شاهدت كما شاهد الملايين المباراة التى جرت بين منتخبى مصر وإنجلترا فى أحد أكبر نوادى مصر - الذى أصبح أكبرهم من حيث المساحة فقط - وكنت سعيد بأداء المنتخب فى الشوط الأول والبعض بالشوط الثانى. انتهت المباراة وانتظرت ابنتى لتفرغ من التدريب لاصطحابها إلى المنزل فإذا بى أثناء السير يبلغنى أحد الأعضاء بأنه تم القبض على أحد الشباب من أعضاء النادى أثناء قيامه ببيع مخدر الحشيش إلى زملائه بالنادى، وأنه أثناء القبض عليه حاول الفرار وقام باستخدام كاتر (الذى يعتبر من ضمن أدواته فى تقطيع الحشيش لتوزيعه على شباب النادى ) وأصاب أحد أعضاء مجلس الإدارة بقطع فى يده. حزنت كما حزن الجميع، حزنت لما آل إليه حال شبابنا، هل وصل بهم الحال إلى بيع المخدرات فى مكان يجب أن يكون لبناء جيل قوى يحمل راية المستقبل، إذا كان هذا هو حال النادى الرياضى العريق فما بالك بحال الشباب فى الشوارع والأزقة التى لا تتوافر لديهم أى أسباب المعيشة اللائقة، فأين الخلل؟ الخلل يشمل جميع المسئولين عن شبابنا وأخص منهم السيد رئيس المجلس القومى للرياضة لأنه المسئول الأول الافتراضى عن الرياضة فى المحروسة، ليست الرياضة التى نراها فى القنوات الرياضية المختلفة التى انقلبت فى لحظة إلى صفحة الحوادث. نريد الرياضة فى المدارس التى اكتظت بالتلاميذ الذين لا يجدون مكانا للجلوس فما بالك فى ممارسة الرياضة، وكذلك فى الساحات الرياضة التى انقرضت وتضاءلت بالمقارنة بالزيادة السكانية الرهيبة حتى أصبحت تاريخا وأثرا نتشدق به مثلما نتشدق بما فعله أجدادنا الفراعنة، يا مسئولينا الشعب المصرى يحيا ويعيش على خمسة فى المائة فقط من مساحة الدولة فليست هناك حجة لكم فى المكان، أما بالنسبة للتمويل فهو موجود أمامنا ولكننا لا نراه لا أعلم السبب ولكنه أمامنا. فمصر تتميز عن جميع دول العالم باعتدال الجو صيفاً وشتاءً بالإضافة إلى موقعها الجغرافى المتميز على البحرين المتوسط والأحمر، مما جعلها مطمعا ومطمحا للكثيرين على مر السنين فلماذا لا نستغلها نحن. فلماذا لا تجتمع لجان الشباب والرياضة على جميع المستويات السياسية والرياضية ورجال الأعمال للدعوة إلى مشروع قومى للنهوض بالشباب، فهل يعقل مثلاً أن يرفض المستثمرون ورجال الأعمال مشاركة الدولة فى بناء قرى رياضية كاملة على ساحلى البحر المتوسط والأحمر تشمل منشآت رياضية وفنادق للاستجمام وحدائق وحمامات سباحة يكون الغرض منها استثمار أجوائنا الجميلة لتنظيم البطولات المختلفة واستقدام جميع لاعبى العالم للتدريب. وأن يكون العائد مناصفة بين الدولة والمستثمر.. فالمستثمر ينمى رأس ماله والدولة يكون لديها دخل تصرف منه على الرياضة بوجه عام وليس على مسئولى الرياضة الذين نراهم ليل نهار فى الفضائيات. لماذا لا نستثمر بطولة كأس العالم المقبلة بجنوب أفريقيا بأن ندعوا ونروج لها ولأننا البلد الوحيد الذى تتماثل أجواؤه مع جنوب أفريقيا لنجذب جميع الفرق المشاركة فى المونديال العالمى للمشاركة فى دورات ودية وإقامة المعسكرات ويكون العائد لصالح هؤلاء الشباب الذين يضطرون لشرب المخدرات لنسيان إنهم شباب وعليهم واجبات لا يستطيعون تنفيذها. هناك الكثير والكثير من الأفكار يمكن أن تستثمرها ولكن لكى نستغلها يجب أولاً القضاء على الفساد فى المجال الرياضى، فكثيرًا نسمع تهامسات فى أروقة النوادى باكتشاف حالات فساد إدارى وتنظيمى ومالى وامتدت إلى تزوير انتخابات والشىء المدهش أنهم يقولون إن رئيس المجلس القومى للرياضة على دراية ويعد أوراقه لمحاسبة المسئولين عن تلك المخالفات، لكننا وجدناها ملفات فارغة خاوية وهمية مثل ملف ماتش الجزائر الشهير. وفى النهاية لى سؤالان للمسئولين الأول : هل من حق هذا الشاب الذى ألقى القبض عليه بتهمة ترويج مخدرات أن يرفع قضية على المسئولين لأنهم أحد أهم الأسباب التى أدت إلى ما آل اليه حاله؟ الثانى : هل عين الصقر أصبحت لا ترى أم أنها لا ترى إلا ما تريده؟