أرسل الدكتور خالد حربى، أستاذ التراث العربى الإسلامى بجامعة الإسكندرية، رسالة إلى موقع "جريدة اليوم السابع" الإلكترونى، ينفى فيها التصريحات التى أدلى بها الباحث الدكتور يوسف زيدان ل"اليوم السابع" التى جاء فيها أن الشخص الذى قام بتقديم البلاغ ضده واتهمه بالتعدى على التراث الإسلامى هو الدكتور محمد خليفة السعداوى، حيث أكد حربى أن هذا الكلام ليس له أى أساس من الصحة، مشيرا إلى أن السعداوى لم يقترف أى ذنب حتى يقول زيدان عنه إنه شخص مجنون قضى فترة بأحد مستشفيات الأمراض العقلية، وأن السعداوى قام فقط بتأليف كتاب قارن فيه بين نشرة زيدان "مقالة فى النقرس" ونشرة حربى عن الموضوع نفسه. وقال: "كيف يخرج هذا البهتان العظيم وتلك الادعاءات من لسان شخص يدعى أنه باحث، وتعلم صغيرا فى مدارس "التربية" والتعليم؟ وهذه العبارات التى تعد سبًا وقذفًا علنيًا سيمثل قاذفها أمام القضاء، وبعيدة تماما عن الحقيقة، وتحمل بين طياتها كثيرا من الرغبات الدفينة عند د.زيدان لا يستشفها ولا يفهمها إلا متابع للموضوع منذ سنة 2005 وحتى الآن وهو الوسط العلمى المصرى والعربى كله، فضلا عن بعض الأوساط العلمية الغربية التى ترجمت لزيدان نشرته لكتاب "مقالة فى النقرس لأبى بكر الرازى إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية"، وهى محملة بخمسين خطأ رصدتها اللجنة العلمية المشكلة بأمر النائب العام المصرى، وعلى رأس هذه الأخطاء اتهام الرازى فى عقيدته وأخلاقه بدون دليل، ونقل هذا التصور المغلوط والظالم إلى العالم، واتفقت اللجنة المشكلة من المجلس الاعلى للثقافة على الأخطاء نفسها". وأضاف: "استرشدت اللجنة بكتاب صدر عام 2005 يحمل عنوان "تراثنا المخطوط بين العبث والجدية - دراسة نقدية مقارنة بين نشرة مكتبة الإسكندرية "يوسف زيدان" ونشرة خالد حربى لنقرس الرازى"تأليف الأستاذ الدكتور محمد خليفة السعداوى الذى وصفه د.زيدان بالجنون، لأنه عقد فى كتابه مقارنة بين نشرة د.خالد حربى ونشرة د.زيدان ومعاونيه لمخطوط مقالة فى النقرس للرازى، وانتهى السعداوى فى كتابه بأن نشرة يوسف زيدان وفريقه تعد فضيحة علمية عالمية بالمقارنة بنشرة خالد حربى، "وهذا الكتاب النقدى المحترم متداول بين السواد الأعظم من الوسط العلمى المصرى والعربى، إذ تعددت طبعاته بعد الطبعة الأولى سنة2005، ويبدو أن ذلك هو الذى دعا د.زيدان لرمى مؤلفه بالجنون، ولم يكشف عن اسمه - كما ذكر- إلا بعد خمس سنوات من صدور كتابه، مع أن الدكتور السعداوى وكتابه يتمتعان بشهرة علمية تفوق شهرة د.زيدان الإعلامية!". وأكد حربى على أنه صاحب البلاغ المقدم رقم 4796/2005 إدارى باب شرق الذى يتهم فيه زيدان بالتعدى على التراث الإسلامى وليس الدكتور محمد خليفة السعداوى كما صرح زيدان وقال: "وأريد أن يفهم القارئ مغزى ما ذكره د.زيدان حين قال:"إن الأمر من المضحكات خصوصا أن هؤلاء الذين كلفوا أنفسهم بالدفاع عن العالم العربى الإسلامى أبو بكر الرازى لم يقوموا هم أنفسهم يوما بتحقيق أى من كتبه ونشرها، ولكن عندما قام هو ومعه فريق عمل مكون من 120 فردا بكتابة نشرة عن الرازى بعنوان "مقالة فى النقرس" يقع فى خمسين صفحة، وصفته اللجان العلمية بأنه يمثل اعتداء على التراث الإسلامى المخطوط. وأضاف حربى أن تصريحات زيدان الخاصة بأن مقدم البلاغ لم يجر دراسة واحدة عن العالم أبو بكر الرازى، ليس له أى أساس من الصحة وقال: "أنا متخصص فى الرازى منذ حصولى على الماجستير سنة 1998 من جامعة الإسكندرية بامتياز عن رسالة بعنوان "أبو بكر الرازى ومكانته العلمية فى الطب مع تحقيق مخطوط المجربات وخزانة الأطباء"، كما درست الرازى من خلال 15 كتاب مخطوط فى الدكتوراة التى حصلت عليها بفضل الله بمرتبة الشرف الأولى عام2001، ونشرت منذ عام 1998 وحتى الآن خمسين كتابا تحمل بين طياتها ما يزيد عن عشرة آلاف صفحة فى التراث العربى الإسلامى المخطوط وعلوم الحضارة الاسلامية يبلغ نصيب الرازى منها عشرة كتب حصلت بها بفضل الله على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى، وجائزة الهيئة العامة لفصور الثقافة المصرية". وتابع: "منذ تسجيلى لدرجة الماجستير عام 1994 وأنا أعكف على تحقيق أول وأهم وأضخم موسوعة طبية فى تاريخ الإنسانية، ألا وهى موسوعة الحاوى فى الطب للرازى، ويبلغ عدد صفحاتها "9620"، وستصدر فى 60 جزءا، تقوم حاليا إحدى المؤسسات العربية بمشاركة إحدى دور النشر الأجنبية بإعداد أجزائها للنشر، وقد نمى إلى علمى أن د.يوسف زيدان سعى حثيثا فى السنتين الماضيتين لدى عدة دور نشر مصرية وعربية لمنع نشر هذه المسوعة بتحقيق خالد حربى، وذلك لأن موسوعة الحاوى فى الطب للرازى تحوى كشوفا علمية سوف تغير مسار تاريخ الطب الإنسانى كله، وقد نشرت بعضها، والبعض الآخر قيد النشر". وأشار حربى إلى أنه ممنوع من المشاركة فى مؤتمر المخطوطات السنوى الذى يعقد بمكتبة الإسكندرية بأمر من زيدان وذلك لعدة أسباب، يفندها حربى قائلا: "علم زيدان بصدور كتاب الدكتور السعداوى السالف قبل علمى، وتقدمت كمتخصص بخمس أبحاث للاشتراك فى مؤتمر المخطوطات الموقعة 26-28-4-2005، فرفضها د.زيدان على مدار شهرين البحث تلو الآخر بدون أن أعرف السبب، فسألته تليفونيا عن الاسباب، فقال لى نصا: "أنا حمنعك من المشاركة فى المؤتمر "فشكرته وانتظرت لأرى كيف يمنع دكتور متخصص من مؤتمر فى صميم تخصصه، مع أن د.زيدان علق لافته فى شارع بور سعيد يدعو العامة فيها لحضور المؤتمر". وتابع: "قبل المؤتمر بيومين علمت بصدور كتاب الدكتور السعداوى، فوقفت على أسباب منع د.زيدان لى من الاشتراك، وحاولت جاهدا أن أحصل على نسخ من الكتاب الذى يعرض بالأدلة تفوق نشرتى – كمتخصص فى الرازى - لكتاب النقرس على نشرة د.زيدان ومعه فريق مكون من 120 فردا للكتاب نفسه، فلم أستطع الحصول إلا على آخر 15 نسخة من الكتاب غابت عن بحث د.زيدان الذى اشترى كل نسخ الكناب من كل محافظات مصر وبعض الدول العربية، ثم أخذت نسخًا من الكتاب، وذهبت إلى قاعة المؤتمر وقبل الافتتاح الرسمى بدقيقتين أبلغنى أحد ضباط أمن المكتب بأننى ممنوع من المؤتمر بناء على مذكرة من د.يوسف زيدان فلما اطلعته على كتابى وكتاب د.زيدان وفريقه فى نقرس الرازى وكتاب الدكتور السعداوى أخذنى إلى اللواء مدير أمن المكتبة الذى أمر بتحرير محضر بهذه الواقعة الغريبة، فكان المحضر رقم 4796/2005 الذى تم بإدارة أمن مكتبة الإسكندرية، وأرسلته إلى نيابة باب شرقى. واستكمل: "فى اليوم التالى أمرت النيابة بتشكيل لجنة علمية من وزارة الثقافة للحكم على الكتب: كتاب د.زيدان وفريقه وكتاب الكتور السعداوى وكتاب العبد لله. وبعد شهور ردت وزارة الثقافة على النيابة بأنها أحالت الموضوع إلى دار الأوبرا التى ردت بدورها أنها ليست جهة اختصاص واطمأن زيدان لهذه النتيجة ومنعنى للمرة الثانية برجال الأمن أيضا من المشاركة أو حتى حضور جلسات مؤتمر المخطوطات الشارحة 7-3-2006. فقدمت تظلم للنائب العام فتفضل بفتح الموضوع مرة ثانية، وتشكيل لجنة علمية، بعد رد وزارة الثقافة السابق، وتم تشكيل اللجنة بجامعة القاهرة، وانتهت إلى تقرير من 14 صفحة متضمنا خمسين خطا فى نشرة د.زيدان وفريقه لكتاب النقرس للرازى التى تقع فى خمسين صفحة، وانتهى التقرير باتهام د.زيدان بالاعتداء على التراث الإسلامى المخطوط، حيث اتهم الرازى فى عقيدته وأخلاقه، ونقل هذا التصور المغلوط والظالم للعالم. وقال: "يستغرب د.زيدان من أعضاء لجنة المجلس الأعلى للثقافة الذين اعدوا التقرير الثانى، وذاكرا أنهم يعرفون ما قدمه للتراث، نعم هم يعرفون وكل الوسط العلمى ما قدمه د. زيدان للتراث بتكوينه العلمى المعروف، وبما يشاع عنه من تشغيل أعداد هائلة من الباحثين تنجز له أعماله، فتخرج فى صورة مقالة النقرس للرازى الذى جاء فى مقدمته أنه ثمرة مجهود فريق العمل بإدارة المخطوطات". كان الدكتور يوسف زيدان صرح ل"اليوم السابع" عن اسم المتقدم بالبلاغ ضده فى قضية الاعتداء على التراث الإسلامى التى حصل فيها زيدان على البراءة يوم الأحد الماضى الموافق 1 من الشهر الجارى، قائلا: "إنه يدعى الدكتور محمد خليفة السعداوى وأنه قضى فترة فى أحد مستشفيات الأمراض العقلية وأنه حصل على الدكتوراه من إحدى الجامعات الإفريقية مقابل 300 دولار". موضوعات متعلقة.. زيدان يفصح عن اسم المتقدّم بالبلاغ ضده مثقفون: براءة زيدان دليل على عدالة القضاء المصرى براءة زيدان من التعدّى على التراث الإسلامى الحكم فى اتهام زيدان بالتعدى على التراث الأحد