سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحيفة ألمانية تزعم: دمشق تبنى مجمعا نوويا سريا غرب سوريا.. الأقمار الصناعية تلتقط صورا لموقع "زمزم" الذى يخضع لحراسة حزب الله.. الأسد خدع الجميع وإسرائيل تواجه قرارا مستحيلا
زعمت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إن الرئيس السورى بشار الأسد، يعمل سرا على بناء مجمع نووى تحت الأرض بامكانه تصنيع أسلحة نووية بمساعدة كل من كوريا الشمالية وإيران. وأضافت المجلة الألمانية، فى عددها الأسبوعى، السبت، أن المصنع يقع فى منطقة جبلية وعرة المسالك فى غرب سوريا على بعد كيلو مترين من الحدود اللبنانية، موضحة أنها علمت بذلك استنادا على وثائق حصرية، وصور التقطتها الأقمار الصناعية ومحادثات اعترضتها أجهزة الاستخبارات الغربية. وأوضحت دير شبيجل أنه وفقا لخبراء غربيون فأن الموقع القريب من مدينة "القصير" تصل إليه شبكتا المياه والكهرباء، وأن الاسم الرمزى للموقع هو "زمزم"، ويمكن استخدامه فى بناء مفاعل أو مصنع لتخصيب اليورانيوم. مشيرة إلى أن خبراء كوريين شماليين وإيرانيين يعملون فى مشروع زمزم، ومن المفترض أن يتولى حزب الله اللبنانى الداعم للنظام السورى، حراسة الموقع. وأضافت أن النظام السورى نقل إلى المجمع الجديد 8 آلاف قضيب وقود كانت مخصصة لموقع الكبر السرى الذى يشتبه فى إنه يأوى مفاعلا نوويا سريا، وأن هذا الموقع وسط الصحراء فى شرق سوريا، دمرته غارة جوية فى 2007 نسبت إلى الجيش الإسرائيلى، ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية على الإطلاق أنها تقف وراء تلك الغارة. وبحسب المجلة الألمانية، فإن محللون من وكالات الاستخبارات الغربية قارنوا صور سابقة للموقع مؤكدين حتى أدق التغييرات التى لحقت به. ووفقا للمحللون فإن المجمع الحالى جرى الشروع فى بنائه عام 2009. ويضيفوا أنه منذ البداية جرى التخلص من الرمال المستخرجة فى مواقع مختلفة، لجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمراقبين ولإخفاء مدى عمق الحفر. وعلاوة على ذلك، تم إخضاع مداخل المنشأة لحراسة مشددة من الجيش. وفى ربيع عام 2013، شهدت المنطقة معارك عنيفة حول القصير، لكن المنطقة المحيطة بالمشروع ظلت فى منأى عن التدمير، على الرغم من الخسائر الفادحة التى منيت بها وحدات النخبة من حزب الله المتمركزة هناك. وتظهر أحدث صور التقطتها الأقمار الصناعية للموقع، ستة هياكل هما: منزل حارس وخمسة أكواخ، ثلاثة منهم تقع بالقرب من مداخل المنشأة. ويوجد لدى الموقع شبكة كهرباء خاصة. وثمة تفاصيل أكثر إثارة للشبهات حيث وجود بئر عميق يربط المنشأة مع بحيرة "زيتا"، التى تقع على بعد أربعة كيلومترات. ويقول المحللون إن مثل هذا الربط غير ضرورى لمخبأ للأسلحة التقليدية، ولكنه ضرورى لمنشأة نووية. لكن أوضح دليل، حسب المجلة الألمانية، على وجود منشأة نووية يظهر فى حركة الاتصالات اللاسلكية، التى اعترضتها مؤخرا شبكة من الجواسيس. وتشير إلى أنه تم التعرف على صوت، تم تحديده على أنه لعضو رفيع من حزب الله، يتحدث بشأن "مصنع ذرى" كما يذكر فى حديثه "القصير". وتضيف أن رجل حزب يبدو أنه على معرفة كبيرة بالموقع، كما يبدو أنه يطلع شخص مهم عبر اتصالات هاتفية بمجريات الأمور باستمرار، وهذا الشخص هو إبراهيم عثمان، رئيس الهيئة السورية للطاقة الذرية. ويستخدم رجل حزب الله الاسم الرمزى للموقع وهو "زمزم". وتقول دير شبيجل أن هذا التطور الجديد يأتى فى وقت غير مريح لحكومة الولاياتالمتحدة. فعلى الرغم من النفى الرسمى المستمر، فإن واشنطن تعمل بالتنسيق مع الأسد فى المعركة ضد تنظيم داعش. وعلاوة على ذلك، ففى أعقاب تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، تعتقد كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا أن قدرة الأسد على شن حرب غير تقليدية تلاشت تماما. لذا فإن إمكانية تطوير سلاح ذرى سورى، فى حال تأكيد ذلك، من شأنه أن يؤدى بالضرورة إلى تقييم جديد للوضع. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا الكشف يطرح معضلة صعبة للغاية لإسرائيل. الدولة، التى واصلت قصف خطوط إمداد حزب الله، ولكن يبدو أنها لا تعرف شيئا عن منشأة نووية جديدة محتملة. وتقول المجلة الألمانية إن القادة الإسرائيليين سوف يواجهون قرارا مستحيلا بين تجاهل زمزم أو القيام بهجوم فى غاية الخطورة ضد منشأة بنيت فى أعماق الأرض. فعلى النقيض من عام 2007، ستكون هناك حاجة لمخبأ قنابل، مع عواقب غير متوقعة للبيئة، وبينما سيكون قرار، مثل هذا، غير مسؤول، لكن من المرجح أن يقدم المتشددون الإسرائيليون فى نهاية المطاف عليه. وتقول المجلة أن موقف المراقبين الدوليين فى فيينا لا يبدو جيدا أيضا، بعد أن استطاع الأسد خداع مدير الوكالة يوكيا امانو. ففى سبتمبر 2014، حث المدير اليابانى "سوريا" على التعاون الكامل مع الوكالة فيما يتعلق بجميع القضايا التى لم تحل. لكنه لم يتلق ردا حتى الآن. وسيكون الملاذ الأخير هو طرد سوريا من وكالة الطاقة الذرية، وهى خطوة غير مرجحة نظرا إلى أن موسكو لا تزال تحمى الأسد داخل وكالة الطاقة الذرية كما هو الحال فى الأممالمتحدة. وكان تنظيم داعش قد دعا، مؤخرا، مفتشى الوكالة الدولية للتحقيق فى المناطق الخاضعة لسيطرته. لكن المنظمة الدولية رفضت ذلك لعدم منح التنظيم الإرهابى أى شرعية.