لم تظهر بطولة كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 بالمستوى المنتظر، حيث كان جميع المتابعين والمشاهدين ينتظرون بطولة قوية تشهد ندية وإثارة فى جميع مبارياتها، نظراً لكونها أقوى بطولات العالم، وتضم أكبر وأقوى المنتخبات العالمية، إلا أنها جاءت بطولة ضعيفة جداً فنياً لم ترق للمستوى المطلوب. كما غابت أيضاً المتعة التى كان يتمناها كل مشاهدى العالم، ولعل أبرز أسباب ذلك هو عدم ظهور الفرق الكبيرة بالمستوى المنتظر منها، والسقوط أمام فرق أقل بكثير سواء من الناحية الفنية أو التاريخية، حيث فوجئنا جميعاً بتعادل فرنسا وإيطاليا والبرتغال مع أوروجواى وباراجواى وكوت ديفوار، وكانت المفاجأة المدوية هى سقوط إسبانيا، بطل قارة أوروبا، بعد الهزيمة أمام منتخب سويسرا، على الرغم من كون الماتادور الإسبانى ضمن أقوى المرشحين لنيل لقب المونديال، وهو ما أكده كل الخبراء والمحللين قبل انطلاق البطولة. تراجع مستوى هذه الفرق لم يأت دون أسباب، وإنما السبب الأول والرئيسى فى ذلك هو اعتماد هذه الفرق على نفس العناصر الموجودة معها منذ عدة سنوات، وعدم الدفع بعناصر شابة تكون قادرة على تقديم جديد داخل الميدان، وهو ما يقلل من خطورتها وفعاليتها سواء من الناحية الهجومية أو الدفاعية. وعلى الرغم من كون هذا المونديال هو الأول الذى يتم تنظيمه داخل القارة السمراء، وهو الأمر الذى كان فأل خير على تألق الفرق الأفريقية وظهورها بشكل أفضل وتحقيق مفاجأة بنيل أحد ممثلى أفريقيا لقب كأس العالم لأول مرة فى التاريخ، فإن المستوى الذى ظهرت عليه الفرق الأفريقية لم يكن هو المنتظر، حيث تلاشى هذا الحلم بمجرد خوض منتخبات الخمسة أولى مبارياتها والوقوف على مستوى كل منتخب، وإن كانت كوت ديفوار أثبتت للعالم أجمع أنها منتخب كبير يمكنه المنافسة بعد الأداء المتميز منذ مباراة الافتتاح أمام البرتغال، والتى نجا فيها الأخير من هزيمة محققة بعد التحسن الملحوظ فى أداء الفيل الإيفوارى الذى أصبح يتسم بالجماعية، ولكن الحصول على لقب كأس العالم يحتاج إلى مقاومات أخرى لذلك من الصعب تحقيق أى فريق أفريقى فى الوقت الحالى هذا اللقب. المنتخب الجزائرى هو الممثل الوحيد للكرة العربية فى مونديال 2010 ولكونى عربيا ومصريا أؤكد مساندتى وتشجيعى لمنتخب الجزائر أثناء مشاركته فى منافسات كأس العالم، باعتباره منتخبا شقيقا ومن الواجب على كل مصرى وعربى الوقوف بجواره ومساندته فى الساحة الدولية، ولكن منتخب الجزائر يفتقد أهم عناصر المنافسة على البقاء فى جنوب أفريقيا لأطول فترة ممكنة، وهو عنصر الخبرة، وهذا ما اتضح منذ المباراة الأولى أمام المنتخب السلوفينى، والتى انتهت بهزيمة الخضر بهدف وحيد على الرغم من كون الجزائر هى الأفضل والأجدر بالفوز إلا أن غياب الخبرة أضاع النقاط الثلاث، لذلك من الصعب أن يواصل المنتخب العربى الوحيد فى مونديال جنوب أفريقيا مشواره، وأصبح خروجه من الدور الأول أمراً متوقعاً. كانت من أبرز ظواهر المونديال، بالإضافة إلى سقوط الكبار، الأخطاء الساذجة التى ارتكبها حراس المرمى، والتى كان لها دور مؤثر فى نتائج المباريات بعد هزيمة المنتخب الجزائرى أمام سلوفينيا بخطأ لا يمكن أن يتكرر مرتين من الحارس فوزى شاوشى الذى ظهر بشكل قوى خلال المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم بين مصر والجزائر، والتى قاد فيها الخضر للتأهل إلى جنوب أفريقيا، كما وقع أيضاً روبرت جرين، حارس مرمى منتخب إنجلترا، فى خطأ كبير عندما فشل فى التحكم فى الكرة التى دخلت مرماه ليتعادل الإنجليز مع أمريكا. أخيراً وبعد مشاهدة هذا الكم من المباريات فى المونديال، والمستوى المتواضع الذى ظهر به عدد من الفرق، زادت حالة الحزن لدى كل مواطن مصرى لغياب المنتخب الوطنى عن هذا المحفل الدولى، خاصة أننا كنا قادرين على تحقيق إنجاز فى البطولة مع الجيل الحالى الذى فعل كل شىء للكرة المصرية باستثناء التأهل لكأس العالم.