12 يوماً مرت من عمر مونديال جنوب أفريقيا 2010 حتى الآن، وهناك شبه اتفاق بين الجماهير والمتابعين لأكبر عرس كروى على مستوى العالم بغياب المتعة والإثارة عن معظم المباريات، فكانت الصدمة للجماهير عندما شهدت منتخبات كبيرة كانت تنتظر رؤيتها فى قمة التألق تسقط أمام منتخبات أقل منها بكثير من الناحية الفنية، واستمر مسلسل سقوط الكبار ومعه ذهول المشاهدين من افتقاد جماليات اللعب، وإن كانت هذه هى عادة كأس العالم فيما يخص النتائج والمفاجآت. «اليوم السابع الرياضى» التقت عددا من الخبراء للتعرف على وجهة نظرهم فى أسباب غياب المتعة عن المونديال وسقوط الكبار فى أول الاختبارات، ومن هم الأفضل والأسوأ حتى الآن، وجاءت آراء الخبراء بالإجماع أن السبب الرئيسى فى غياب المتعة هو رغبة الفرق فى تجميع النقاط دون النظر إلى الأداء الجمالى أو اللمحات الفنية. أكد دكتور طه إسماعيل، شيخ المحللين، أن هناك سببين لغياب المتعة عن المونديال حتى الآن، الأول هو رغبة المنتخبات فى تجميع النقاط، والخوف من الهزيمة، وهذه هى سمة الأدوار الأولى فى البطولات الكبرى، أما السبب الثانى فهو أن هذا التوقيت هو نهاية موسم كروى طويل، لذلك كل اللاعبين المشاركين فى المونديال لم يحصلوا على راحة وبدأوا الاستعداد مباشرة لكأس العالم، لذلك هناك لاعبون كثيرون لم يظهروا بحالتهم الفنية العالية، ويرى الشيخ طه أن «رتم» المباريات سيزداد مع مرور الوقت وستزداد اللياقة البدنية للاعبين. وعن المنتخبات التى لم تظهر بشكل جيد، أكد إسماعيل أن هناك أكثر من منتخب خذل جماهيره فى البداية المخيبة للآمال على رأسهم فرنسا وإيطاليا والأرجنتين. واتفق على أبوجريشة، نجم الإسماعيلى السابق، مع آراء الدكتور طه إسماعيل، حيث أكد أن الهدف الرئيسى لكل المدربين فى هذه المرحلة هو تجميع النقاط، دون النظر لإمتاع الجماهير، ولذلك معظم النتائج تنتهى بالتعادل أو متقاربة فى فارق التهديف، لأن النواحى الدفاعية هى الغالبة على أسلوب لعب معظم المنتخبات، ويرى أبوجريشة أن هذه الحالة ستتحسن بعد انتهاء الدور الأول عندما تنتهى مرحلة النقاط والاعتماد على خروج المغلوب، لذلك سيقدم كل فريق أفضل ما عنده للفوز. وأشار أبوجريشة إلى أن كل المنتخبات الكبيرة لم تظهر بالشكل المنتظر لها باستثناء ألمانيا التى أحرزت أكبر فوز فى المونديال حتى الآن على حساب أستراليا برباعية نظيفة، كما أنه لا توجد فرق نجحت فى تحقيق مفاجآت من حيث النتائج أو الأداء. زكريا ناصف، نجم الأهلى السابق، يرى أن سيناريو مونديال جنوب أفريقيا لا يختلف كثيراً عن المونديالات السابقة لأن دور ال32 يكون الهدف الأساسى فيه هو تجميع النقاط فقط دون النظر لمتعة الأداء، على أن تبدأ المتعة فى الأدوار التى يخرج فيها المغلوب لأنه لا بديل فيها عن الفوز والأداء الهجومى. ويرى ناصف أن منتخبات فرنسا وإيطاليا والبرتغال تعد الأسوأ من ناحية الأداء الفنى، خاصة أن الجمهور كان ينتظر منها أداء أفضل وأقوى، بينما منتخب ألمانيا يعد الأفضل حتى الآن فى حين جاءت كوريا الجنوبية مفاجأة المونديال. كما أكد محمود بكر، المعلق والمحلل الكروى، أن الوضع الطبيعى فى كل كؤوس العالم أن يقتصر الدور الأول على تجميع النقاط، وحذر المنتخبات الكبرى من محاولات المنتخبات الصغيرة للظهور بشكل جيد قبل توديع البطولة. ويرى بكر أن المنتخب الألمانى هو الأفضل حتى الآن، والسبب الرئيسى فى ظهوره بهذا الشكل هو احترامه للخصم مهما كان اسمه، وإن كان يجب أن ننتظر حتى يخضع لاختبار أصعب أمام فريق يجيد الناحية الهجومية، أما المنتخبات التى فشلت فى الظهور بشكل جيد فهى فرنسا وإيطاليا واليونان والأرجنتين والبرتغال. فى حين يرى ربيع ياسين، المدير الفنى لمنتخب مواليد 93، أنه من الصعب الحكم على المستوى الفنى للمنتخبات خلال الدور الأول للمونديال، مؤكداً وجوب انتظار الأدوار القادمة لتحديد الأفضل والأسوأ، وإن كان هناك منتخبات ظهرت بشكل أقل بكثير من المتوقع أمثال فرنسا وإيطاليا والبرتغال وأيضاً الأرجنتين على الرغم من فوزها على نيجيريا، كما اتفق ياسين مع باقى الخبراء على اختيار ألمانيا الأفضل، فى حين يرى أن منتخبى غانا وكوت ديفوار هما مفاجأة المونديال حتى الآن.