سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية فى "صالون التحرير": مصر شامخة وتصريحات أردوغان هوجاء.. علاقاتنا مع أمريكا وثيقة.. نقف بالمرصاد لمحاولات الإخوان إرباك الدولة.. سامح شكرى: الجيش قادر على احتواء التحديات القادمة من ليبيا
قال سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، إن جماعة الإخوان "الإرهابية" تحاول إرباك مصر من خلال تحركاتها على المستوى الدولى، مؤكدًا أن الخارجية تقف لهذه المحاولات بالمرصاد. وأضاف سامح شكرى، وزير الخارجية، أن انتشار الإرهاب فى سوريا والعراق وليبيا ومالى والصومال والنيجر ودول أخرى، وترابط تنظيماته فيما بينها، يجعل من الضرورة الالتفاف لمواجهته والقضاء عليه، وتابع "الأمر لم يعد مرتبطا بالفقر أو المستوى الاقتصادى، وهناك 3 آلاف محارب ضمن التنظيمات الإرهابية من دول أوروبا الغربية التى لا تعانى من الفقر". وأوضح سامح شكرى، وزير الخارجية فى حوار ببرنامج "صالون التحرير"، الذى يقدمه الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، على قناة التحرير، أن مصر اشتركت مبكرًا فى التحالف ضد الإرهاب، وهناك محاولة لتوسيع نطاق هذا التحالف على مستوى المجتمع الدولى، موضحًا أن العالم بدأ تفهم الظاهرة من الناحية الأيديولوجية لمعالجتها على المستوى الثقافى. وقال وزير الخارجية سامح شكرى، إن دخول القاهرة مع واشنطن فى حوار إستراتيجى فى يناير المقبل، أمر مهم جدًا لمناقشة كل الملفات، ومنها المساعدات العسكرية المعلقة. وأكد وزير الخارجية سامح شكرى، أن قرار اعتماد المساعدات العسكرية الأمريكية المعلقة، مرتبط بأن يستوثق الجانب الأمريكى من عدة أمور، منها استمرار مصر فى استكمال خارطة المستقبل، مشيرًا إلى أن المحايد لا يمكنه إنكار أن هذا هو الواقع، فهناك دستور وانتخابات ووسائل إعلام، وحرية رأى، ومن يغفل كل ذلك لا يرى ما يحدث فى مصر بشكل دقيق. وأضاف سامح شكرى وزير الخارجية، أن وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" يتفهم ضرورة حل مشكلة تعليق المساعدات، معتبرًا أن الحوار الاستراتيجى فرصة لتكون كل المشكلات مطروحة بشكل عملى وصريح، لأن العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية "قديمة ووثيقة وتستخلص منها مصر قدر من المنفعة، ونحرص على استمرار علاقاتنا مع دولة بحجم الولاياتالمتحدة - بحسب تعبيره. وردًا على سؤال بشأن العلاقة مع روسيا وتوقيت زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للقاهرة، قال وزير الخارجية سامح شكرى: "بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو هناك قدر عالٍ من الاستقلال فى القرار المصرى بعيدًا عن أى نوع من التبعية، فهو قرار يحظى بإرادة شعبية، ومن المرتقب أن تكون زيارة الرئيس بوتين لمصر فى النصف الأول من العام المقبل، وسيكون هناك ترتيب جيد لها، وستكون لها نتائج إيجابية اقتصاديًا وسياسيًا". وقال سامح شكرى وزير الخارجية، إن مصر تابعت بدقة ملابسات القمة الروسية التركية، التى انعقدت قبل أيام، مضيفًا، "جاءت هذه القمة فى إطار العلاقات الطبيعية بين تركياوروسيا، فالأخيرة تسعى لفتح إطار لمعالجة القضية السورية سياسيًا، وبالتالى تستقطب كل الأطراف المؤثرة فى هذا العمل إذا كان سيكتب له النجاح"، وردًا على تجاوزات الرئيس التركى أردوغان المتكررة بحق مصر. وتابع وزير الخارجية سامح شكرى: "تجاوزنا التعليق على تجاوزات أردوغان، لكن وجدنا فى تصريحه الأخير قدر عالٍ من الهوجاء، وبالتالى أصدرنا بيانا تناول هذه التصريحات بالنقد والاستغراب والاستهجان والتوضيح أن هناك محاولة للتغافل عما يجرى فى مصر من جانب أردوغان من أجل تصوير المشهد بما يتناسب مع توجهاته الأيديولوجية، وهذه التصريحات أحرجت الرئيس الروسى بكل تأكيد". وبشأن عدم اتخاذ مواقف محددة ضد المصالح التركية فى مصر، وأسباب تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة، قال وزير الخارجية سامح شكرى: "تركيا تأثرت سلبًا بما يفعله أردوغان بخسارتها مقعدًا فى مجلس الأمن، ونحن لا نتخذ مواقف انفعالية تؤدى لنتائج سلبية، فهناك استثمارات تركية لا بأس بها وهناك عمالة مصرية تستفيد من هذه الاستثمارات، وهناك علاقات تجارية مشتركة". وحول موقف الخارجية من الشروط التى وضعتها حكومة طبرق للدخول فى حوار مع الفرقاء الليبيين، رد وزير الخارجية سامح شكرى ، قائلا إن ليبيا تشكل أولوية أولى، وأشار إلى وجود حدود مشتركة معها بمسافة 1200 كيلو متر، وأن وجود عناصر إرهابية بها، يشكل خطرًا بالغًا على أمن مصر، وأن القوات المسلحة قادرة على احتواء أى خطر يأتى عبر الحدود. وأوضح وزير الخارجية سامح شكرى، أنه إذا كانت هناك رغبة حقيقية فى الخروج من المأزق السياسى، بحوار وطنى، فمن الضرورى التخلى عن الخيار العسكرى ونبذ العنف، واحترام إرادة الشعب الليبى التى تمثلت فى الانتخابات الأخيرة، التى وضعت كل طرف ليبى فى حجمه، وأن هناك شرعية قائمة حاليا، مستبعدا المساواة بين من يملكون شرعية الانتخابات الأخيرة وغيرهم، على أن تظل فكرة الحوار والحل السياسى قائمة. ولفت الوزير إلى وجود دول مثل السودان والجزائر وبعض الدول الأوروبية تزكى إطلاق الحوار بين الفصائل الليبية دون تمسك بأية عناصر أو شروط للحوار، وتغفل نتائج الانتخابات الأخيرة، وهى وجهة نظر لا تؤيدها مصر، وأضاف:" القاهرة لديها رؤية واضحة إزاء ليبيا، وتعمل على حماية الأمن القومى لمصر، وحماية الشعب الليبى الذى لا يمكن أن تتخلى عنه فى أى مرحلة"، بحسب تعبيره. وقال سامح شكرى وزير الخارجية:" نعيش مشهدًا غير مسبوق من التحديات والمخاطر، وأنه لا مجال للخطأ، لأنه يؤدى إلى تداعيات بالغة الخطورة، كما أن الحذر لا يحول دون فاعلية الموقف المصرى فى التعامل مع الملفات الخارجية". وتطرق الوزير، إلى الملف الفلسطينى قائلاً: "إن طموحنا أن ينتهى الاحتلال الإسرائيلى اليوم قبل الغد، و نكثف جهودنا من أجل دعم السلطة الفلسطينية وحل القضية، كما نفعل فى سوريا وليبيا، فليس لمصر مطامع أو مصالح، مثل بقية الأطراف". وردًا على سؤال حول توقف مباحثات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، قال وزير الخارجية سامح شكرى، إنها معطلة بسبب المشكلات بين السلطة الفلسطينية وحماس، وأن مصر تبحث تشجيع الفصائل الفلسطينية على استئناف مباحثاتها. وأوضح وزير الخارجية سامح شكرى، أن العديد من الدول لم تف بتعهداتها لإعادة إعمار غزة، واصفًا الأوضاع الفلسطينية فى غزة بالخطيرة، فلم يتم التوصل لاتفاق لفتح المعابر أو دخول المساعدات أو دخول السلطة الفلسطينية إلى غزة أو عودة ممثلى الاتحاد الأوروبى إلى المعابر. وحول جدوى التعامل مع حماس، رغم كونها فرعًا من الإخوان؟ رد الوزير قائلاً: "أوضحنا وضع معبر رفح وقت الأزمة "العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة"، وقد كان يُستخدم ضمن محاولات الضغط على مصر ومحاصرتها، وقلت وقتها إن القضية واضحة لكن هناك أطراف لا تريد الاعتراف بالحقائق". وأضاف "شكرى"، أن مصر تلعب دورًا حيويًا إزاء فلسطين، وأنه لحين إقامة الدولة، لا يجب أن نقصى أحدًا، لأن مصر حاضنة للجميع ولا يستغنى أى طرف فلسطينى عنها، ولن نتخلى عن الشعب الفلسطينى تحت أى ظرف، واستبعد أن يكون اعتراف البرلمانات الأوروبية بدولة فلسطين، بإيعاز أمريكى. وحول استيعاب الدبلوماسية لأهمية دور مصر فى المنطقة، قال وزير الخارجية سامح شكرى، إن انكفاء مصر على أوضاعها الداخلية ليس فيه فائدة، وإنما التفاعل والقدرة على التأثير لحماية مصالحنا. ونفى وزير الخارجية، علم الوزارة بما تداولته صحف أجنبية بشأن اعتزام رئيس الوزراء القطرى السابق، حمد بن جاسم بن جابر الثانى، الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، لخلافة الأمين الحالى بان كى مون، وقال "لم يصل لعلم وزارة الخارجية شىء من هذا". وحول علاقات مصر مع أفريقيا، قال "شكرى" إن القدرات المصرية قادرة على النفاذ إلى الأسواق الأفريقية، وأن مصر أقامت بانوراما تسرد الحضارتين المصرية والكونغولية، وستعمم هذه التجربة مع إثيوبيا ودول حوض النيل. وحول ما أضافه السيسى من خطوط أساسية للخارجية، قال سامح شكرى، إن الرئيس أضاف رؤية ثاقبة بحكم ما اكتسبه من خبرة فى القدرة على تحليل المشهد والنفاذ للموضوعات المعقدة والإخلاص فى الحفاظ على مصالح مصر القومية، وإدراك الإطار الإستراتيجى لعلاقات مصر، كما أسهم كثيرًا فى بلورة أهداف محددة. وأضاف الوزير: "الوزارة وأعضاؤها فى خدمة الوطن، وحريصون على أن تكون هذه المؤسسة وطنية تعمل فقط لمصلحة البلاد، وأن يجنّب أى شخص أى نوع من الاعتقادات الشخصية، وأنه لا محل لأية اعتقادات تخرج عن الإطار المشروع لها". وحول الملف النووى الإيرانى ومستقبل المفاوضات مع الغرب، واحتمال توقيع اتفاق إيرانى غربى بحلول مارس المقبل، قال وزير الخارجية: "الملف النوورى الإيرانى مهم وله تأثيره على التوازنات الإقليمية، ونتابعه مع أشقائنا فى الخليج، ونتوقع ألا يكون أى اتفاق على حساب أمن الخليج، ونحن نتحسب لكل الاحتمالات". وأضاف الوزير: "مصر تُسيّر علاقتها بشكل منفرد وبشكل جماعى ولا يمكن الفصل بين الأمرين، ولدينا القدرة أن تكون لنا مواقف منفردة وأن نعمل فى إطار متعدد". وعن فرص مصر فى الفوز بعضوية مجلس الأمن، قال وزير الخارجية سامح شكرى، إن فرص مصر طيبة جدًا لدخول مجلس الأمن، وحملة ترشحها بدأت فعلاً، وهى تدخل ممثلة للقارة الإفريقية وشمال أفريقيا، وهناك توافق إفريقى بين ممثلى القارة، ولن يكون هناك تنافس إفريقى إفريقى، ولن يمنعنا ذلك من استمرار العمل لتوضيح مواقفنا ودورنا. وزاد "شكرى"، أن عضوية مجلس الأمن مسئولية ضخمة، ولكن هناك إدراكًا من أطراف دولية عديدة بأن مصر قادرة بثقلها على أن تؤدى دورًا إيجابيًا فى صالح الأمن الدولى.