وأنا جالس فى منزلى أتناول كوب شاى جاءتنى رسالة على هاتفى المحمول مفادها دفعى لأن أترشح لرئاسة مصر لكى أساعد فى العمل للنهوض من عثراتها فارتجف كوب الشاى فى يدى، وضعته على منضدتى وجرس الباب يرن بشدة فخرجت مسرعا فإذ بمجموعة من أصدقائى على الباب يهتفون بالروح بالدم نفديك يا يمانى ودخلوا ودونما أن أعرض عليهم مشروبا أو شيئا من كرم اعتدناه عند بعضنا البعض قلت فى لهفة ماذا تريدون؟ ما تقولون ؟ فأفصحوا عن نيتهم وعبروا عن فكرتهم بأن أرشح نفسى لرئاسة مصر وطال الحديث بنا حول مشكلاتها حديثا ما كان ينقضى، وعارضت بشدة، ورفضت بعنف جادلونى، وجادلتهم وبعد صراع مرير قال أحدهم وهو ممسك بيدى أنت وحدك أملنا فى غد مشرق لا تبخل على أرض الكنانة ولا تضن على أهلها ونحن عونك درعك وسيفك فكان الكلام مؤثرا فصمتُّ هنيهة وأمسكت كوب الشاى الذى أصابه البرد حتى كاد يصير ثلجا وشربت ما بقى فيه دفعة ثم وقفت ناظرا للحضور من أحبابى لأعلن فى تحد وشموخ أنّى سأرشح نفسى لرئاسة مصر 2011 وإلى الأمام يا مصر فصفقوا بشدة وأخذوا يهتفون يا شبابنا قول الحق مين برئاسة مصر أحق بالروح بالدم نفديك يا يمانى وعلى أصوات الهتاف فتحت عينى فى دهشة وأنا أقلبها فى جنبات الحجرة وأنا قابع على سريرى ملتحفا بغطائى لا أقدر على الحركة وأنا أقول (اللهم اجعله خيرا) وأنا أدعوا بصوت خافت (يارب اجعل هذا الحلم سرا) وتمنيت ألا يكون قد اطّلعت عليه شرطة الأحلام أو مخبروها وإلا رميت فى غياهب عاينها يوسف الصدّيق قبلى وقمت ممسكا هاتفى أوبخ أصدقائى واحدا واحدا وهم فى عجب ودهشة عن سر توبيخ على الصباح الباكر بلا جريرة ولا ذنب. ثم جلست وبعد تنهيدة ونفس كان محجوبا داخلى تبت وندمت وعزمت ألا أنام إن عاودتنى هذه الكوابيس مرة أخرى.