أصبح فى مصر الآن دولة للكلاب، فلها مستشفياتها الخاصة، ولها أسواقها وفنادقها الخمس نجوم، تجدهم يمشون فى جماعات فى المناطق الراقية، كما بدأت تزاحم المصطافين فى قرى الساحل الشمالى والعين السخنة تعيث فى الناس عضا وتنشر الهلع بين الصغار والكبار، حيث انتشرت ظاهرة غريبة فى الشارع المصرى عقب ثورة يناير، وهى اصطحاب بعض الشباب للكلاب الشرسة من أجل الحماية، والصراعات بين العائلات، وأحيانا فى السرقات بالإكراه، والموضة الجديدة الآن استغلالها فى إثارة الرعب بين المارة وبخاصة البنات والسيدات بالمعاكسات والتحرش. ثم تطورت حياة الناس فدخلت قضية اقتناء الكلاب لمعترك التباهى وإظهار الترف فى مصاحبتها وعيشها فى البيوت، ومن أجل التباهى استعان الأغنياء بكلاب تشترى بأسعار غالية وتركب مع أصحابها فى السيارات الفارهة وربما ترقد فى مراقد أصحابها، وهذه الظاهرة أصبحت تستهوى الشباب فهى «الموضة»، وأيضا كونها أسلحة تستعملها العصابات فى الدفاع عن أفرادها، وأيضا فى المعارك بين الأحياء، وهو ما يثير الهلع، وحتى ضد أفراد الأمن لدى مواجهاتهم الفاسدين ومروجى المخدرات. ولمعرفة كيف تربى، فإن تربية الكلاب لها سن معينة من ثلاثة أو أربعة أشهر، ثم بعد ذلك نقوم بإطعامها لحما مسلوقا، وعندما تبلغ من العمر 6 أشهر تأكل لحما نصف مسلوق، ومن 8 شهور تشرب دما لتصبح كلابا شرسة ومفترسة، بالإضافة إلى وجود أشخاص تعطى الكلاب حبوبا مخدرة «برشام»، وذلك لتصبح شرسة جدا، وللكلاب أنواع كثيرة، منها بوليسى الألمانى، وبلاك جاك، وبلاك كود، وجيرافون، وبيت بول، وبوكسر، ودنوار، وبول دوج، وسمبل نار وهو من أقوى وأخطر أنواع الكلاب فى العالم. فظاهرة مصاحبة الكلاب لأصحابها فى الأماكن العامة وسط الناس والأطفال شىء فى منتهى الخطورة، فالكلاب تهاجم من لا تعرفه بالغريزة، وحجة أن الكلاب للحماية من البلطجة ما هى إلا شكل أخر من أشكال الفوضى والبلطجة فإرعاب الأطفال والناس هو نوع من الإرهاب. نحن جميعا فى معاناة ونتساءل: أين الجهات المسئولة عن هذا الموضوع الخطير وعن هذه الكلاب التى أصبحت تشكل خطرا فى جميع الأحياء، خاصة الشعبية والعشوائية؟