سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل تتجه الدولة لخصخصة الخدمات الحكومية.. وزير النقل هدد بالاستعانة بشركات خاصة فى توزيع تذاكر القطارات.. واتحاد الكرة يناقش الاستعانة ب"فالكون" لتأمين المباريات.. خبراء: إجراء يسىء للإدارة المصرية
عبد المطلب عبد الحميد: يجب أن تكون الاستعانة بالشركات الخاصة فى حالات الضرورة جمال حواش: نعانى من سوء تنظيم والقطاع الخاص سيدير بطريقة أفضل الاستعانة بالشركات الخاصة كبديل للهيئات الحكومية والرسمية فى تقديم الخدمات للمواطنين، ليس مجرد توقعات نطرحها ولكنه أمر واقع تفكر فيه بعض الوزارات والجهات الرسمية بعد أن عجزت قطاعاتها فى القيام بعملها على الوجه الأكمل، وهو ما يمكن تسميته ب "خصخصة إدارة الخدمات". لتوضيح الصورة أكثر يجب التعرف على اثنين من التصريحات التى وقعت مؤخرا والتى ترتبط بدور الشركات الخاصة فى الفترة المقبلة، التصريح الأول للدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل، والذى أكد فيه منح قيادات هيئة السكة الحديد مهلة لمدة شهر للقضاء على بيع التذاكر فى السوق السوداء وفى حالة فشلهم سوف يستعين بشركات خاصة لتنظيم بيع التذاكر، وذلك خلال جولته فى محطة سكك حديد المنيا. أما التصريح الثانى هو ما أعلنه جمال علام، رئيس اتحاد الكرة، بأن المجلس سيناقش إسناد تأمين مباريات الدورى، لشركة فالكون للحراسات الخاصة فى العام المقبل، تمهيداً لإبرام عقد ثلاثى بين الاتحاد والشركة والأندية، وذلك على خلفية قرار مجلس إدارة اتحاد الكرة، كبديل عن وزارة الداخلية التى كانت تتولى مهمة تأمين المباريات. هذه التصريحات تثير التساؤل هل وصلت المؤسسات الحكومية إلى مرحلة من عدم القدرة على إدارة مثل هذه الخدمات لدرجة تدفع القائمين عليها للاستعانة بالشركات الخاصة لإدارتها؟ "عندما تكون الاستعانة بالشركات الخاصة محدودة بحالات معينة ولفترات مؤقتة يمكن قبول الأمر باعتباره إدارة لأزمة ما ومحاولة للخروج منها فى أحد قطاعات الدولة" هذا ما يراه الدكتور عبد المطلب عبد الحميد، الرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، الذى يؤكد أن اتجاه الهيئات الحكومية نحو خصخصة ما تقدمه من خدمات ليس مرغوبا فيه بل يسىء للإدارة المصرية ككل، ولا يمكن أن يكون حلا دائما لمواجهة المشكلات التى تواجه هذه المؤسسات. وأضاف عبد المطلب بأنه من الممكن أن تقوم إحدى الوزارات بما يمكن وصفه ب"مرحلة انتقالية" لإصلاح العيوب، قائلا: لا مانع أن تلجأ الحكومة إلى الشركات الخاصة، لإدارة إحدى الجهات الخدمية المترهلة كما هو الأمر بالنسبة لهيئة السكة الحديد ولكن يجب فى هذه الحالة على سبيل المثال أن تصلح وزارة النقل ما فى هذا القطاع من عيوب وتقوم بتدريب من فيه من موظفين، بالإضافة إلى إعداد كوادر جديدة قادرة على العمل بطريقة أفضل وبعدها يجب أن العودة مرة أخرى لكى تدير القطاع بنفسها. وبرر عبد المطلب رأيه بأن الاستعانة بالشركات الخاصة يمثل أعباء إضافية ستتحملها الهيئات الحكومية أو المواطن نفسه، وأشار المتخصص فى إدارة الأزمات إلى نجاح قطاعات خدمية تديرها الحكومية وهو ما يتضح فى إدارة هيئة مترو الانفاق لعملية بيع تذاكر المترو، مؤكدا عدم تعارض ذلك مع بعض الحالات التى تنجح فيها إدارة الشركات الخاصة لها كما هو الحال بالنسبة لحرس الجامعة التى عانى فيها الطلاب من حراسة أفراد الداخلية لها. موضحا فشل تجارب أخرى للشركات الخاصة وخير مثال على ذلك شركات النظافة التى لم تستطع القضاء على القمامة داخل الشوارع والأحياء. التدريب ومنح المكافآت للقائمين على هذه الخدمات داخل الهيئات الحكومية هو الحل الذى يطرحه عبد المطلب، متسائلا لماذا لا يتم صرف مكافآت خاصة لأفراد الداخلية عند تأمين المباريات ولماذا لا يتم تدريب من يقومون بتوزيع تذاكر القطارات ومراقبتهم؟. أما الدكتور جمال حواش، الخبير الدولى فى إدارة الأزمات والتفاوض بأكاديمية ناصر، فقد رحب بفكرة الاستعانة بالشركات الخاصة والسبب حسبما يقول هو ضعف الأداء الحكومى وعدم التزام الموظفين فيه بأداء دورهم الخدمى، على عكس القطاع الخاص الذى ينظر العاملون فيه للأمور بنظرة مختلفة لأنهم يؤمنون بان استمرارهم فى العمل مرتبط بالإنتاج. وأضاف حواش: "المشكلة عندنا هى مشكلة إدارة وسوء تنظيم وما ينقصنا هو الإخلاص فى العمل وفقا للإدارة الجيدة"، ويفند الخبير بأكاديمية ناصر، التخوفات من اللجوء إلى الشركات الخاصة، وذلك عن طريق وضعها تحت المراقبة الدائمة، مشيرا إلى نجاح التجربة فى عدة دول منها قطاع الجوازات الذى يعتبر قطاعا مدنيا والقائمون عليه من الشركات الخاصة نظرا لدقتهم فى العمل ومهارتهم فى إدارته. موضوعات متعلقة.. - وزير النقل يمنح السكة الحديد مهلة شهر للقضاء على السوق السوداء للتذاكر - اجتماع بين الجبلاية و"فالكون" لوضع خطة تأمين مباراة تشاد وأسعار التذاكر