لم تكن تدرك وزارة التربية والتعليم حينما أعلنت بداية امتحانات نصف العام الدراسى الحالى فى 24 من يناير المقبل، أن تأتى بعض أمور تهدد سير عمليات الامتحانات بعد إطلاق عدد من المعلمين دعوات لمقاطعة أعمال المراقبة باللجان والتصحيح بالكنترول، بعدما تجاهلت الوزارة صرف مكافآت الامتحانات وحافز الإثابة لهم، إضافة إلى وقف مرتبات ألفى عامل بالقاهرة. القمامة داخل الفصول شكا عدد من معلمى محافظة قنا عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية الخاصة بمكافأة الامتحانات حتى الآن رغم صدور حكم قضائى بأحقيتهم فى الصرف، مُشيرين إلى أن وزارة المالية تدخلت لإيقاف عمليات صرفها للمشاركين بالامتحانات والحاصلين على 200% حوافز الإثابة، رغم كونها بدل طبيعة عمل، إضافة إلى إصدار المحافظة لقرار خصم ما تقاضوه خلال السنوات الثلاث الماضية. القمامة أصبحت تملئ الفصول بعدما أهمل العمال نظافتها لتوقف مرتباتهم وحرك كل من عبد اللاه عابدين حسن، وكيل النقابة المستقلة للمعلمين، وحمد عبده أبو العلا، عضو النقابة، دعوى رقم 4089 ضد وزير المالية ومحافظ قنا ووكيل وزارة المالية ووكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وذلك لعدم تنفيذ الأحكام القضائية الخاصة بحافز الإثابة وعدم صرف متجمد الأحكام وقد تحدد لها جلسة يوم 23 ديسمبر الجارى. قال محمد الجعفرى، رئيس نقابة المُعلمين المُستقلة بقنا، إن 1000 معلم من معلمى المحافظة أعلنوا بشكل نهائى أنهم سيمتنعون عن المشاركة بأعمال الكنترول والامتحانات بمراحل النقل للصفين الأول والثانى الإعدادى للعام الدراسى الحالى، لحين انتهاء الأزمة وصرف مستحقاتهم، مشيرا إلى أن العدد فى زيادة مستمرة، نتيجة لتجاهل كافة الجهات المعنية لحقوقهم. وأوضح، أنهم أرسلوا شكوتهم إلى الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، للتأكيد على أن مكافآتهم أُلغيت ولم يتقاضوها حتى الآن، مشيرا إلى أن المذكرة تضمنت أن العاملين بالتربية والتعليم لهم الحق فى صرف مكافآت الامتحانات ال200 يوم طبقا للقرار الوزارى رقم 150 لسنة 2005، وما ورد بمرسوم بقانون 51 لسنة 2011 للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذى تضمن أحقيتهم لحافز الإثابة ال200%. دورات المياة فى أحد مدارس المرج وأضاف الجعفرى أن عدة اجتهادات وآراء قانونية وفتاوى من جهات عديدة وآخرها المستشار القانونى لمحافظة قنا، والذى أشار إلى ضرورة الخصم بأثر رجعى اعتبارا من الأول من يوليو 2012 لكل من صدر بشأنهم أحكام قضائية باستحقاقهم صرف ال200% المقررة لجميع العاملين بالجهاز الإدارى بالدولة، لافتا إلى أن ما يقرب من 15 ألف معلم وإدارى بمحافظة قنا متضررون من وقف صرف المكافأة. التلاميذ أصبحوا المعنيين بتنظيف الفصول بدلا من العمال وأشار رئيس نقابة المعلمين المستقلة بقنا، إلى أن القرار الوزارى رقم 150 لسنة 2005 صدر من قبل وزارة التربية والتعليم بمكافأة الامتحانات نظرا لما يقومون به من أعمال الامتحانات بمراحل النقل، على أن تكون أجر نظير عمل ولها شروط وضوابط أقرتها الوزارة، موضحا أن رد المستشار القانونى بالمحافظة أقر عدم استحقاق المعلمين للمكافأة مستندا على حيثياته لكتاب وزارة المالية الذى يتعارض مع نص القانون رقم 51 لسنة 2011 الذى نص فى مادته رقم 11 أنه يصدر الوزير المختص بالتنمية الإدارية بالاتفاق مع وزير المالية المقررات اللازمة لتنفيذ حكم هذه المادة. وتابع: "كتاب وزارة المالية صدر دون مشاركة وزير التربية والتعليم، إضافة إلى عدم اعتماد من وزير المالية للمقررات اللازمة لتنفيذ الحكم، لذا جانب رأى المستشار القانونى للمحافظة الصواب، فى الوقت الذى تؤكد فيه المادة أن الحوافز مقابل جهود غير عادية لا تقل عن 200% من المرتب الأساسى". وأوضح أن مديرية قنا للتربية والتعليم بصدد خصم مكافأة الامتحانات من العاملين الذين صدرت بشأنهم أحكام قضائية باستحقاقهم ال200% كاملة، والذين انطبق عليهم قرار 150 لسنة 2005، مشيرا إلى أن الأحكام القضائية الصادرة فى تلك الأزمة تعرضت حيثياتها إلى ما يتقاضاه المعلم من مكافأة امتحانات بواقع 83%. القمامة فى كل مكان داخل المدارس وطالب المعلمون الدكتور محمود أبو المصر، وزير التربية والتعليم، باتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم سلب اختصاصاتها وترك المعلم فريسة لاجتهادات من قبل جهات رقابية وقانونية، نظرا لاستيائهم من هذه القرارات التى فقدتهم حقوقهم. من ناحية أخرى، دخل ما يقرب من 2000 عامل خدمات المعاونة بمديرية القاهرة التعليمية فى شهرهم السادس من توقف صرف مرتباتهم الشهرية، وذلك لانتهاء عقودهم وعدم قدرة الإدارات التعليمية على تجديدها رغم حاجتها لهم، نظرا لتأخُر إجراءات محافظة القاهرة فى التعيينات. وقال أحد عمال الخدمات المعاونة بإدارة شرق مدينة نصر، والذى رفض ذكر اسمه خوفا من تعرضه للأذى، إن أعدادهم بكافة مدارس الإدارة تصل إلى 56 عاملًا، جميعهم ذاقوا "المرار" منذ بدء عملهم فى عهد الرئيس الأسبق المخلوع حسنى مبارك، حين ظهرت "جمعية سيدات مصر الجديدة"، والتى رأستها سوزان مبارك، وتبنت الجمعية تطوير مائة مدرسة معظمها فى المرج والسلام والزيتون. القمامة تحيط بالطلاب داخل الفصول وأوضح أن بداية مشكلتهم عندما قررت الجمعية إلغاء التعاقد بين العمال وإدارة المرج التعليمية، وإحلال شركة "أمن ونظافة" خاصة، كبديل للإدارة للتعاقد مع العمال، واصفا ذلك بنظام "الكفيل" داخل مصر، لافتا إلى أن الشركة كانت تحصل على مبالغ من وزارة التربية والتعليم، أو المحافظة، وتعطيهم نصفها أو أقل، مشيرا إلى أن الأمر نفسه تكرر فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، إلا أن العقود أيضا انتهت فى 30 يونيو الماضى، الأمر الذى ترتب عليه توقف مرتبه منذ 6 أشهر. وأبدى حزنه على عمله الذى دام به لأكثر من ثمانى سنوات، دون تثبيت له يضمن حقه وأبناءه، مؤكدا أن ما يمر به دفعه إلى تسريب أبنائه من المدارس الملتحقين بها، نظرا لعدم قدرته على توفير مستلزمات دراستهم، وطالب بسرعة صرف مرتباتهم لعلاج ما ترتب عن وقفها من آثار سلبية على حياتهم، مضيفا: "وحصلنا على وعد بتجديد العقد والعمل وطالبتنا الإدارة باستخراج شهادة محو الأمية لعمل عقود، وأوراق لإثبات أننا مازلنا نعمل بالمدارس رغم وقف مرتباتنا". وأضافت "أميرة.م"، إحدى عاملات إدارة المرج التعليمية، والبالغ عددهم 350 عاملا: "انقطعنا فترة عن العمل بالمدارس حتى تحولت إلى أكوام من القمامة، وأثار الأمر غضب أولياء الأمور بعدما علموا أن أبناءهم أصبحوا المعنيين بتنظيف الفصول، لكننا عدنا للعمل، خوفا من ضياع حقوقنا نهائيا بعد العمل منذ ثمانى سنوات، مرتباتنا 600 جنيه". وتابعت: "أعمل حاليا فى خدمة بعض الأهالى الراغبين فى وجود مرافق لأبنائهم أثناء طريقهم إلى المدرسة وخلال عودتهم إلى المنزل، والإدارة حاولت عقد اجتماع لمجلس الآباء لتكليف أعضائه بدفع مبالغ مالية لنا جميعا، لكننا أبدا لن نقبل بهذا الوضع، فنحن نعيش بأحد المناطق الشعبية وبعض الأهالى قد يتباهون بذلك حال تنفيذه". بقايا الأطعمة والأوراق تملئ الفصول واستطردت: "المسئولون بالمديرية أعطونا أملا بالتعيين خلال فترة بسيطة، وطالبونا بتوفير بعض الأوراق اللازمة لإنهاء تلك المهمة، ووفرنا الأموال بالسلف من بعض جيراننا أملا فلا فى التعيين، إلا أن الوضع حتى الآن لم يتغير، أبنائى فى المدارس وأصبحنا لا يمكننا الصرف عليهم، فلولا حاجتنا من البداية لما تركنا بيوتنا للعمل لإزالة القمامة والأتربة التى جاءت بالضرر على صدورنا". واستنكرت عدم وجود حل لأزمتهم من قبل محافظة القاهرة ووزارة التربية والتعليم التى أكد الجميع أنها الجهة المسئولة عن التعيين، لافته أن المدارس تتغلب على عدم وجودهم أو قيامهم بأعمالهم بإلزام التلاميذ يتنظيف الفصول، مضيفة:" أجبرت ابنتى على ترك الدروس الخصوصية لعدم قدرتى على توفير أموال لها". فى سياق مُتصل، أكد "ز.ع" أحد معلمى إدارة المرج التعليمية، أن عمال الخدمات نتيجة لعدم توفير المرتبات لهم لجئوا إلى بيع المنتجات الغذائية الرديئة وغير المعروفة للطلاب فى محاولة منهم للبحث عن دخل ثابت لهم، مشيرا أن بعض مديرى المدارس يتركهم للعمل مقابل فرض نسبة من الإيرادات اليومية لهم للبيع بالمقصف المدرسى. جانب من قائمة المعلمين الممتنعين عن المشاركة بأعمال الامتحانات بقنا موضوعات متعلقة وزير التعليم يكرم 18 معلمًا من 10 محافظات ضمن مسابقة المعلمين المبدعين