة أكثر قرباً للعالم الموازى الذى أصبحنا نعيش فيه خلف الشاشات، رصدنا عدد من اللحظات التى تكشف ما فعله إدمان الموبايل بحياة المصريين.
الموبايل أثناء الصلاة
تبدأ اللحظة الأولى فى موقف قد يكون الأكثر خصوصية فى حياة كل إنسان، فهى لحظة اللقاء بين العبد وربه من خلال الصلاة، قد تكون صادمة هى تلك اللحظة التى تردد فيها التشهد وتلقى السلام على الملائكة، ثم تمسك بالموبايل سريعاً وأنت مازلت على سجادة الصلاة، أسئلة عديدة يطرحها هذا الموقف الذى تتلخص فى "هل أصبحنا عبيداً للموبايل؟"
جسدت السينما كثيراً مشاهد للرجل الذى يترك عمله بعد ان أصبح مدمناً للمخدرات، هذا ما عكسته اللحظة الثانية التى تحمل انتهاكاً من نوع آخر، وهو انتهاك القانون وحرمته قد يتعامل البعض مع الموقف على إنه عادياً، لكن إدمان الموبايل مثله مثل المخدرات منع الكثيرون عن العمل ما أدى إلى انتهاك هيبة مجلس النواب، وانتهاك حرمة العمل الذى جعله الله عز وجل أحد أشكال العبادة.
من لحظة لآخرى نكتشف أن شر البلية ما يضحك، نشتكى من الزحمة والمواصلات و ننسى أن نسأل "أنت شوفت الميكروباص وهو جاى؟!"، إن طرحنا هذا السؤال على المارة فى الشارع المصرى، فسنجد أن عدد كبير يحكى مأساته مع الازدحام مما يراه فى شاشات الموبايل، وقد يكون مر أمامه أكثر من مواصلة وهو "على وضعه" يأخذ جرعته من الموبايل.
أثناء انتظار المواصلات
تقترب عدسة اليوم السابع من حياة المصريين أكثر فأكثر لتجد أن المنازل التى يتحدث أفرادها عن الملل وحالات الإحباط والميل الدائم للعزلة، ما هم إلا حصاد إدمان الموبايل، قبل الحديث عن مشكلاتك الأسرية يجب ان تسأل نفسك أولاً "كم مرة منعك فيها الموبايل عن التواجد مع اخوانك او أسرتك؟"، بالتأكيد ستجد حلاً لمشكلتك فى إجابة هذا السؤال، ولا تندهش إن وجدت الجينات الوراثية تنتقل بالتبعية إلى أبنائكن وتسلبهم أحلى فترات طفولتهم بألعابها وتذويهم بعيداً داخل عالم افتراضى آخر تعرفوا عليه من خلال الشاشات. مشاهد عديدة قد يختلف أبطالها، لكن ملامح الوجوه الشاردة الفاقدة للسيطرة على الذات متشابهة حد الوجع، فهم فقط حصاد إدمان الموبايل.
الموبايل أثر على العلاقات الأسرية استخدام الموبايل أثناء اليوم