لدينا من القنوات الفضائية أعداد حصرها يستدعى وقت وجهد، متخصصة وغير متخصصة وفى مثل هذه الأحوال كمصريين نستخدم مصطلح "العدد فى الليمون" للإشارة إلى الإفراط، معظمها يركز داخليا ويغفل الخارج مما جعل البعض يتفننون فى نقل وإشاعة الأنباء حسب أهوائهم. بين فرط العدد وتنوع الرسائل الإعلامية وإختلاف مضامينها لايوجد من يوضح الصوره للعالم الخارجى بشكل واقعى يليق بجمهورية مصر العربية، تجد الإعلاميين يتحدثون ويوجهون الرسائل إلى الأجانب باللغة العربية البسيطة وإن كان بعضهم يستخدم العامية، وكأن الطرف الآخر "الجمهور الأجنبى" يفهم ويدرك اللغة ومصطلحاتها. وللحقيقه أن ما يفعله التليفزيون الحكومى يعتبر صوابا لأنه يعرض الأخبار بالانجليزية والفرنسية بالإضافة إلى العربية الفصحى وهو ما يضمن وصول الأخبار والأحداث بشكل واضح للجهور الخارجى، ولكن بعد حدوث الفجوة المتعلقة بدقة ومصداقية ومهنية الإعلام الحكومى فى مصر، أصبحت الفضائيات الخاصة مصدر أفضل بالنسبة للجمهور الداخلى عموماً والأجنبى خصوصاً، لكنها تحمل قصوراً فى تصدير الأحداث باللغة المطلوبة. إن كنا نسعى لسد الأفواه وعرض صورتنا للخارج بدقة فعلينا أن نختار لغة الخطاب الإعلامى على حسب الجمهور ونخرج من دائرة الانغلاق على أنفسنا إعلامياً، بما لا يتعارض مع الحفاظ على الهوية اللغوية، وإن كان بإضافة نشرة إخبارية إنجليزية ضمن برامج تلك الفضائيات، باعتبارها اللغة الأولى على مستوى العالم حتى لا نترك ثغرة للعابثين.