أنا مكتئب وأنت مكتئب وكلنا مكتئبون, وهذا طبيعي في ظل الظروف غير العادية التي نعيشها, وربما تتحسن الأوضاع مستقبلا, لكن حتي يحدث ذلك سوف نظل مكتئبين! لا اكتئاب دون قلق, ولا حصانة من القلق إلا لدي فاقدي الإحساس, وأحيانا يكون التبلد نعمة لكنها لا تدوم, ونحن نكتئب حين نواجه أزمات تهدد وجودنا ومستقبلنا, وقد نكتئب شعورا بالذنب, أو حزنا علي شخص أو شيء ما. الاكتئاب يحدث حين نفتقد الأمان, ونعجز عن مواجهة مشكلاتنا, وما أكثر المشكلات التي لا تجد حلا, وهذا ما يجعلنا عصبيين وعدوانيين وراغبين في الانطواء, وهذا ما يفسر كل ما نعانيه من حزن وضيق وفقدان للاستمتاع بالحياة. ومع ذلك فالقلق في حد ذاته ليس مشكلة طالما كان في الحدود الآمنة, فهو يجعلنا أكثر يقظة وانتباها وشعورا بالمسئولية, لكنه يتحول إلي كارثة حين يصبح دائما ومزمنا, وهنا لابد أن ننتبه فقد دخلنا في دائرة الاكتئاب. الأطباء النفسيون ينصحوننا باللجوء إليهم, ونحن غالبا لا نفعل حتي لا نتهم بالجنون, فالعيادة النفسية مرادفة في أذهاننا لمستشفي المجانين, مع أن علاج النفس ضرورة مثل علاج الجسد, لكنها مشكلة تخلف, ومعظمنا في هذه القضية متخلفون! نصيحتي انسف حمامك القديم, تجنب كل ما يثير اكتئابك, حاول أن تغير حياتك قدر المستطاع, فالتغيير والاسترخاء وممارسة الرياضة لها مفعول السحر, تجاهل الواقع مؤقتا واهرب للخيال, فإذا فشل ذلك كله فليس أمامك إلا المهدئات. باختصار لا مبرر للخجل من الاكتئاب, فهو مرض العصر وكل عصر, يصيب الجميع ولا يستثني أحدا, ونحن بالاكتئاب ندفع ثمن أخطائنا, فالاكتئاب في الحقيقة نوع من العقاب! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود