صحوت فى هدوء قبل موعد عملى بساعتين على غير العاده فلم أصحى كعادتى على صوت بائع الجاز أو زفة بيع السجاجيد أو ذلك الذى يسن السكينة والمقص، فإذا بالجو صحو ولم يكن هناك آثار عوادم سيارات خانقة أو أتربة أو سحابة سوداء أو خلافه، فإذا بنفس صحى عميق يدخل إلى قفصى الصدرى ملئ بالأكسجين أفاقنى لدرجة أنى استعددت لمشاكل العمل قبل الخروج من البيت وبمجرد ضغطى على زر المصعد وجدته أمامى.. وقد كان دائم العطل بسبب عدم انتظام بعض جيرانى أعضاء اتحاد الملاك من المهندسين والدكاترة فى دفع فاتورة الصيانة الدورية للعقار، فخرجت مستبشرا من منزلى واستقللت سيارتى وذهنى مشغول فى كيفية لفت نظر رئيس مجلس إدارة شركتى لقراءة تقاريرى بدقة، حيث تلاحظ عودة تأشيراته لى وكأنه لم يقرأ منها حرفا واحدا، وبينما أنا كذلك تجاوزت الإشارة بلونها البرتقالى فإذا بسيارة تصطدم بى توقفنا بعد أن تبسم واطمئن كل منا على الآخر وتعارفنا.. وما هى إلا لحظات وقد أتت إلينا سيارة الشرطة فيها شابان قاما بملأ النموذج الخاص بالحوادث لنا فى جو من الصداقة وحاولت بعدها أن ألحق بعملى، فإذا بسائق المشروع بجوارى يشير إلى بالتقدم أولا وهو يخرج من المكان المخصص له بالوقوف وأخيرا وصلت لعملى متأخرا 20 دقيقة وقد تركت السياره للسايس، الذى قام بركنها فى مكان الانتظار العام بجوار أحد الحدائق الخضراء المنتشرة بالمدينة.. انتهى اليوم سريعا وقد مررت بالبنك لعمل إيداع يضمن تغطية فواتير الكهرباء والغاز والكردت .. الخ والتى أقوم بدفعها بالإنترنت من منزلى، ثم توجهت إلى السجل المدنى لاستلام رقمى القومى الذى قمت بتعديل بياناته بدلا من استلامه عن طريق البريد من الحكومة، وإذا بى أقف فى الطابور المنتظم داخل السجل وبه الموظف والعامل والرجل والمرأة والشرطى وكل عينه من فئات الشعب المختلفة يخدمهم عدة موظفين بكفاءة وسرعة عالية ومن نافذة واحدة بأرقام مسلسلة، ولا مجال للمجاملات. وعند عودتى مررت بالمركز التجارى بالقرب من سكنى والذى فيه كل المحلات من خضر وفواكه وزهور وخردوات وبقالة وجزارة ..الخ، مرتبة ومنظمة على جانبى الرصيف الواسع العريض المنتظمة أشجاره وأعمدة إنارته التى تتميز بأصالة تصميمها الذى يعبر عن عراقة تاريخ مصر وحضارتها، وانتبهت لوجود جارتى الرقيقة التى شكرتنى لتوجيه إحدى ابنتيها الموهوبة لاستكمال بعض البرامج المتوافرة فى التعليم الإلكترونى بالجامعة، والذى كان سببا لها فى الحصول على وظيفة مرموقة بمرتب يسمح لها العيش بصورة كريمة، بالرغم من تقدم أحد أبناء المسئولين لنفس الوظيفة ولكن دائما وابدا .. البقاء للأصلح والأكفاء والأفضل. تذكرت غيرة زوجتى وعدت مسرعا لها فقد أصبحت رشيقة، بعدما تخلصنا جميعا من المحاشى والبشاملات والمحمر والمشمر فتحت لى الباب متبسمة ... ولكننى سمعت مناديا يقول .......... طازة يا سمك .