ظهر تناقض الإخوان الكبير فى الآونة الأخيرة، ولم تصل حالة الارتباك بين قيادات الإخوان بعضهم البعض، لكن وصلت حالة التناقض إلى العائلة الإخوانية نفسها، ففى الوقت الذى يطالب فيه نجل القيادى الإخوانى حمزة زوبع بحل الجماعة ويصف قياداتها بالدراويش والسذج، يواصل والده الاستمرار فى منهج التصعيد الخارجى الذى ينتهجه التنظيم ضد مصر، بحضور مؤتمر فى ألمانيا السبت المقبل. وأعلن ائتلاف أوروبى تابع للإخوان يدعى "الائتلاف العالمى للمصريين بالخارج" عن تنظيم مؤتمر فى مدينة فرانكفورت الألمانية بحضور الكاتب الصحفى وائل قنديل، والدكتور حمزة زوبع المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة، بجانب شخصيات سياسية ألمانية وقيادات أخرى بالتنظيم الدولى للإخوان للهجوم على مصر من ألمانيا. وقالت مصادر مقربة من جماعة الإخوان: إن تلك المؤتمرات يشرف عليها التنظيم الدولى، وتحضرها قيادات الجماعة المتواجدة بعدد من الدول الأوروبية خاصة من تركيا وبريطانيا، فى محاولة منهم لفتح خطوات اتصال مع مسئولين أوروبيين لمساعدة التنظيم فى تحقيق أهدافه. كان حذيفة زوبع، نجل القيادى الإخوانى حمزة زوبع، قد هاجم فى مقال له قيادات التنظيم على تصرفاتها وقراراتها الأخيرة، واصفا إياهم بال"دراويش"، وليس لديهم أية خبرة سياسية فى التعامل مع الأحداث، وطالب نجل زوبع بحل الجماعة قائلا: "إن كانت كلمة حل الجماعة ثقيلة على مسامعكم فاستبدلوها بأى مصطلح تريدون (تعليق النشاط السياسى) مثلًا، فأيًّا كان، حل الجماعة قد يكون حلًا مناسبًا لإعادة رسم المشهد السياسى من جديد وخلق مساحات جديدة وكبيرة يتم إرباك النظام من خلالها، وعدم تحميل الجماعة أحمالًا هى فى غنى عنها". من جانبه، قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الجماعة الإسلامية، إن ما يحدث للإخوان من تناقض داخل الأسرة الواحدة هو مشكلة جيل الإخوان الحالى، والفرق بينه وبين القيادة التى تنظر للجماعة على أنها جزء من الوجود ولا يستطيعون الانفصال عنه. وأضاف "حبيب"، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن شباب الإخوان لديهم رؤية مختلفة عن القيادة وهذا ما تجلى بشكل واضح بين حمزة زوبع ونجله فكلاهما لديه مواقف مختلفة، لافتا إلى أن شباب الإخوان الآن هم أكثر تحررا من التنظيم، ولكن القيادة الحالية لديها رؤية مختلفة وسياسات مختلفة عن شبابها.