الاكتئاب بالنسبة للكثيرين مرض صعب الفهم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يتعرضوا له أبدًا فى حياتهم، والكثير من الناس يسيئون فهم الفرق بين الاكتئاب والشعور بالحزن، ولأن تفهم المرض وتقديره والاقتراب منه هو أمر أساسى من أجل دعم أى زميل أو صديق أو حتى حبيب يعانى منه، توضح "تيريز بورشار" المعالجة الأمريكية ومؤلفة كتاب "من وراء الأزرق: النجاة من الاكتئاب والقلق" فى مقال على موقعها الرسمى، 10 عبارات يكره أى شخص مكتئب أن يسمعها: 1. "أنت مكبر الموضوع" التقليل من مشاكل الشخص الذى يعانى الاكتئاب واضطرابات المزاج يجعله يشعر بالهجوم، وقد يجعل مشكلته أسوأ، ومهما كانت وجهة نظرك فى حجم مشكلته، تظل قوة مشاعره مرتبطة بوجهة نظره هو عن وضعه. بدلاً من ترديد هذه العبارة حاول أن تكون أذنًا صاغية له، وتفهم أن مزاج هذا الشخص متدنٍ بالفعل حتى من دون العوامل الخارجية، واسمح له بالتنفيس عن مشاعره دون إصدار أحكام. 2. "أنت السبب" آخر ما يحتاجه الشخص المكتئب هو أن تخبره بأنه السبب فى معاناته بسبب أفعاله، ففى الحقيقة هذا ليس صحيحًا بل يعتقد العلماء أن اضطرابات المزاج تأتى نتيجة كل من الاستعداد الوراثى والعوامل الاجتماعية لذلك الحقيقة أن من يعانون من الاكتئاب لا يختارون أن يصبحوا مرضى ويجب ألا تعاملهم على هذا النحو. وبدلاً من اتهام الشخص المكتئب بأنه السبب حاول الاعتراف بالصراع الذى يعيشه واجعله يعرف أنك تحترم ما يمر به، وأنك تعتقد بأنه سيمر من هذه الأزمة. 3. "كله بيعدى" لا تخبر الشخص المكتئب بأن أزمته النفسية ستمر من تلقاء نفسها، فالمرض عادة لا يذهب بعيدًا بدون علاج، بدلاً من ذلك كن داعمًا لصديقك وشجعه على ضرورة التعامل مع مشكلته الطبية وشجعه على البحث عن علاج واللجوء للمختصين. 4- "فكرت تغير نمط حياتك؟" لا تبحث عن كبش فداء للمشاكل النفسية لصديقك فمن المؤكد أن بعض التصرفات والطقوس اليومية تؤثر على مزاجنا، ولكن حتى الحياة المتوازنة لن تكون أبدًا قادرة على علاجه من مشكلة صحية موجودة بالفعل، بالتالى فإن تغيير نمط الحياة لن يجدى شيئًا فى حالته، بل على العكس من الممكن أن تتسبب فى إحباطه حين يغير حياته، ويجد أن المشكلة لا تزال قائمة، ويجب أن تعرف أيضًا أن نمط الحياة السيئ غالبًا ما يكون نتيجة للاكتئاب وليس سببًا له. 5- "أنت أحسن من غيرك.. احمد ربنا" التقليل من مشاكل الشخص المكتئب قد يجعله يشعر وكأنه يدعى المرض ويجعله يشعر بالذنب تجاه نفسه وقلة الثقة بالنفس، لذا بدلاً من ذلك حاول أن تستمع إليه باهتمام وتظهر هذا الاهتمام إزائه. 6- "حاول تفكر بإيجابية شوية" قد يفاجئك هذا ولكن الحقيقة أن الشخص المكتئب ليس لديه زر تحكم فى مزاجه وطريقة تفكيره، وهذه العبارة لن تضىء مصباحًا سحريًا فى عقله يجعله يغير من طريقة تفكيره ويغير مزاجه بل على العكس قد تجعله يشعر بالعجز، والحقيقة أيضًا أن الدراسات تشير إلى أن الاكتئاب يسبب خللاً فى كيمياء وكهرباء الدماغ، مما يعنى أن دماغ الشخص المكتئب ليس بإمكانه الخوض فى الأفكار والمشاعر الإيجابية، وما تفعله فى هذه الحالة يشبه تمامًا أن تقول لمريض السكر أن يفكر فى أفكار سعيدة بدلاً من أن تعطيهم الأنسولين. 7- "جربت تلعب رياضة؟" هذه العبارة تشبه تمامًا السابقة، فالرياضة ليست علاجا لمشكلته النفسية، هى فقط تنعكس إيجابًا على الصحة، الرياضة غير مفيدة فى تحسين المزاج للشخص الذى يحتاج علاجًا كيميائيًا وطبيًا ولكنها تحسن مزاج الأشخاص الطبيعيين الذين لا يعانون أى خلل بالتالى الشخص المكتئب أصلاً لن يكون لديه من الطاقة ما يكفى لممارسة الرياضة. 8- "جربت تشوف شغل جديد؟" قد يبدو هذا بالنسبة لك اقتراحًا مفيدًا، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للشخص المكتئب، فضغط العمل قد يكون سببًا فى تفاقم مشكلته النفسية، ولكن تظل المشكلة الأساسية هى عدم التوازن الفسيولوجى فى الدماغ الذى لا يمكن السيطرة عليه. 9- "قرب من ربنا" التوازن الروحى شىء مهم جدًا لكل إنسان، ولكن مريض الاكتئاب قد يبتعد عن ممارسة بعض الطقوس والشعائر الدينية، بسبب حالته غير المتوازنة، وهو ما قد يراه تقصيرًا فى الواجبات الدينية ويجعله يشعر بالذنب، خاصة إذا كان متدينًا، وإشارتك هذه تجعله يشعر بالمزيد من الذنب، ويجعل مشكلته تتفاقم، وفى النهاية يظل التقصير فى الواجبات الدينية "نتيجة" للاكتئاب وليس سببًا له. 10- "ماحدش مرتاح" المساواة بين شخص يعانى من الاكتئاب وشخص عادى لديه مسئوليات كثيرة وعنده مشكلات حياتية خطأ كبير، فالشخص العادى ذو المسئوليات الكثيرة قد يتمكن من التغلب على هذه المشاكل بالعمل الشاق، ولكن هذا العمل الشاق لن يجدى شيئًا فى حالة الاكتئاب، وهذه العبارة هى واحدة من تلك العبارات التى يفهمها كأنها محاولة للتقليل من مشكلته.
