سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسئول دولى يطرح رؤية لحل أزمة مياه النيل.. خالد أبو زيد: 80 صراعا على المياه فى أفريقيا.. ولابد من تطوير القانون الدولى.. والكونغو الأعلى نصيبا للفرد من المياه ب600 ألف متر.. ومصر الأفقر ب650 مترا
قال الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمى للموارد المائية بمنظمة سيدارى، إنه تم وضع رؤية علمية تسهم فى حل مشاكل النزاعات حول المياه المشتركة يطلق عليها المشاركة فى المياه الزرقاء والخضراء بحوض النهر بدلا من المشاركة فى المياه الزرقاء فقط، وهو مفهوم مبنى على إعادة تقسيم المياه التى تسقط على حوض نهر النيل وتستخدم مباشرة فى الزراعة والمراعى الطبيعية والغابات. وأضاف الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمى للموارد المائية بمنظمة سيدارى فى تصريحات صحفية، أن المتوسط السنوى من مياه الأمطار المتساقطة على الحوض تصل إلى 1660 مليار متر مكعب سنويا، بينما يبلغ المتوسط السنوى من المياه الزرقاء التى تصل لمجرى نهر النيل عند دولتى المصب (مصر والسودان) إلى 84 مليار متر مكعب فقط، بينما تعتمد دولتا المصب وخاصة مصر اعتمادا كليا على المياه الزرقاء، وتعتمد دولتا المنبع على المياه الخضراء فى الزراعة اعتمادا أقل على المياه الزرقاء لاستخداماتها المنزلية والصناعية واستخداماتها غير الاستهلاكية مثل صيد الأسماك والملاحة وتوليد الطاقة الكهرومائية. وأوضح الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمى للموارد المائية بمنظمة سيدارى أن الرؤية المقترحة تحقق استدامة التنمية بين دول المنبع والمصب ولا تضر بالاستخدامات الحالية لأى منهم وتتيح الفرصة لتنمية الموارد المائية الإضافية للجميع، واستغلال الميزة النسبية لكل دولة فى استخدام النوع المناسب من المياه الخضراء أو الزرقاء وفى الغرض المناسب، فدول المنبع تستخدم المياه الخضراء فى الزراعات المطرية والمياه الزرقاء الجوفية المتجددة فى الرى التكميلى والاستخدامات المنزلية والصناعية والمياه الزرقاء السطحية فى توليد الطاقة الكهرومائية بعد التشاور والاتفاق مع دول المصب، أما دول المصب فتستخدم المياه الزرقاء السطحية والجوفية المتجددة فى الزراعات المروية والاستخدامات المنزلية والصناعية وتوليد الطاقة الكهرومائية. وكشف الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمى للموارد المائية بمنظمة سيدارى أن المصدر المائى المتجدد الوحيد لمصر الذى تستخدم منه 55.5 مليار متر مكعب سنويا، أما بقية دول حوض النيل لديها موارد مائية أخرى متجددة تغذيها الأمطار المتساقطة داخل حدودها تصل إلى 7000 مليار متر مكعب سنويا تشكل المياه الخضراء والزرقاء المتاحة، ومن ذلك نجد أن نصيب الفرد فى مصر من المياه المتجددة أقل نصيب على مستوى الدول ال11 أعضاء الحوض، ويصل إلى 650 مترا للفرد سنويا وتأتى الكونغو فى مقدمة البلاد نصيبا للمياه ب600 ألف متر مكعب ثم جنوب السودان ب39 ألف متر فى العام. وأشار الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمى للموارد المائية بمنظمة سيدارى إلى الأنهار التى تحكمها اتفاقيات تاريخية فى أفريقيا يصل عددها 8 أنهار فقط من إجمالى 60 نهرا مشتركا تزخر بها القارة الأفريقية، وهو ما يؤكد خطورة الصراع على الأنهار المشتركة مستقبلا، لافتا إلى أهمية تطوير القانون الدولى المنظم للتعامل مع المياه المشتركة وأن تأخذ الاتفاقيات الدولية والإقليمية والحوضية بهذه المبادئ والمفاهيم، وضرورة سد الفجوة بين النواحى الفنية والقانونية والسياسية المتعلقة بالمياه المشتركة. وأكد الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمى للموارد المائية بمنظمة سيدارى أن أثيوبيا لديها أربعة عشر حوض نهر تصل كمية الأمطار التى تسقط عليها 950 مليار متر مكعب فى العام يسقط منها على حوض النيل 450 مليار متر مكعب، وهو المر الذى يشير إلى أنه يمكن حسم الصراع على مياه النيل إذا صدقت النوايا ولم يتم اتخاذ مواقف سياسية قد تفسد الحلول العلمية والمنطقية.