قبل أيام قليلة دخل علينا عام 2016 وانصرم عام 2015 بكل خيره وشره. هل من حرب تلوح فى الأفق؟ نعم هناك حرب وسوف تكون هى البداية لنهاية العالم بأكمله. إن رائحة هذه الحرب بدت أن تظهر عام 2008 مع اتجاه مجموعة "بريكس" والتى تضم كلا من "روسياوالصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا"، إلى إلغاء الدولار فيما بينها وهذا التعامل لن يكون فى السلع التجارية فقط بل سيمتد لتجارة المواد الهيدروكربونية، التى تربح الولاياتالمتحدة مليارات الدولارات سنويا. واتجاه بعض الدول للانضمام لهذه المجموعة أو الاتحاد معها. والتخلى عن الدولار بدأ تدريجيا مع ظهور اتفاقيات مع روسيا للتعامل بالعملات المحلية للتجارة فيما بينها فكلا من مصر وروسيا قامتا باتفاق على ذلك مع الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى. مع العلم بأن الناتج القومى الأمريكى قد يخسر سنويا 17 تريليون دولار، وإذا قررت عديد من الدول تطبيق هذا الفكر والاتجاه إلى التعامل بالعملات المحلية فإن خسارة الاقتصاد الأمريكى سوف تكون فادحة. مما يضطر دولة مثل الصين بمطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بسداد ما تدخره من سندات سيادية لديها تقدر بتريليونات الدولارات لا قِبَل لأمريكا بسدادها!! لذلك قامت الولاياتالمتحدةالامريكية بضربة استباقية وهى زعزعة الاستقرار العالمى مبكرا. لعلمها أن روسيا ستستمر فى التوجه تدريجيا باتجاه الشرق والأسواق الناشئة فى التعاملات التجارية، وذلك على خلفية قيام الغرب بفرض عقوبات عليها فيما يتعلق بأوكرانيا، وتتفاوض حاليا مع شركائها التجاريين لإعادة تحويل تدريجى لوجهة التجارة الخارجية الروسية من الغرب إلى الشرق، وإلى الأسواق الناشئة وخاصة إلى جنوب شرق آسيا" وهنا أقول أن الحكومة المصرية أضاعت فرصة كبيرة فى جنى أرباح سريعة ولكن من يدرى ومن يسمع. ونعود لدور أمريكا فى زعزعة استقرار الشرق الأوسط من تونس إلى ليبيا إلى مصر إلى سوريا إلى اليمن وقبلهم العراق وحاليا السعودية مرورا بإيران، مستخدمة فى ذلك نظرية التفكير الجماعى. التفكير الجماعىGroup think هو ضرب من التفكير تنتهجه جماعة من الناس، ويوجه سلوكها، وتعتمد عليه فى اتخاذ القرارات المصيرية، سواء على مستوى الحزب الحاكم، أو على مستوى إدارة الشركات والمؤسسات، وهو مصطلح صاغه عالم النفس الاجتماعى ايرفينغ جانيس 1972، وكلنا نعلم أن الولاياتالمتحدة دولة مؤسسات، وكيف قامت الدولة بتطوير هذه النظرية لأن يفكر الكل فى مصلحة الدولة كأنهم يفكرون بعقل واحد ولها أدوات فى ذلك مثل الإعلام العالمى. وأذكر هنا مثالا لما حدث بعد ضرب برجى التجارة العالمى 11 سبتمبر فإن معظم الصحف الغربيةوالأمريكية نشرت على صفحاتها الأولى صور لبرجى التجارة العالمى مقترنة بصور كل من صدام حسين والقذافى وبشار الأسد. وهو ما تم بالفعل تصفية هذه الدول من خيراتها مستخدمة فى ذلك كره الشعوب لهؤلاء. كل ذلك لتفويت الفرصة على روسياوالصين للاستفادة من خيرات الشرق الأوسط ولتدميرها اقتصاديا. هو صراع كان خفى بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا إلى أن أصبح علنيا فى الحرب القائمة الآن بسوريا والقادمة بين السعودية وإيران. كل هذا من المتوقع أن يستمر حتى 2020 إلى أن تشتعل شرارة الحرب الحقيقية بين روسياوأمريكا وكل منهما سوف يستخدم ما لديه من أسلحة بمختلف أنواعها.