أثارت مطالبة حذيفة زوبع، نجل حمزة زوبع، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، جدلًا واسعًا بين مؤيدين للجماعة ومعارضين لها، باعتبارها بداية تمزيق الجماعة. وشن حذيفة في مقال له حمل عنوان "حلوها يرحمكم الله" هجومًا على القائمين بأمر الجماعة، واصفًا إياهم ب "الدراويش السذج" مطالبًا الجماعة بأن تحل نفسها. وقال موجهًا حديثه للقيادات الجماعة، إنه "منذ اليوم الأول وأنتم تكذبون وتتحرون الكذب على أنفسكم، وعلينا دون أي استشعار للمسئولية ودون أي مبرر شرعي، أو أخلاقي، أو حتى سياسي". وأضاف "الحقيقة أن القائمين حاليًا على الجماعة لا يجيدون اللعب على أي مستوى من المستويات، فعند الحديث عن الفعل الثوريّ الحقيقي، لا تذكرون سوى المسيرات المناهضة للانقلاب التي تملأ مربعات "الجزيرة مباشر مصر"، والسلمية المبدعة التي لا أعرف لها تعريفًا مع بعض الجمل المكررة مثل "حان موعد القصاص"، أما عن السياسة فحدث ولا حرج، لا يُذكر سوى مصطلحات على شاكلة المصالحة والهدنة ويتم نفيها بسرعة فائقة، وكأن النظام يُعاني وينتظر موافقته، مشيرًا إلى أن الجماعة لا تعرف ما هدفها أصلاً، لا تعرف حجمها وأدواتها لتحدد أهدافها بالأساس؟ من جهته، أيد ثروت نافع، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى، ما قاله نجل زوبع، واصفًا تحليله بالدقيق لما يفعله الإخوان منذ الثورة وحتى الآن". وأشاد نافع بشباب الجماعة قائلا: "أرى شبابهم يتوجه نحو البوصلة الثورية أكثر ويرفض أساليب إدارى عفا عليها التاريخ وهو ما ينبئ بخير فيهم". وعن مطالبة نجل زوبع ل"الإخوان المسلمين" بحل نفسها، قال نافع إنها "جماعة مهمة للحركة السياسية المصرية ووجودهم يثري الحراك السياسي إذا كان في ظل مبادئ ديمقراطية راسخة للمجتمع" وأنه ليست مع من ينادونهم بالابتعاد عن السياسة ولكن مع تواجدهم على أرضية ديمقراطية راسخة وأن يتعلموا من دروس التاريخ وممارستهم العملية السياسية". واستطرد قائلاً: "ليس هناك عيب أن يخطأوا في الممارسة ولكن العيب في الإصرار على الخطأ". وقال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن هجوم نجل حمزة زوبع على قيادات الإخوان يأتى بعد شعور شباب الجماعة بخسارة الدعوة والتنظيم ذاته بسبب سياسات القيادات. وأضاف الهلباوي، أن ما قاله نجل حمزة زوبع ليس بجديد فمصر كلها تعرفه، لكنه خرج من نجل قيادى إخوانى وهو ما يجعل منه أهمية، لافتًا إلى أن هناك عشرات الآلاف من شباب الجماعة يتفقون معه. بينما قال أحمد ربيع الغزالى، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إن ما قاله نجل حمزة زوبع حول قيادات جماعة الإخوان وسياساتهم الخاطئة يعد بداية تمزق جماعة الإخوان؛ حيث ستتجه القيادات سواء الخارجية أو من سيخرج من السجن إلى تشكيل تنظيمات خاصة بعيدة عن الجماعة. وأضاف الغزالي، أن الجماعة تعانى من تمزق شديد، وإن كان نجل القيادى الإخوانى يتفق معهم فى الأهداف ولكنه يختلف فى الأدوات التى تستخدمها الجماعة. وطالب زوبع في نهاية مقاله الجماعة بحل نفسها لفترة معينة حتى تعيد ترتيب أوراقها من جديد وتحدد أهدافها بوضوح وتجيب عن التساؤلات المبهمة، وتخلق كوادر ونخبة وقيادة جديدة واعية تقود الجماعة في ظرف إقليميِّ وتاريخيّ حساس.