أكد المهندس أحمد أبوالسعود، رئيس الإدارة المركزية لنوعية الهواء بوزارة البيئة، أن زيادة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال اليومين الماضيين، ترجع إلى عاصفة ترابية شهدتها شمال أفريقيا وتأثرت بها البلاد، موضحاً أن العاصفة بدأت من تشاد جنوب ليبيا وتحركت فى الاتجاه الشمالى الشرقى حيث غطت مناطق واسعة من جنوب وشمال مصر يوم السبت الماضى وطوال الليل وحتى اليوم التالى. وأوضح أبوالسعود أن مصر وقعت تحت تأثير القطاع الساخن من منخفض جوى سيطر على منتصف البحر المتوسط «شمال غرب البلاد» وهذا المنخفض امتد تأثيره إلى المستويات العليا من الغلاف الجوى 5 كيلومترات مما أدى إلى هبوب الرياح الجنوبيةالشرقيةوالجنوبية حاملة معها الأتربة من صحراء تشاد وجنوب ليبيا، وكانت رياح ساخنة أدت إلى ارتفاع فى درجة الحرارة أعلى من مستوياتها خلال هذه الفترة من العام. واستشهد أبوالسعود بخريطة توضح اتجاه العاصفة القادمة من الجنوب الغربى عبر أسوان، فى اتجاه الصحراء الغربية، بينما يأتى الدخان الصادر عن حرائق قش الأرز عادة من الشمال وهو أكبر دليل حسب قوله على أن هذه الشبورة لم يكن وراءها السحابة السوداء. وقال إن العاصفة سوف تنخفض خلال ساعات لينحرف اتجاه الرياح بعيداً عن القاهرة وفيما يخص حرائق قش الأرز، أوضح أبوالسعود أنها مازالت موجودة وتسبب السحابة السوداء فى بعض الأوقات. من جانبه حذر الدكتور جمال شعبان، رئيس وحدة الحالات الحرجة بوزارة الصحة، من إصابة عشرات المواطنين بالالتهاب الرئوى وأمراض القلب بسبب التلوث الحاد الذى يشهده هواء القاهرة الكبرى. وأوضح شعبان أن قش الأرز برىء من السحابة السوداء، قائلاً: «قش الأرز هو المجنى عليه فى هذه الاتهامات»، لافتاً إلى أن عوادم السيارات هى السبب الرئيسى فى ظهور السحابة السوداء وقال إن أكبر دليل على ذلك أن سكان القاهرة الكبرى هم الأكثر إصابة بالأمراض الصدرية والقلبية.