حذر نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلى، من أن عدم مساعدة الأطراف الليبية على التوصل إلى حل سياسى للأزمة سيغرى أطرافا دولية على التدخل فى الشأن، وهو أمر مرفوض من قبل الجامعة العربية. نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلى وقال السفير بن حلى فى تصريح للصحفيين اليوم، الثلاثاء، "إننا كدول عربية يجب مساعدة الليبيين، وبأسرع وقت ممكن، لأن عدم إيجاد سلطة وطنية لإعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا سيغرى الأطراف الدولية للتدخل فى الشأن الليبى، وهو الأمر الذى ترفضه الجامعة العربية". ونبه بن حلى إلى "أننا أمام وقت حرج للغاية"، مطالبا الدول العربية بأن تدفع الأطراف الليبية باتجاه الحوار، مؤكدا أن الجامعة العربية تتابع بشكل دائم جهود الأممالمتحدة ومبعوثها برناردنيو ليون، كما تطلع على تطور المحادثات. وقال بن حلى: إن "مشروع الحل الذى طرحه مبعوث الأممالمتحدة على الأطراف الليبية المتحاورة يتضمن بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية عقد مؤتمر دولى تحت رعاية الأممالمتحدة والجامعة العربية لإعادة الإعمار والبناء فى ليبيا ومساعدة الليبيين فى جميع الأصعدة الخاصة بمرافق الحياة وبناء مقدرات الدولة الليبية ومؤسساتها. وأكد بن حلى أن هناك اهتماما عربيا ودوليا بالأزمة الحالية فى ليبيا من أجل البحث عن حل ينهى الصراع العسكرى، ويؤدى إلى التوصل لتشكيل حكومة وطنية فى إطار البرلمان الشرعى المنتخب. وردا على سؤال بشأن موقف الجامعة العربية من جولات الحوار، التى تستضيفها عواصم عربية وأجنبية فى الوقت الراهن بشأن ليبيا، قال السفير بن حلى": إن اهتماما عربيا ودوليا كبيرا بشأن الأوضاع فى ليبيا، حيث استضافت عواصم عربية وأجنبية سلسلة من الحوارات بين الأطراف الليبية منها الجولة الرابعة من الحوار أعضاء ممثلى مجلس النواب الليبى المنتخب وأعضاء من المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته يوم 19 أبريل الماضى، حيث ركزت المناقشات على المسار السياسى من قبل الأعضاء المنتخبين، حيث تم التوصل إلى وثيقة قدمها مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينيو ليون بشأن الحل السياسى". وأضاف أن هناك مسارا آخر للحوار تستضيفه الجزائر ، وهو يجمع رؤساء الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والنشطاء السياسيين على مدى جولتين، كما أن هناك مسارا ثالثا للحوار فى بروكسل بين الممثلين المنتخبين المحليين وممثلى السلطات المحلية المنتخبين، وهناك حوار رابع بين ممثلى القبائل الليبية يعقد من حين إلى آخر فى مصر، ويضم زعماء العشائر والقبائل الليبية، وهناك حوار خامس فى تونس لممثلى المرأة الليبية، فضلا عن حوار يتم الإعداد له حاليا بين الفصائل المسلحة، مؤكدا أن كل هذه الحوارات تؤكد أن اهتماما عربيا ودوليا كبيرا بالأزمة الليبية. وأكد بن حلى أن هناك اتفاقا بين كل الأطراف على دعم جهود الأممالمتحدة والمبعوث الدولى "ليون"، حيث أصبح لدى الأطراف وثيقة الأممالمتحدة فى قراءتها الرابعة، والتى قدمها مبعوث الأممالمتحدة للأطراف المتحاورة. وكشف بن حلى النقاب عن أن هذه الوثيقة تضع خريطة للحل السياسى فى ليبيا بين الليبيين، بدءا من تشكيل حكومة وحدة وطنية، تحت إشراف مجلس النواب الليبى المنتخب والمعترف به دوليًا ثم بعد ذلك صياغة الدستور وإعادة تنظيم مؤسسات وهيئات الدولة، التى تقوم على أساسها الدولة الليبية الحديثة. وأكد بن حلى أن الهدف من كل هذه الحوارات، التى تستضيفها عواصم عربية وأجنبية هو مساعدة الأطراف الليبية على التوصل إلى حل وتسوية سلمية ووقف هذا العنف الأعمى والعدائيات، التى يدفع ثمنها الشعب الليبى. وقال بن حلى: إن ليبيا الآن مع الأسف هى ساحة للتهريب واستغلالها من قبل العصابات الإرهابية وعصابات الجرائم المنظمة والعابرة للحدود، التى تستغل العنصر البشرى الإفريقى لدفعه إلى قوارب الموت فى البحر المتوسط، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبى اعترف للمرة الأولى بأن هناك مشكلة فى الضفة الجنوبية من المتوسط، وهو الآن يبحث عن الحلول ويتحاور مع الجامعة العربية فى هذا الشأن، مشيرا إلى وجود وفد من مختلف إدارات الجامعة العربية زار بروكسل خلال الأيام الأخيرة، وأجرى حوارات مع نظرائهم من المسئولين فى الاتحاد الأوروبى وذلك لبحث التداعيات السلبية للأزمة الليبية.