رغم وجود تعليمات وزارية بحظر استخدامه داخل المدارس، ظل «المحمول» بطل القصتين الأكثر إيلاما فى المدارس خلال الأشهر الماضية، فكان «شاهد العيان» فى قصة معلمى المدرسة الثانوية الذين كانوا يتناولون المخدرات داخل إحدى مدارس شبرا خلال العام الماضى، والتى ظلت حديث المجتمع لأسابيع طويلة، ثم حادثة الاغتصاب الأخيرة لتلميذ مدرسة مصر الجديدة، الذى قال إن زملاءه صوروا الواقعة بالموبايل. مدحت مسعد مدير مديرية التعليم بالقاهرة أكد ل«الشروق» أن هناك تعليمات وزارية تمنع استخدام الموبايل داخل المدارس، سواء للطلاب أو المعلمين، وإن هناك نشرات وقع عليها المعلمون تحذرهم من استخدام الموبايل أثناء اليوم الدراسى، وأن من يخالف هذه التعليمات يحول للشئون القانونية، لكنه حمّل مديرى المدارس مسئولية تطبيق هذه التعليمات. فيما أكد العديد من الطلاب استخدامهم لهواتفهم المحمولة داخل الفصول الدراسية وخلال الحصص الدراسية، فقال محمود حلمى الطالب بالصف الثانى بمدرسة الشهيد أحمد عبدالكريم الثانوية بالبدرشين إن إدارة المدرسة لم تحظر عليهم استخدام المحمول داخل المدرسة، وإنه يمكن استخدامه فى أى وقت طالما المدرس لم يمنع ذلك، قائلا: «ولو المدرس قال لنا ماحدش يرد على الموبايل بنرد من غير ما هوه ياخد باله»، وأضاف أن المدرس نفسه يرد على جميع المكالمات التى تأتى له أثناء وجوده فى الحصة دون أن يخرج خارج الفصل. وذكر محمود أن أكثر استخداماته للمحمول داخل المدرسة تتركز فى الاتفاق مع المعلمين على مواعيد الدروس الخصوصية، التى ينطلق إليها بعد انتهاء اليوم الدراسى، فقد يطلب المعلم تأجيل الحصة أو يطلب إبلاغ باقى الطلاب بأى تعليمات جديدة بشأن الدرس، ولا تكون هناك وسيلة غير المحمول لنتواصل معا، أما مكالمات الأهل فقليلة (حسب قوله). واستدرك زميله بأن أكثر استخدامات الطلاب للمحمول تتركز فى استخدامه لتصوير المواقف الطريفة والغريبة التى تحدث خلال اليوم الدراسى، ليمكن أن نتبادلها على موقع «الفيس بوك»، ومنها لقطات لطلاب منكبين على الاستذكار، واعتبرها رواد الفيس بوك لقطات طريفة وأخذوا يعلقون عليها، ويتبارون فى التقاط غيرها. واتفقت معه الطالبة بالصف الثالث الثانوى بمدرسة جمال عبدالناصر التجريبية هبة الله، مؤكدة أن استخدام المحمول طوال اليوم الدراسى أمر مقبول داخل المدرسة سواء استخدمه المعلمون أو الطالبات، لكننا نستخدمه سرا أثناء الحصة لأن المدرس لا يسمح بذلك، بينما يسمح المدرس لنفسه باستخدامه ويفضل بعضهم الخروج خارج الفصل وقتها للرد على المكالمة. ومن طرائف استخدام الموبايل فى المدرسة أن تتبادل الطالبات والمعلمون النغمات وبعض الصور ومقاطع الفيديو خلال الفسحة أو بين الحصص، وتقول هبة إن الموبايل أصبح من أساسيات الحياة التى لا يمكن الاستغناء عنها حتى المدرسة، فوالدها دائما ما يطمئن عليها من خلاله. وتباينت آراء المعلمين إزاء السماح باستخدام المحمول أثناء اليوم الدراسى، فمنهم من أكد أن إدارة المدرسة تشدد على منع استخدام الموبايل، فى حين قال البعض الآخر إن ذلك الأمر متاح ولا مشكلة فى استخدامه، فقال عمر مرسى المدرس بمدرسة السيدة نفيسة الإلكترونية بنات بالسيدة زينب إن مشكلات كثيرة تحدث بسبب استخدام الطالبات للموبايل داخل المدرسة، فعندما تتحدث فيه داخل الفصل يأخذه منها المعلم ليسلمه لإدارة المدرسة ويستدعى ولى الأمر لتسلمه، والذى يكون غاضبا ويقول: «بنتى بتكلم البيت هتكلم مين يعنى»، وأضاف أنه ينزعج كثيرا من رنين «الموبايلات» أثناء الحصة، وكثيرا ما تستأذنه الطالبة للرد على اعتبار أن والدتها هى المتصلة، وأنه يسمح لها بذلك ولكن بعد أن تخرج خارج الفصل، وكأن أمها لا تعلم أن الابنة فى يوم دراسى، قائلا: «أنا مش هامشى وراهم دول كبار فى ثانوى ومش هاراقب كل واحدة». «جوه الفصل محرمين الموبايل وممكن نسمح بيه فى الفسحة بس»، هذا ما أكده حاتم عبدالمنعم المدرس بمدرسة أحمد ماهر الثانوية بالسيدة زينب، مؤكدا أن إدارة المدرسة تشدد على منع الطلاب من استخدامه. وقال مجدى عطا جودة مدير مدرسة الملك الصالح الثانوية إنه شدد على الطلاب من خلال الإذاعة المدرسية واللافتات داخل المدرسة بعدم اصطحاب الموبايل للمدرسة، قائلا: «دلوقتى البنات والأولاد بيكلموا بعض بالموبايل واليوم الدراسى شغال»، وذكر أن العام الماضى اشتكت طالبة من سرقة هاتفها أثناء المجموعة المدرسية، وحاولت إدارة المدرسة التحقيق ولكن «الموبايل ضاع وخلاص هى بتجيبه معاها ليه»، مؤكدا أنه فى حالة استخدام أى طالب أو طالبة للموبايل أثناء اليوم الدراسى يتم أخذه واستدعاء ولى الأمر لتسلمه وكتابة تعهد بعدم تكرار ذلك مرة أخرى. وأكد محمد أحمد المدرس بمدرسة قلم شاه الإعدادية بنات بالفيوم أن الاخصائيات الاجتماعيات منعن استخدام البنات للموبايلات داخل المدرسة، قائلا: «التليفون اللى بيرن بيتاخد وبيستدعى ولى أمر الطالبة». «المدرسة تسمح باستخدام التليفون لكن أنا مانعة ابنى انه ياخده أصله مش رايح يتفسح أو رايح رحلة»، هذا ما قالته سلوى محمد والدة طالب بمدرسة الزهراء بمدينة نصر. وقالت ألفت أبوالسعود ولية أمر طالبة بمدرسة قصر الدوبارة التجريبية بقصر العينى إن المدرسة تمنع احضار الطالبات للموبايل، وأضافت: «لما بنتى أخدته فى يوم لعبت بيه وانشغلت عن الشرح والمدرسة أخدته منها وطلبتنى فى التليفون عشان اروح أخده». بينما أشارت ولية أمر تلميذة بالمرحلة الإعدادية بمدرسة هدى شعراوى بنات الى أن وجود الموبايل مع ابنتها أمر مهم بالنسبة لها، لأنه يمكنها من الاطمئنان عليها فى أى وقت.