التحرش الجنسى مشكلة تهدد المرأة الأسبانية.. 40 ألف سيدة تغير مكان عملها بسبب تعرضها للمضايقات من الرجال.. ولا يتقدم بالشكاوى سوى 25% خشية فقدان عملهن.. دراسة تكشف: المتحرشون أغلبهم زملاء العمل

ذكرت دراسة صادرة عن معهد المرأة فى العاصمة الأسبانية مدريد، أن مليونا و310 آلاف عاملة تعرضت لنوع من أنواع التحرش الجنسى أى 15% من مجموع عدد العاملات فى أسبانيا الذى يبلغ 8 ملايين و425 ألف عاملة.
وأشارت الدراسة إلى أن 40 ألف عاملة تضطر إلى تغيير مكان عملها لهذا السبب، وقالت مسئولة المساواة بين الرجل والمرأة فى المعهد، سوليداد موريو، إن رد فعل العاملة تجاه التحرش هو عدم التقدم بشكوى، بصورة عامة، عندما يكون التحرش بسيطا، ولكن عدد الشكاوى يرتفع بارتفاع طبيعة التحرش، ومع ذلك ووفقا لدراسات المعهد من خلال زياراته الميدانية والاستطلاعية فإن عدد اللواتى يتجرأن على التقدم بشكوى لا يتجاوز ال25% من مجموع حالات التحرش، مضيفة أن 56% من المؤسسات التى تقع فيها مثل هذه الحالات لا تتصرف بجدية مع المشكلة، كما أنه لم تصدر أحكام رادعة ضد المعتدى بشكل مرض إلا فى 8% من مجموع الدعاوى المقدمة.
وتتراوح حالات التحرش بصورة عامة، بين التحرش الشفهى والإلحاح فى طلب لقاء وطرح أسئلة جنسية أو نظرات موحية إلى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس، وتضيف الدراسة أن أسباب عدم تقدم العاملة بشكوى ضد التحرش عديدة ومتشعبة، أهمها عدم ثقة العاملات فى تنفيذ العقوبة بالمعتدى كما ينبغى، ولا تتقدم بشكوى غير 25% من مجموع العاملات اللواتى تعرضن للتحرش.
وحسب استطلاعات المعهد بين اللواتى تعرضن للتحرش، فإن 38% منهن يخشين التقدم بشكوى لظنهن أنها ستعود ضدهن، فيتهمون العاملة بأنها هى التى تحرشت، وقالت 43% منهن إنهن يضطررن إلى التحمل والسكوت خشية فقدانهن لأعمالهن.
وجاء فى الدراسة أيضا أن نحو نصف الذين يقومون بالتحرش هم من زملاء العمل، و27% منهم من رؤساء العمل و23% من الزبائن، مشيرة إلى أن هذا يتسبب للعاملات إلى أمراض نفسية مثل القلق والخوف والتعرض لكوابيس.
ومن ناحية أخرى، ظهرت 14 حالة تحرش واعتداء جنسى فى الكنائس الأسبانية ما بين عامى 2001 و2010 بسبب الفاتيكان والتى انتهت بسجن 3 قساوسة، حيث أدين فى 2011 أسقف تارازونا ومدرسة أنخيل لويس سالدانيا بتهمة حيازة المواد الإباحية عن الأطفال كما عثرت الشرطة على أشرطة فيديو مع صور إباحية لفتيات من مختلف الأجناس والأعمار حتى سن 12 عاما وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، أما فى 2013 فإن الكنيسة اضطرت لأول مرة لطرد قس بسبب التحرش الجنسى.
وفى 2014 اعتقل اجناسى ماركيز 63 عاما رئيس كنيسة سانتاروزا وذلك لاتهامه بالتحرش الجنسى ل3 أولاد تتراوح أعمارهم بين 12 و14 و15 عاما.
تعتبر القضية الأخيرة من أشهر القضايا التى تسببت فى ضجة عارمة فى المجتمع الأسبانى تلقى ميئول بأبرشية غرناطة بجنوب أسبانيا التابعة للكنيسة الكاثوليكية عن تفعيل تحقيقات سرية حول اتهام رجل بتعرضه فى طفولته للممارسات جنسية من قبل عدد من القساوسة من داخل الأبرشية نفسها، حيث قال إن ما لا يقل عن 12 قسيسا من أبرشية غرناطة بارتكاب أفعال غير أخلاقية بطفولته، والتى بدأ القضاء الإسبانى باستدعاء مسئولين من الكنيسة الكاثوليكية للتحقيق بهذه القضية، ومن الجانب الآخر استلم بابا الفاتيكان (فرنسيس الأول) رسالة من المجنى عليه يشرح له ما تعرض له من تحرشات وممارسات جنسية من قبل عدد من القساوسة، ويطالبه بإرسال موافقته للكنيسة الكاثوليكية فى أسبانيا ببدء التحقيقات والتى ستقوم بتنفيذها بناء على تعليمات بابا الفاتيكان.
موضوعات متعلقة
دراسة للجامعة الأمريكية : 80 % من نساء مصر تعرضن لحوادث تحرش لفظى