"طالب مصرى يخترع" عنوان أصبح يثير ابتسامة ساخرة لكثرة تكراره فى الآونة الأخيرة، بعد أن أصبحنا ننام ونستيقظ كل يوم على خبر عن ما يسمونه اختراعًا جديدًا، أحيانًا تكون فكرته ساذجة، وأحيانًا ما يكون غير منطقى، ونادرًا ما يكون حقيقى ولكن سرعان ما يتلاشى قبل أن يدخل حيز التنفيذ رغم الضجة الكبيرة التى يثيرها فى البداية، مما خلق فوضى كبيرة على ساحة البحث العلمى فى مصر، أفقدت الكثيرين من الثقة فى أى "طالب مصرى يخترع" أو أى اختراع على الإطلاق. "ما يحدث الآن هو أن أى شخص راودته فكرة جديدة، سواء كانت قابلة للتطبيق أم لا يطلق عليها اختراع لمجرد أنه يعتبرها جديدة، حتى لو لم يكن هذا حقيقى"، هكذا يعلق "محمد سعيد" مسئول نقابة المخترعين المصريين فى الشرقية على ما يحدث على ساحة البحث العلمى، ويضيف: "هذا حدث بسبب عوامل كثيرة، من بينها أن البعض يعتبر الموضوع "سبوبة" وفرصة للظهور فى وسائل الإعلام، إضافة إلى الجمعيات والمبادرات للمخترعين والمبتكرين والتى لا تهدف إلا لإثارة الضجة فحسب، ولا يوجد قانون يمنع هذا أو يقنن الموضوع، كما يرجع ذلك إلى المسابقات التى تقام للأطفال ويتم من خلالها تقديم دعم ومنح لدول فى الخارج مما يجعل الكثيرين متحمسين لعمل أى اختراع للحصول على هذه المميزات بغض النظر عما إذا كانت الفكرة مفيدة أم لا". ويوضح: "أى فكرة لا تسمى اختراعًا إلا إذا توافرت فيها عدة شروط أهمها أن تكون قابلة للتطبيق الصناعى، وأن تكون فريدة من نوعها بمعنى أنها فكرة أو اختراع لم يصل إليه أى شخص من قبل، كما يجب أن يكون الاختراع مبنى على أساس علمى، ويجب أن يقدم حلاً لمشكلة موجودة وليس لجزء من المشكلة، وأن يكون مؤثر بشكل إيجابى وليس اختراع غير مؤثر. وليتأكد أن الفكرة لم يسبقه إليها أحد، ويبدأ من حيث انتهى الآخرون يمكنه البحث على الإنترنت باسم الاختراع أو فكرته، أو على موقع أكاديمية البحث العلمي، حيث تتوافر قاعدة بيانات بمختلف الاختراعات التى سبق وتوصل لها آخرون من قبل. وأشار إلى أنه: "عند التقدم للحصول على براءة الاختراع تقوم اللجنة الفنية فى أكاديمية البحث العلمى بمراجعته، وأحيانًا يستغرق الحصول على براءة اختراع 13 شهرًا، فكثيرًا ما يحدث أن يبدأ الشخص فى الإعلان عن اختراعه بمجرد تقدمه إلى اللجنة وتسجيل الاختراع وقبل حتى أن تراجعه اللجنة وتبت فى أمره". وحذر مسئول نقابة المخترعين المصريين فى الشرقية "الاختراعات الوهمية مضرة ليس فقط على البحث العلمى فى مصر، بل تتلاعب بمشاعر الناس أيضًا، وتعطل مناقشة مشاكل حقيقية تهم البلد والعمل على اختراع يفيدنا بالفعل، فمن المفترض أن الاختراعات تنمى الجهات الصناعية وتصبح العين التى تدفعنا للنهوض بالعلم، وتطوير العلم والصناعة والتكنولوجيا".