تحدثت صحيفة "التليجراف" البريطانية فى افتتاحيتها اليوم عن ليبيا، وقالت تحت عنوان "دورنا فى محنة ليبيا" إن تلك المحنة سيئة بما يكفى، حيث تزهق أرواح بريئة، وتتراجع الحريات السياسية. إلا أن ليبيا ليست جزيرة سياسية، فهى جزء من منطقة يمارس فيها المتطرفون القتلة، ومنهم داعش، مستويات مقلقة ومستمرة من النفوذ. وتشير التقارير التى تتحدث عن تحالف جماعة بوكو حرام مع داعش إلى مدى سهولة إمكانية انتشار تلك الإيديولوجية الكريهة إلى دول غير مستقر. داعش يشن هجوما على الثقافات المضادة وتابعت الصحيفة قائلة إن حملتهم ليس لمجرد قتل وتشوه أولئك الذين يقاومونهم، وإنما هى هجوم على ما يعتبرونه ثقافات معارضة. وهجمات داعش البربرية على المواقع التاريخية والأثرية فى سوريا والعراق دليل على ذلك. فإلى أى مدى يمكن أن تكون الكنوز الرومانية فى ليبيا فى مأمن نظرا للفوضى التى تشهدها البلاد. الوضع الليبى نتاج تدخل أنجلو فرنسى وقالت الصحيفة، إن على بريطانيا أن تقبل أن ليبيا بالوضع الحالى هى إلى حد كبير نتاج التدخل الأنجلو فرنسى الذى أطاح بالقذافى من السلطة عام 2011. ولا يزال الإطاحة بالديكاتور مذكرا برصيد ديفيد كاميرون، إلا أن على رئيس الوزراء البريطانى أن يتحمل نصيبه من مسئولية الاضطراب الذى حدث بعد ذلك. وأكدت الصحيفة أن ليبيا تمثل عارا وتذكيرا للقادة السياسيين الذين يدرسون التدخل العسكرى فى المستقبل. والدرس المستفاد أن التدخل فى حد ذاته خطأ، لكن لو كان هناك بدٌّ منه، فيجب أن يتم بشكل صحيح بالتخطيط والالتزام ليس فقط بالعمليات العسكرية، ولكن أيضا ما بعدها.