الجارديان: عقوبات مجلس الأمن على إيران هدية لطهران

علقت صحيفة الجارديان البريطانية على العقوبات التى فرضها مجلس الأمن على إيران أمس الأربعاء، بسبب مضيها قدماً فى برنامجها النووى، وقالت إن هذه العقوبات بمثابة هدية للنظام الإيرانى.
وأضافت الصحيفة أن العقوبات سيستغلها بشكل جيد الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد وستمنحه الفرصة لتحدى العالم والفوز. ففى الوقت الذى تستعد فيه إيران للذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية المتنازع عليها والتى تسببت فى اندلاع حركة معارضة كبيرة أصبحت تعرف باسم الحركة الخضراء، والتى تمثل التحدى الأكبر لسلطة الجمهورية الإسلامية، تأتى العقوبات التى ربما تجعل المعارضة والنظام فى إيران على وفاق لأول مرة. فحركة المعارضة التى يقودها مير حسين موسوى تعتبر أيضا أن تخصيب اليورانيوم حق وطنى وتعارض أى عقوبات يتم فرضها على إيران. وبذلك فإن فرض العقوبات فى الوقت الحالى يصب فى مصلحة النظام الحاكم فى إيران.
كما اعتبرت الجارديان أن فرض العقوبات يعد خطأً من جانب الرئيس الأمريكى باراك أوباما ربما يندم عليه، لأنه جعله يبدو وكأنه يتجه بعيداً عن المفاوضات فى الوقت الذى نجحت فيه تركيا والبرازيل فى التوصل إلى عرض جدى مع إيران بشأن تخصيب اليورانيوم خارج حدودها، وأيضا بعدما بذل الرئيس الأمريكى كثير من الوقت والمجهود لحل الأزمة الإيرانية بالتفاوض والدبلوماسية.
من ناحية أخرى، كتب إيان بلاك محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة عن هذه القضية قائلاً إن إيران أصبحت الآن تواجه الاختيار بين اليورانيوم أو الزبدة، فى إشارة إلى طعام الشعب. ويشير بلاك إلى أن الاقتصاد الإيرانى يواجه مشكلة خطيرة قبل فرض العقوبات الأخيرة عليه، وتأمل الحكومات الغربية فى أن تؤدى العقوبات الأخيرة على الأقل إلى رفع تكلفة الحفاظ على البرنامج النووى بالنسبة للجمهورية الإسلامية. ورغم أن الرئيس أحمدى نجاد قال إنه لن يذعن للضغوط إلا أنه يواجه تباطؤ فى النمو أو حتى توقف يتمثل ذلك فى زيادة معدلات البطالة وارتفاع معدلات التضخم وانخفاض أرباح قطاع البترول والغاز الطبيعى الذى يمثل 80% من مصدر الدخل القومى. فمع انخفاض أسعار النفط بنسبة 16%، تراجعت قدرة النظام على شراء الدعم.
وأضاف بلاك أنه رغم عدم وجود توقعات بانهيار الاقتصاد الإيرانى، إلا أن العقوبات على الأرجح سيكون لها تأثير نفسى، على الأقل بسبب دعم روسيا والصين لهذا القرار مما يزيد من مشكلات النظام الإيرانى خاصة مع الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية التى أدت إلى اندلاع حالة التوتر فى البلاد.